فنّدت العديد من المراكز البحثية وخبراء عسكريون الإشاعات المترددة حول مسؤولية تنظيم “داعش” في إسقاط الطائرة الروسية في شمال سيناء بمصر، وأكدوا أن الهدف من ذلك إثارة البلبلة في الشارع المصري، والإضرار بالأمن القومي للبلاد، خاصة في ظل التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، التي أدت إلى تفتيت عدد من الدول، وتشويه العلاقات المصرية الروسية، بينما أعلنت القاهرة منطقة الحطام محظورة. لم يكن حادث سقوط الطائرة الروسية بشمال سيناء، التي راح ضحيتها 224 راكبا، بالأول من نوعه، وإنما شهدت مصر العديد من حوادث الطائرات المنكوبة الأليمة، التي راح ضحيتها مئات الأرواح، أغلبهم من الأجانب. وعلى الرغم من تعدد أسباب سقوط الطائرة، بين عطل فني أو أحوال جوية أو مشاكل بشرية، تعود إلى قائد الطائرة، تظل تلك الحوادث توجه للسياحة في مصر ضربات موجعة. وبينما يواصل عدد من الخبراء المصريين والروس والفرنسيين التحقيق في أسباب سقوط الطائرة الروسية، أعلن مجلس الوزراء المصري أنه وصل حتى الآن 163 من جثامين ضحايا الطائرة الروسية، إلى مستشفيات القاهرة. إلى ذلك، قررت شركتا “آير فرانس” و”لوفتهانزا” الألمانية وقف تحليقهما فوق منطقة سيناء، اعتبارا من أمس الأول، حتى إشعار آخر و«كتدبير سلامة”، وذلك بعد تحطم الطائرة الروسية في مصر ومقتل ركابها ال 224، وانتظارا لتقديم توضيحات حول أسباب تحطم الطائرة. من جانبه، يقول الخبير الأمني والإستراتيجي اللواء حمدي بخيت في تصريح ل “الخبر”، إن هناك عدة حقائق تورط العناصر الإرهابية في الحادثة، وإنهم باتوا في حكم المقضي عليهم تماما، ويستخدمون أي حدث في المنطقة لإثارة البلبلة، وهذا أسلوب “داعش”، لكن الحقيقة أن ارتفاع الطائرة، نحو 10 كيلومترات، لا يسمح لأي عنصر أو دفاع جوي صغير من ضربها. كما أن القوات المسلحة المصرية تمكنت من جمع مجموعات كبيرة من الأسلحة التي يمتلكها الإرهابيون والعناصر التي تعمل ضد القانون، خلال العمليات العسكرية التي نفذتها في شبه جزيرة سيناء، وقضت عليها. كما أن الطائرة أبلغت عن عطل فني أثناء إقلاعها من شرم الشيخ، وتم تحديد مطار قبرص لنزول الطائرة بدلا من التوجه إلى موسكو، وهنا القراءة واضحة، عطل فني، لكن يبدو أن التحذير تقديره غير مناسب وخطر العطل كان كبيرا، فكيف يتم الإبلاغ عن عطل فني ثم يقال إن صاروخ إرهابيين ضربها؟! يتساءل بخيت في حديث مع “الخبر”. وأكد الخبير الأمني بأن حادث سقوط الطائرة الروسية كبير جدا، وسيؤثر ويقلل من الإقبال السياحي لمصر.