الحي السكني الجديد يتحول إلى ورشة إصلاح شبكة المياه و تشغيل الكهرباء و الغاز تحول الحي السكني الجديد شكروبة أحمد بالقطب الحضري الكبير وادي المعيز بقالمة أمس إلى ورشة مفتوحة بعد حصول المستفيدين على مفاتيح سكناتهم، حيث يجري إصلاح شبكات المياه و مد خطوط الكهرباء و أنابيب الغاز و تعبيد الطرقات و بناء الأرصفة و تنظيف الفضاءات المحيطة بالعمارات. السكنات الجديدة أنجزت منذ مدة طويلة و بقيت فارغة، ووجد 200 مواطن حصلوا على المفاتيح لدى توجههم إلى حيهم الجديد ورشة مفتوحة يبدو بأنها لن تنته قريبا. و قال المقيمون بتلك الشقق بأنهم كانوا يعتقدون بأنهم سيجدون الماء و الكهرباء و الغاز و الطرقات المعبدة و المساحات الخضراء و فضاءات الألعاب و التسوق و مواقف السيارات لكنهم اصطدموا بواقع سيطيل معاناتهم أياما أخرى. و انتشر عمال شبكات المياه و الغاز و الكهرباء و الطرقات وسط الحي الجديد في محاولة للبحث عن مواقع التسربات التي ظهرت مباشرة بعد ضخ المياه إلى الحي، و وجدنا فرقا أخرى تعيد بناء بالوعات تبين بأن علوها أكبر من سطح الطريق و تسابق الزمن للبحث عن كوابل الكهرباء لتركيب أعمدة الإنارة العمومية و بدت خزائن عدادات الماء و الغاز و الكهرباء بطوابق العمارات فارغة، و لا يعرف السكان متى تشتغل أنظمة المياه و الكهرباء و الغاز و الانارة العمومية. و رغم النقائص المسجلة بالحي الجديد فإن السكان كانوا سعداء و أكدوا بأنهم مستعدون للانتظار أياما أخرى حتى تنتهي أشغال التهيئة و الربط بالشبكات المختلفة، مؤكدين بأنهم حصلوا أخيرا على المفاتيح و دخلوا مساكنهم بعد انتظار طويل. و مازالت شركات البناء بقالمة عاجزة عن التحكم في النوعية و التقيد بآجال الإنجاز و خاصة في مجال الربط بالشبكات المختلفة و بناء الطرقات و المساحات الخضراء، و أدى هذا الوضع إلى تفاقم أزمة السكن و اضطرت سلطات الولاية أكثر من مرة إلى توجيه إنذارات و انتقادات لتلك الشركات، و إسكات المواطنين بمنحهم استفادات مسبقة تحولت في ما بعد إلى مصدر للاحتجاج و الفوضى بعدة بلديات. و تعتزم السلطات مواصلة الضغط على شركات البناء لإنهاء الأشغال لتوزيع مزيد من السكنات على أصحاب الاستفادات المسبقة الذين اقترب عددهم من 4 آلاف عبر العديد من البلديات. و قال مدير ديوان الترقية و التسيير العقاري بقالمة بأنه لا يستعبد توزيع 350 وحدة سكنية أخرى في غضون أيام قليلة بعدة مواقع. و مازال النمط العمراني السائد بقالمة مصدر قلق للسكان المرحلين إلى الأحياء الجديدة التي وصفها البعض بكتل ضخمة من الخرسانة فيها شقق بغرف ضيقة و شرفات لا تكاد تتسع لشخص واحد، كما وقفنا عليه بالحي الجديد شكروبة أحمد أمس حيث تفاجأ السكان بشرفة في قاعة الضيوف عرضها 50 سنتمترا تقريبا لا تكفي حتى لفتح الباب على مصراعيه. و اتسعت الفوارق بين الأحياء السكنية القديمة و الجديدة بقالمة سواء من حيث الجمال الهندسي و توزيع العمارات و نوعية الشقق، أ و الفضاءات العامة مرافق الخدمات، و يعد حي قهدور أو الباتني القديم كما يسميه القالميون نموذجا للعمران المحلي المريح خلافا للأحياء الجديدة بالقطب الحضري وادي المعيز، التي يصفها السكان بالمراقد الجماعية داخل شقق تثير القلق و تنذر بأزمة سكن متجددة للعائلات المتعددة الأفراد.