إقبال على حمية "الديتوكس "القاسية لبلوغ رشاقة مثالية بالرغم من مضاعفاتها الخطيرة يلجأ الكثير من الأشخاص الذين يعانون من البدانة إلى حمية "ديتوكس"، بنظام غذائي قاسي جدا، بإمكان متتبعه فقدان ما يربو عن 7 كلغ من إجمالي الوزن في مدة لا تتعدى 15 يوما . و الملفت أن حمية الديتوكس بالانجليزية، أي حمية إزالة "السموم"، رائجة وسط الفتيات و الفئات الشابة ، التي تبحث عن الرشاقة و القوام الجميل ، بتتبع نظام غذائي جد قاس يتألف من الخضار الطازجة والفواكه والعصائر ، و لا مكان للخبز والعجائن والحلويات بجميع أصنافها وأنواعها ضمن القائمة،مع تحديد الفترات الزمنية لتناول الوجبات الغذائية المحددة بأربع وجبات ،معظمها خفيفة وبكميات قليلة ،ذات سعرات حرارية ضعيفة. و الملاحظ أن تقليص تناول البروتينات لمدة طويلة يؤدي حتما إلى أن يقوم الجسم بحرق عضلاته ،مما يؤدي إلى فقدان سريع للوزن ، حسب"سفيان د" في الثلاثينات من العمر، الذي قال بأنه كان يعاني من السمنة و تمكن خلال نصف شهر من فقدان حوالي 7 كلغ من وزنه الإجمالي ،المقدر بنحو 123 كلغ ،مؤكدا بأن النتيجة المرجوة بدأت تظهر في اليوم الثالث من الحمية ، بعد شعوره بجوع حاد، لكنه لم يلبث أن تأقلم مع النظام الغذائي الجديد المتمثل في تناول التفاح، وشرائح من اللحم والبيض والخضر، بمقادير محددة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، و قبل كل وجبة أو بعدها يتم تعاطي أعشاب معينة و مشروبات ساخنة ، وفق إرشادات و متابعة دورية من طرف طبيب مختص بالجزائر العاصمة ، و لا مجال هنا ، يضيف محدثنا، لأصحاب الإرادة الضعيفة التي تتحطم أمام الأطباق التي تعرض أمامه، أو روائح اللحوم المشوية و الوجبات السريعة المنبعثة من المطاعم . محدثنا أكد بأن أغلب المهتمين بهذه الحمية من شريحة الفتيات اللائي يبحثن عن الرشاقة والقوام الجميل ،بعد معاناتهن من الدهون الزائدة في الجسم و زيادة وزن بنسبة 20 بالمائة عن الوزن الطبيعي. و لا يرتبط الخضوع للحمية بالمظهر الجمالي للجسم فقط ، و إنما يتعدى ذلك إلى مخاطر التعرض إلى عدة أمراض من بينها السكري و ارتفاع ضغط الدم و يستخدم ،حسب محدثنا، الأطباء صيغة خاصة تعتمد على الوزن و الطول كمؤشر لكتلة الجسم لتحديد الوزن المثالي . ويكشف تقرير أعده المعهد الوطني للصحة العمومية بالجزائر بأن أكثر من 16بالمائة من الجزائريين مهددون بالبدانة، و21 بالمائة من النساء عرضة للإصابة بها، كما تعاني 32 بالمائة من النساء من الوزن الزائد الذي قد يتحول إلى سمنة إذا لم يتم تدارك الأمر، بينما تعاني 6 بالمائة من الجزائريات من النحافة و41 بالمائة يتمتعن بوزن عادي . ومن الأعراض التي باتت تؤرق البدناء الشخير ، نتيجة انسداد ممرات الهواء بصورة طبيعية ،الطفح الجلدي أو العدوى في طيات الجلد ، الاكتئاب ،الإرهاق والتعب دون سبب، و تشير التقارير و الدراسات الطبية بأن حمية "ديتوكس" لها مضاعفات مثل الجفاف و فقدان أو ضمور عضلات الجسم، و استرجاع الوزن الذي تمّ فقدانه ،و ربما أكثر عند إيقاف هذه الحمية. الجدير بالذكر أن الأطباء لا ينصحون المصابين بمختلف الأمراض المزمنة كالقلب ،السكري ،الضغط الدموي ،اضطرابات الأكل ،النساء الحوامل والأشخاص المسنين و كذا الأطفال و المراهقين بإتباع هذه الحمية حتى لا يصابون بمضاعفاتها التي تؤثر سلبا على صحتهم و سلامتهم.