أثار سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية جدلا دوليا واسعا حول سبب سقوطها، فبعد إعلان "داعش" مسؤوليته عن ذلك سارعت السلطات المصرية و الروسية إلى التشكيك في كون هذا التنظيم الإرهابي هو من يقف وراء هذا الحادث المأسوي، فيما أكد الكرملين أنه لا يجوز استبعاد أية فرضية في تحطم الطائرة بما فيها العمل الإرهابي، و رجحت الشركة صاحبة الطائرة المنكوبة "كوغاليم آفيا" تعرض الطائرة لتأثير خارجي نافية تعرضها لخلل فني. تنظيم "داعش" و فور سقوط الطائرة الروسية التي أقلعت فجر السبت من مطار شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ و هلك جميع ركابها ال224 سارع إلى إعلان مسؤوليته عن ذلك من خلال الصفحات الإلكترونية التابعة له، و هو ما أثار تخمينات عدة حول صحة ذلك من عدمه، حيث استبعدت السلطات المصرية أن يكون "داعش" وراء ذلك و أرجعت السبب إلى خلل فني، معتبرة أن التنظيم عادة لا يسارع إلى إعلان تبنيه لعملياته الكبيرة بسرعة، كما شككت السلطات الروسية في وقوف "داعش" وراء الحادث، معتبرة ذلك "إدعاء غير دقيق"،كما استبعد بعض الخبراء إسقاط "داعش"للطائرة على خلفية استحالة استهداف طائرة مدنية تحلق على ارتفاع عشرات الآلاف من الأمتار، بالإضافة إلى صعوبة تحديد هوية الطائرة، ومن ثم التحقق من أنها الطائرة المستهدفة. في المقابل أكد الكرملين أنه لا يجوز استبعاد أية فرضية لدى التحقيق في تحطم الطائرة الروسية في سيناء، بما في ذلك فرضية العمل الإرهابي، حيث قال ديمتري بيستوف الناطق الصحفي باسم الرئيس فلاديمير بوتين، ،أنه لا يجوز استبعاد أية فرضية في المرحلة الراهنة من التحقيق، داعيا إلى انتظار النتائج بصبر، دون الانخراط في التخمين والإدلاء بتصريحات لا أساس لها حول أسباب الكارثة. و نفت الشركة صاحبة الطائرة المنكوبة وقوع عطل فني كما خمنت السلطات المصرية ،حيث قال نائب مدير عام شركة "كوغاليم آفيا" صاحبة الطائرة المنكوبة ألكسندر سميرنوف إن الشركة ترجح تعرض الطائرة لتأثير خارجي، باعتباره التفسير الواقعي الوحيد لما أعلنه المحققون عن تفكك الطائرة وهي في الجو، قبل سقوطها على الأرض،موضحا أن طاقم الطائرة فقد السيطرة عليها بالكامل بسبب أضرار كبيرة ألحقت بهيكل الطائرة، واصفا الحالة الفنية لهذه الأخيرة لدى إقلاعها من مطار شرم الشيخ، بال ممتازة، نافيا ورود أية شكاوى بهذا الشأن من الطاقم خلال الرحلات الخمس الماضية التي نفذتها، مؤكدا أن المراقبين الجويين لم يتلقوا أية اتصالات طارئة من طاقم الطائرة خلال التحليق،فيما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة في "حالة جيدة". ومن جهتها أعلنت وكالة المخابرات الأمريكية عن عدم و جود أي دليل أو مؤشر يؤكد فرضية العمل الإرهابي في الحادث ويرجح سقوطها جراء ذلك ..في حين طالب الرئيس بوتين بتقديم صورة موضوعية عن الكارثة الجوية و دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى عدم استباق الأحداث و انتظار نتائج التحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقة لما حصل. للعلم فإن الطائرة الروسية المنكوبة سبق و أن تعرضت لحادثة سنة 2001 أثناء عملية هبوط أدت إلى إلحاق أضرار بذيلها حسب نائب مدير عام الشركة، ما دفع بالكثير إلى إرجاع سبب تحطمها إلى الخلل التقني، إلا أن ذات المسؤول أكد أنه تم إصلاحها بالكامل، مستبعدا أي دور للحادثة القديمة في المأساة التي وقعت في أجواء سيناء.