قضت أمس محكمة الجنايات بوهران بالسجن المؤبد ضد إرهابيين اثنين من جماعة دروكدال، وبأحكام مابين 3 سنوات سجنا نافذا والبراءة في حق 4 متهمين آخرين في قضية تتعلق بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والإختطاف والإنتماء لجماعة إرهابية وعدم الإبلاغ عن جناية. وكان النائب العام قد إلتمس أحكاما بالإعدام في حق المتهمين الرئيسيين وأحكاما ما بين 10 و5 سنوات سجنا نافذا ضد البقية. علما أن محكمة الجنايات قضت أمس بحكم الإعدام في حق 30 متهما آخرين لازالوا في حالة فرار وعلى رأسهم الإرهابي دروكدال. وقد تخصصت الجماعة الإرهابية التي مثلت أمس أمام محكمة الجنايات في الإعتداء على الشرطة سواء داخل المقرات الأمنية أو الفرق المتنقلة. وقائع القضية تعود لسنة 2014 قبيل الإنتخابات الرئاسية، حين تم التعرف على المتهمين الرئيسيين «ن،ح» وهو جامعي وكان يمتهن الرقية و»ب،خ» اللذين كانا في سوق يومية بمنطقة السوقر بتيارت، فألقي القبض عليهما بمجرد إبلاغ مصالح الأمن، وكانت تصريحاتهما مرتكزة على أنهما كانا يريدان تسليم نفسيهما للعدالة للإستفادة من تدابير المصالحة الوطنية خاصة في ظرف الإنتخابات الرئاسية، ولكن التحقيقات أتبثت أنهما قضيا سنة كاملة في جبال محاذية لتيارت دون محاولة الإتصال بالمصالح الأمنية لتسليم نفسيهما، ومن هنا تواصلت التحقيقات التي كشفت حسب تصريحات المتهم «ن.ح" الذي كان مقربا من دروكدال والذي ينحدر من تيارت، أنه ذهب لتيزي وزو للبحث عن عمل فوجد نفسه عند دروكدال الذي منحه السلاح ودربه لغاية أن تولى قيادة سرية إرهابية إختصت في اغتيال رجال الأمن بمنطقة تيزي وزو ومقلع وواسيف، ثم اتصل بالمتهم الثاني "ب.خ" من تيارت أيضا ليلتحق به ويتكفل بالإتصال بشباب من ولايته من أجل الإنخراط في جماعة دروكدال وتوسيع الجماعة الإرهابية، ومن أجل هذه المهمة قدما إلى تيارت أين ألقي عليهما القبض وإعترفا بتنفيذهما لعدة عمليات ضد عناصر الشرطة وإختطاف طبيب ومقاول وطلب الفدية لتحريرهما. بينما تمت متابعة 3 متهمين من بينهم موثق بالإنتماء وبالإشادة وتشجيع الإرهاب، حيث أن هؤلاء يقطنون في تيارت وكانوا على إتصال مع المتهمين الرئيسيين ويقومون بتزويدهما بالمؤونة والأموال والأخطر هو تزويدهما بوثائق هوية، خاصة بطاقات تعريف وطنية لمواطنين من أجل إقتناء شرائح هواتف نقالة، وتزوير هويتهما، إلى جانب مساعدات أخرى كانت تقدم للإرهابيين ما بين سنوات 2010 و2014، وهذا ما برره المتهمون بخوفهم من تهديدات الإرهابيين. فيما تمت متابعة أحد المتهمين بعدم الإبلاغ عن جناية، حيث أن "ع.ا" كان يعرف الإرهابيين الذين إتصلوا به مرتين وأبلغاه بضرورة مساعدتهما ولكن في المرة الثانية كان قد غادر لأداء العمرة وبالتالي لم يلتق بهما مما أسقط عنه الحكم ب10 سنوات سجنا نافذا الذي التمسته النيابة و ليحصل على البراءة.