الدكتور محمد أوجرتني: على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830 يرى الأستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية الدكتور محمد أوجرتني أن الذاكرة المشتركة بين الطرف الفرنسي والطرف الجزائري لا يمكن حصول التوافق حولها دون اعتراف فرنسا بجرائمها وبتجاوزاتها العسكرية والسياسية في حق الجزائريين منذ سنة 1830 خاصة وأن مسألة فتح الأرشيف أصبحت مطلبا للنخب الفرنسية. وقال أوجرتني محمد في حوار خص به إذاعة الجزائر من قسنطينة إن المطالبة بضرورة فتح الأرشيف وإعادته للجزائر أصبح مطلبا من قبل الكثير من النخب الفرنسية خاصة بعد اكتشافهم أن بطولات أجدادهم في المستعمرات لم تكن سوى إبادة جماعية وأنهم لم يكونوا سوى مجرمي حرب . وأضاف في السياق ذاته ما هرّبته فرنسا من الأرشيف العثماني الذي سرقته من الجزائر عليها واجب إعادته وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد أشار إلى إمكانية اللجوء إلى التحكيم الدولي أو عرض المسألة على الهيئات القضائية الدولية في حال لم تفِ الحكومة الفرنسية بمطالب الجزائر. كما أشار المتحدث ذاته إلى أن الأرشيف الوطني الجزائري يعد جزءا لا يتجزأ من ذاكرة البلاد فهو مستودع الذاكرة الشعبية وملتقى العهود التاريخية الكبرى التي مرت بها الجزائر ولذلك يتطلب سياسة وطنية لحمايته من مختلف الأخطار المحدقة به مثل الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والبشرية كالحرائق والحروب والسرقات المتعمدة. وفي معرض حديثه عن أهم مراحل تنظيم الارشيف أبرز أوجرتني القيمة التاريخية للارشيف في كشف الوقائع حيث يمكن المؤرخين والباحثينن من العودة إلى الأصول الأولى للوقائع التاريخية وقراءتها وتحليل عناصرها وإعادة بناء الأحداث ضمن نسق قائم على الموضوعية. من جانب آخر ذكر الأستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية أنه في ظل التحولات العميقة التي بشهدها العالم اليوم في مجال معالجة المعلومات والوثائق الأرشيفية وأصبحت قوة الدول تقاس بأرشيفها ومكانتها العلمية والتكنولوجية هناك مساع حثيثة للحفاظ على الأرشيف من عناصر الضياع والاهمال وصونه بالبيانات الحديثة واستغلاله بالانظمة الحديثة لتمكين الباحثين والمهتمين منه بكل يسر وسهولة.