صدر مؤخرا مؤلف جديد للكاتبة والأديبة آسيا بودخانة بعنوان "حطب يشعله الماء" وهو عبارة عن مجموعة قصصية تعالج قضايا نفسية واجتماعية تناولت ذات المرأة المكبوتة وطريقة تعايشها مع المجتمع المحكوم بالتنشئة والعرف والتقاليد، أي نوع من المقاربة بين ذات المرأة من الداخل وظاهره حطب. تتضمن المجموعة قسمين: القسم الأول عبارة عن 11 قصة قصيرة من بينها "دهشة"، "الخراب"، "مكابرة"، "حطب يشعله الماء" و "أبو إسماعيل" وتعالج أغلب القصص مظاهر متعددة لانقسام حياة المرأة بين ذاتها والمجتمع ،وتخبطها في شباك المكبوتات وتأثيرها في حياتها، وكذا تأثير المجتمع ونظرته وقدرته على تغيير نمط حياة الفرد ،سواء من الفشل إلى النجاح أو العكس ،و كذا تصوير مدى قسوة الحياة في خضم الصراعات النفسية التي دوما تخلق اللاتوازن وبالتالي الشذوذ في الحياة الاجتماعية، وغير ذلك من المكبوتات التي غالبا ما يكون الحب أو الرجل عاملا مفجرا لها لتأخذ حياة المرأة منحنى آخر، إما الإتزان أو الانحراف. أما القسم الثاني فهو عبارة عن قصص ومضية (ق.ق.ج)، وتقول الكاتبة أن كل القصص قريبة منها بحكم أنها كاتبتها، أما عن كون القصص إسقاط لتجربتها وظروفها في الحياة تنفي ذلك و تؤكد بأنها أقرب إلى حياتها المهنية، بحكم عملها كأخصائية نفسانية وتأثرها بالعملاء الذين تتعامل معهم وإسقاط مشاكلهم على الواقع ومحاولة تحليلها وإدراجها في منطق السببية والنتيجة، لذا فهي تراها إسقاطا لتجربتها المهنية واحتكاكها بالناس . عن رأيها في الكتابة ،تقول بأنها فعل يفرض نفسه على كل من يملك ملكة الحرف، بحكم أنها نشأت بشغف كبير للمطالعة ،فلقد قرأت سلسلة كتب "ألف ليلة وليلة "وهي في العاشرة من عمرها. و لا تعرف الآن إن كانت تمارس الكتابة أم هي التي تمارسها ،فهي أحيانا تفرض عليها نفسها و تجد نفسها تكتب مسلوبة الإرادة،على حد تعبيرها. أما عن المجموعة القصصية "حطب يشعله الماء" فتعتبرها رسالة، ربما يجد القارئ فيها ضالته: نفسه و حيرته في الكثير من المحطات خاصة النفسية منها. مع الإشارة إلى أن هذا الإصدار يعتبر الأول لهذه الكاتبة التي تشق طريقها بثبات في كتابة القصيرة، وفازت بالعديد من الجوائز عن اسهاماتها الأدبية في عديد من الملتقيات الوطنية الدولية.