سكان حي "ديبونو" يحولون منازلهم إلى هياكل معدنية تعيش 50 عائلة بحي «ديبونو» بمنطقة الكيلومتر الرابع ببلدية قسنطينة حالة من التوجس نتيجة تزايد خطر الإنزلاقات على مساكنهم وظهور تصدعات عميقة جعلتهم يحولون منازلهم إلى ما يشبه الهياكل الحديدية، لمواجهة تحركات التربة خوفا من انهيارات مفاجئة، الحي مصنف ضمن المنطقة البرتقالية ومع ذلك ينقسم سكانه بشأن عمليات الترحيل بسبب ازدهار نشاط تصليح السيارات الذي جعل البعض يتمسكون بخيار البقاء حفاظا على مصدر رزقهم. مزرعة «ديبونو» هو اسم لمعمر فرنسي كان يعيش بمدخل حي الكيلومتر الرابع بقسنطينة، وبقي مستعملا رغم مرور عشرات السنوات على زوال هذه المرزعة وتحولها لحي كبير كان يضم المئات من المنازل والأكواخ القصديرية، قبل أن يتم ترحيل أزيد من 600 عائلة بداية الألفية الثانية نحو أولى عمارات المدينة الجديدة علي منجلي، ليبقى سكان الحي يعانون في صمت كبير إلى غاية سنة 2012 أين تم ترحيل عدد محدود من العائلات التي كانت تقطن داخل أكواخ قصديرية على حافة الطريق الوطني رقم 3. وظل «ديبونو» حيا مجهولا لدى الكثيرين من سكان قسنطينة وحتى مسؤوليها المتعاقبين، إلا من قبل أصحاب السيارات، حيث يعتبر معقلا لمصلحي هياكل المركبات وذهنها، حيث تعتبر هذه المهنة النشاط الوحيد بالمكان، إذ تنتشر العشرات من المحلات على طول الشارع المحاذي للطريق الوطني رقم 3، وهو النشاط الذي قسم سكان الحي إلى قسمين، قسم يطالب بالترحيل وآخر يفضل البقاء لارتباطه بالمهنة بعد تكوينه لقاعدة تجارية كبيرة، وكونه مقصدا مهما لأصحاب السيارات. ويضم حي «ديبونو» اليوم ما يقارب 50 عائلة لا تزال تعيش في منازل يتهددها خطر الانزلاق، حيث تحولت الكثير من المساكن إلى أماكن لا يمكن العيش بداخلها، سيما وأن الحي يجاوره من الجهة السفلى وادي الرمال والذي يعرف أشغالا لتهيئة مجراه في الآونة الأخيرة. وتتلاصق بنايات الحي فيما بينها انطلاقا من الطريق الوطني رقم 3 نزولا إلى غاية واد الرمال في صورة الكثير من الأحياء القديمة بالمدينة، على غرار حي الثوار، أو أزقة السويقة العتيقة، حيث لا يمكن إلا للسكان المرور بينها، ولا مكان لعبور سيارة أو حتى دراجة هوائية، حيث تشكل السلالم التي أنشأها السكان بطرق غير منظمة الطريقة الوحيدة لسكان المنازل المتواجدة بالجهة السفلى. وتعرف المنازل حي «ديبونو» من الداخل تشققات خطيرة، بلغت بعضها أزيد من 20 سنتيمتر، ما دفع بقاطنيها إلى سدها بواسطة أقمشة وأكياس بلاستيكية لمنع تسرب مياه الأمطار ودخول الهواء البارد شتاء، وهو المظهر الذي تكرر في الكثير من المنازل التي زارتها «النصر»، كما اضطرت الكثير من العائلات إلى هجر بعض الغرف بعد أن أصبحت غير آمنة. زيادة على هذا فقد قام الكثير من السكان بتثبيت المباني بأعمدة حديدية، بعد أن فقدت الكثير من الأسطح الإسمنتية دعائمها بسبب الانجراف، في حين قامت أخرى بإعادة بناء أجزاء من المنزل مثل السلالم وتعويضها بأخرى حديدية. أما خارج المنازل، فرغم استفادة الحي من عملية لتعبيد الطريق الرئيسي والوحيد منذ حوالي 3 أشهر، إلا أن «ديبونو» لا يزال يشهد الكثير من المشاكل، أثرت سلبا على حياة السكان، ومن بينها انعدام نقطة لجمع النفايات، حيث أفاد أعضاء جمعية «الفلاح» للحي بأن مصالح البلدية قامت منذ مدة بإزالة حاوية كبيرة دون تعويضها بأخرى. كما أوضح من تحدثنا إليهم، أن الحي يتأثر بشدة خلال تساقط الأمطار وذلك بسبب عدم وجود بالوعات، كما أن المجرى الوحيد بالحي والمجاور لحائط السند للطريق الوطني رقم 3 ردم عن آخره من قبل إحدى المقاولات، دون أن تتحرك البلدية في إعادته للخدمة رغم الشكاوى المتعددة، والتي بلغت حد قطع الطريق، حيث لم تثمر مجهوداتهم إلا وعودا لم تجسد إلى غاية اليوم، فيما يبقى تغيير اسم الحي وتعويضه باسم أحد شهداء ثورة التحرير، مطلبا لدى السكان حتى وإن تمت إزالته عن آخره. المندوب البلدي للقطاع الحضري «التوت» اعترف في تصريح للنصر، أن الحي يعاني من انزلاق التربة، إذ يصنف ضمن المنطقة البرتقالية، وتعرف الكثير من مبانيه تشققات خطيرة يمكن أن تتسبب في كوارث مستقبلا إن لم يتم أخذها بعين الاعتبار، ليؤكد من جهته أن مصالحه أوفدت فرق تقنية لمعاينة هذه المباني وتدعيمها بالصور، حيث تم رفع تقارير مفصلة عن الوضعية التي تعرفها الكثير من السكنات لبلدية قسنطينة، والتي رفعت بدورها هذه التقارير لمصالح الدائرة التي تعتبر حسبه المسؤول الأول في هذه النقطة. كما أوضح ذات المسؤول أن مساع كثيرة قامت بها المندوبية أثمرت باستفادة الحي من عملية لتعبيد الطريق، رغم أن «ديبونو» لم يكن مسجلا من قبل، أما عن انعدام نقطة جمع القمامة فقد أوضح ذات المتحدث أن البلدية وضعت عدة حاويات بلاستيكية من قبل تمت سرقتها، قبل أن تحرق حاوية حديدية أخرى، حيث تقرر حسبه وضع حاوية جديدة سيتدعم بها الحي في الأيام القليلة القادمة.