قصات و تصفيفات غريبة بأسعار خيالية تثير ولع الشباب الجزائري لاعبون في البطولة الوطنية يصرفون راتب شهر على الشعر يولي الشباب الجزائري اهتماما متزايدا بأحدث صيحات قص الشعر وتصفيفه، وبات تقليد آخر تسريحات النجوم محور حياة هؤلاء الشبان، الذين لم يعودوا يكتفون بالظهور بمظهر لائق ومقبول، بل أصبحت غايتهم الأولى الظهور بتقليعات غريبة وجذابة، حتى ولو كان ذلك بأسعار خيالية بالنسبة لشباب معظمهم عاطل عن العمل. ويبدو أن آخر تطورات التكنولوجيا وتقنيات الاتصال قد لعبت دورا فعالا في توسيع نطاق اهتمام الشباب بعالم الشعر والموضة، سيما وأن هناك رغبة كبيرة لدى بعض الشبان الجزائريين في الظهور بنفس مواصفات النجوم الذين يتم متابعتهم بشكل دائم ومستمر، سواء خلف الشاشة الصغيرة أو عبر مختلف مواقع الانترنت. النصر وقفت على ظهور أشياء جديدة في عالم الحلاقة وتصفيف الشعر، ويتعلق الأمر بتوفير "مساحيق" مكونة من مواد كيميائية للتمليس أصبحت مطلب الشباب الباحث عن الظهور بأشكال غريبة، في محاولة لتقليد النجوم، حتى وإن كانت هذه الخرجات تكلفهم مصاريف ضخمة مقارنة بمستواهم المعيشي، على اعتبار أن غالبيتهم يضطر لادخار مصروفهم الأسبوعي، لا لشيء سوى من أجل الاتجاه صوب محل الحلاقة الذي يتفنن في إظهارهم بالشكل الذي يريدونه. الهوس بتسريحات نجوم الكرة يصنع الحدث أصبح الشباب الجزائري اليوم مهووسا بتقليد النجوم والمشاهير في كل شيء، حتى وإن كان ذلك غير مألوف في مجتمعنا، ومن الفئات التي يتم اتباعها بشكل غريب، نجد نجوم كرة القدم، الذين أصبحت قصات شعرهم منتشرة بشكل واسع في بلادنا، إلى درجة أن بعض الآباء الجزائريين باتوا يرون في الموضوع تحديا وخروجا عن عادات وقيم مجتمعنا الإسلامي. إقتربنا من بعض محلات الحلاقة المتواجدة على مستوى مدينة قسنطينة، ووقفنا من خلال جولتنا على وجود إقبال كبير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و30 سنة على تحليقات شعر نجوم كرة القدم العالميين والمحليين، حيث تحول الأمر إلى هوس حقيقي لديهم، إلى درجة أن شباب يطلبون من الحلاقين قصات شعر ورسومات غريبة الشكل، وفي أحيان كثيرة يأتون ومعهم صور لنجوم الكرة في رغبة للحصول على قصات شعر مماثلة حتى يتميزوا بمظهرهم في المؤسسات التربوية والجامعات أو على مستوى أماكن العمل، ومختلف الأماكن العمومية . وتظل قصات شعر نجوم كرة القدم الأكثر غرابة وطلبا من طرف شبابنا، حيث أكد لنا ، أمين حلاق من بلدية عين اسمارة بولاية قسنطينة بأن الشباب الذين يريدون قصات عادية عددهم أصبح قليلا، كون الأغلبية يبحثون عن التميز بقصاتهم، وبعضهم ينافس الفتيات من شدة اعتنائهم بالشعر. ويرى ذات المتحدث بأنه من حق الشباب أن يساير عصره، فلكل جيل ميزته واهتماماته والمظهر الذي يختاره، ويضيف بأن هناك من يختار لنفسه قصة رونالدو للتعبير على مدى عشقه للأسطورة البرتغالية، وهناك من يبحث عن قصة ميسي للتأكيد بأنه برشلوني. و ذكر ( ن.س) أحد الشبان الذين كانوا يبحثون عن قصة خاصة بسيرجيو راموس، الذي يتراوح عمره 22 سنة، بأنه مناصر لرَيال مدريد ويريد تأكيد ذلك من خلال تسريحة شعره الشبيهة بقصة قائد الريال. بعض لاعبي البطولة ينفقون 5 آلاف دينار كل 15 يوما على القصات هوس الجزائريين بقصات شعر نجوم كرة القدم العالمية لا يتعلق بالمراهقين، وتلاميذ المتوسطات و الثانويات، أو حتى طلاب الجامعات بل يمتد إلى فئة معتبرة من لاعبي بطولتنا الوطنية، حيث أن هناك بعض الأسماء تنفق قرابة أجرة شهر على قصات لشعر ، وحسب المعلومات التي استقتها النصر فإن هناك لاعبين في الرابطة المحترفة بقسميها الأولى والثانية يدفعون أزيد من خمسة آلاف دينار جزائري كل أسبوعين من أجل هذا الجزء من مظهرهم، والتفنن في الظهور نهاية كل أسبوع برسومات غريبة الشكل، خاصة إذا كانت المواجهة منقولة على المباشر، ولعل الأمثلة كثيرة ومتعددة، والبداية