ظهرت مؤشرات قوية لإمكانية تنفيذ تدخل عسكري للدول الغربية الكبرى في ليبيا تحت عناوين تسريع عمليات إجلاء رعاياها وحماية مصالحها ووقف عمليات القمع ضد المتظاهرين المطالبين بتنحية القذافي وسقوط نظامه. وازدادت بوادر هذا التدخل الأجنبي بعد الإتصالات التي أجراها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون مساء أول امس، حيث أشار اللبيت الأبيض إلى أن الأطراف الثلاثة أبقت كل الخيارات واردة ولم تستبعد التدخل العسكري. وأشار مسؤول عسكري أمريكي بارز أول أمس إلى احتمال قوي للتدخل في ليبيا.وذكرت شبكة (س أن أن) في موقعها الالكتروني، عن المسؤول تأكيده أن البنتاغون ينظر في جميع الخيارات المحتملة لدعم الرئيس أوباما في التعامل مع الوضع المتفاقم بليبيا. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "مهمتنا ان نجعل الخيارات متاحة من الجانب العسكري وهذا ما نفكر فيه في الوقت الراهن". وأضاف المسؤول الأمريكي بان الخطط الأولية للخيارات العسكرية المحتملة والمتاحة أمام أوباما حاليا تضع ضمن أولوياتها حماية المواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية، ووقف العنف ضد المدنيين الليبيين. وكانت وزير الخارجية الفرنسية ميشال آليو ماري قد أعلنت امس أن فرنسا وبريطانيا، عرضتا على مجلس الأمن مشروع قرار حول ليبيا ينص على حظر تام للأسلحة وعقوبات والإحالة على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقالت آليو ماري أن الوضع خطير جدا، ويجب إحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية وان ذلك يشكل إشارة قوية جدا. وكان الرئيس أوبالما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البر يطاني دافيد كامرون قد دعوا اول أمس لإنهاء فوري للعنف في ليبيا. وقال البيت الأبيض أنه لا يستبعد أي شيء في رده على القمع الذي تمارسه الحكومة الليبية ضد الانتفاضة الشعبية. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارنيلدى سؤاله عما اذا كانت الولاياتالمتحدة تدرس خيارات عسكرية " لا استبعد أي خيارات، أستبعد أي شيء" وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي سيتصل بقادة الدول الأوروبية بهدف تنسيق المواقف لتحديد الخيارات على خلفية مطالب دولية بفرض عقوبات وحظر جوي على ليبيا بهدف وضع حد لعمليات القمع التي يمارسها القذافي وأتباعه على المحتجين. وكان وزير الدفاع روبرت غيتس قد أعلن أن فرنسا وايطاليا هما الأفضل لفرض الحظر الجوي، وبأن الخيار العسكري غير مستبعد، وحثت بريطانيا أول أمس المجتمع الدولي على ممارسة المزيد من الضغوط على القذافي، وقال الإتحاد الأوروبي أنه يبحث ارسال قوة تدخل انساني إلى ليبيا. وذكرت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كاثرين آشتون أمس أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بتسريع عملية فرض العقوبات من أجل وقف العنف ضد المحتجين. وحسب أحد الدبلوماسيين، فإن الأوروبيين يحضرون خططا استعجالية للسيطرة على المجال الجوي الليبي، غير أنهم مثلما لفت إلى ذلك يحتاجون إلى قرار من مجلس الأمن الدولي يسمح لهم بذلك. ومن جانبه عرض حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنسيق جهوده مع الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إجلاء آلاف الأجانب المحتجزين في ليبيا سواء عن طريق الجو أو عن طريق البحر.