إلى "د. خيرة حمر العين" و"أمير بوعون" إنسانين راقيين... غريب مذاق الوقت مسائيَ هذا الذي تأبّط فيه حظّي البلا لون كتابَ اللهفة الجميلة...غريب قلبي الذي تعرّى مثل لغة طفل رقيق تسكنه أحلام الفراشات الزرقاء...غريب رفيف أجنحته الهامسة شرق الروح حيث مسقط الأمل –أملي. حيث انتصار الزيتونة على الهشيم...وشروق الضوء على داليتنا الكبيرة...في بياض أسرّتنا الجامحة... يا أنت ال بلا صفة ال بلا نعت، لك كبدي النازف بأغنية باذخة الدمع...وطيبتي...وورقي الأبيض تحت شمعة في شهقتها الأخيرة...والمعنى الهائم في مياه وجهك السديمي...لك ميقات سهر بلا بوصلة...وعينان بلا نور..وأيادٍ بلا أصابع...ووجه بلا ملامح...ملامحي...لك بيادر القلب في أزهى مواسم الحصاد...لك استقالتي عن مهنة الصمت وجبلا مرفرفةٌ في أعلاه المحبة... إنّي أحتمي بك..حين لا يكون لبيتي جدران..ولصدري ضلوعه المعلنة انشقاقها عني...وحين لا تكون لفمي شفتاه اللتان اعتقلهما بوليس النوايا. وإنّي أسارع إلى دفئك يغمرني بعطره عندما ينقص من العالم أكسجين الوفاء...وعندما في مقعد الانتظار يزورني طيفك ينبئني عنك...عندما تعتذر عن موعد كان يفترض أن يكون بيننا، وقبلة هاربة كانت ستجمع شفتينا في لحظة لم نجتهد في تحقيقها. أحبّك، في ازدحام القلب واضطراب جوّه، حين أعلن اسمك خطأ يكشفه الأصحاب في مقهى على الطريق فضيحة صغيرة، وحين تدخل إلى بيتي فتستضيء الأماكن بنور عينيك...وينطلق فمي بالبلاغات العربية العريضة، وحين أخفي الساعات عنك حتى لا يستعجلك الرحيل...أحبك...حين تضع على خدّي متعتي التي تنتظرها صحراء الروح...وحين تبتسم، فتجتمع فيك خصال الملائكة...حين أسمع رنينا فأجد اسمك على الهاتف...أو رسالة قصيرة تسألني عن يومياتي التافهة... عندما تعود غنم الرعاة إلى بيوتاتها...ويأوي إلى البيت متعبُ اليوم الطويل...وحين تتثاءب شمس فتنام خلف الجبال البعيدة...لا يبقى في المحطة إلاّ أنا وقلبي...أسائله عنك...وأنت معي لم تغادرني...أقف كعمود صدئ أهمله الليل...لا يرد عليّ أحد...شوقي إليك يزداد مع الانتظار، ويكبر مع الثواني، و حروف اسمك ترقص مع دقات القلب فتعجّل من تشظيه...تجتاحني الرغبة في ضمك حين لا يفرق بيننا سرير العاريين، وحيث تتآكل مسافات الشوق بين الشفاه الحلوة... أستيقظ من غفوتي..أرى دمعا...أكتفي بتأمله..لا أمسحه بكُمّي لأنه الابن الشرعي لحبنا... لا أذهب..لا أعود...فقط أبقى أفكر فيك.