بحارس مولودية العاصمة وحامي عرين الخضر الأسبق فوزي شاوشي، الذي يبقى يصنع الحدث بقصته الغريبة في أوساط الشباب الجزائري منذ ملحمة أم "درمان"، دون نسيان نجوم المنتخب الأولمبي الذين لفتوا إليهم الأنظار خلال دورة السنغال ديسمبر 2015 بتحليقاتهم الغريبة، في صورة كل من كنيش، وعبد اللاوي، و بنغيث وفرحات، حيث قاموا بنقل حلاق خاص معهم إلى "داكار"، وكان يلبي طلباتهم قبل كل مباراة، علما وأن عدة أسماء في البطولة الوطنية تولي اهتماما كبيرا بالأمر، وتقوم بحلاقة الشعر بأسعار خيالية، والأدهى من ذلك أن الكثيرين لديهم محلات خاصة يتوجهون إليها من أجل تلبية كافة طلباتهم حتى ولو كان ذلك يكلفهم أموالا معتبرة. "خلطة عجيبة" تصنع الحدث في قاعات الحلاقة ولم يعد الشباب الجزائري يكتفي بقصات الشعر الغريبة فقط، بل تحولت اهتماماته إلى أشياء أكبر كاستعمال بعض مساحيق الشعر التي من شأنها أن تزيد من جمالية تصفيف الشعر، ووقفنا خلال تواجدنا ببعض الصالونات، على أن هناك إقبال مهول من تلاميذ المتوسطات و الثانويات على قصات شعر بسعر 1200 دينار جزائري، وعند استفسارنا لبعض الحلاقين أخبرونا بأن هؤلاء الشباب يقومون باستعمال بعض المساحيق الخاصة، وخلطات "عجيبة"، بغرض منح الشعر لمعانا أكثر وأناقة، في ظاهرة جديدة على الحلاقة الجزائرية، كونها قادمة من أوروبا، وكانت تخص نجوم الغناء والكرة، الذين يمتلكون محلات حلاقة خاصة بهم، وحسب ما علمته النصر فإن هذه الخلطات مشكلة من مواد كيميائية ، ولا تشكل أي خطر على مستعمليها، على عكس مواد أخرى ك"الديفريساج" التي أثبتت بأنها ضارة، وتتسبب في تساقط الشعر وأعراض جانبية مضرة بمستعملي بعض المساحيق. التكاليف لا تهم أمام الظهور بمظهر استثنائي ويقر عزيز حلاق من حي حريشة عمار بعين اسمارة ، أن موضة استعمال المساحيق وبعض مراهم الشعر أصبحت تستقطب كل يوم الشباب من مختلف الأعمار والطبقات بمن فيهم أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، رغم التكاليف المرتفعة ، ويضيف في حديث للنصر بأن هناك من الزبائن الذي يتردد على المحل كل أسبوعين، ويطالب بقصة جديدة لرياضي أو أحد النجوم، ويريد استعمال مساحيق خاصة، حتى ولو كان ذلك سيكلفه أزيد من ألف دينار، وحسب ذات المتحدث فإن من الشبان من يدخر مصروف جيبه لمدة أسبوعين لا لشيء سوى من أجل القدوم إلى محل الحلاقة، والتفنن في تسريحة شعر خاصة تجعله استثنائيا، وملفتا للأنظار خلال تواجده بمقاعد الدراسة، أو محلات العمل. عزيز قال بأن كل نوع من قصات الشعر أصبح له محترفوه ، حيث يوجد حلاق خاص بتقليعات غارث بيل، وآخر بفرناندو توريس، وثالث برونالدو، وهكذا أصبحت محلات الحلاقة تتفنن في تقليد قصات لاعبي الكرة فاشتهرت بها. الثانويات والمتوسطات بين الرافض والمتقبل للظاهرة النصر دخلت الوسط التربوي لتحسس مدى ثقل الظاهرة و كيفية تعامل المؤسسات الدراسية مع مثل هذا النوع من القصات الغريبة، و بينت التحريات بأن هناك انقسام على مستوى المتوسطات و الثانويات بخصوص الموضوع، حيث توجد بعض المؤسسات الرافضة لتواجد تلاميذ بمثل هذه التسريحات، و يقوم المراقبون بطرد التلاميذ أصحاب القصات الغريبة، ومنعهم من الالتحاق بالأقسام ومقاعد الدراسة، في وقت لا تهتم مؤسسات أخرى بالأمر ، ليبقى التنافس كبيرا بين الشباب الجزائري على الظهور بتقليعات غريبة واستثنائية، قد تجعل صاحبها حديث العام والخاص على مستوى مقاعد الدراسة، مكاتب العمل أو حتى في الشارع، و يعتبر أستاذ التربية البدنية عادل شماع في قسنطينة، قصات الشعر الغريبة حالة أصبحت منتشرة بشكل واسع على مستوى الثانويات، مؤكدا بأن للمراهقين بعض النجوم يبحثون عن تقليدهم، ولا يجدون من سبيل سوى التففن في الظهور بنفس قصات شعرهم، ولأن الساحرة المستديرة سلبت عقول الجميع أصبح هؤلاء النجوم قدوة لشباب العالم بكامله، وليس للشباب الجزائري فقط.