انتخب أمس السويسري جياني إنفانتينو رئيسا جديدا للاتحاد الدولي لكرة القدم خلفا لمواطنه جوزيف بلاتير، و ذلك بعد حصوله على الأغلبية النسبية في العملية الإنتخابية، التي آلت إلى الدور الثاني، وشهدت بقاء مرشحين عربيين في السباق على منصب رئاسة أعلى هيئة كروية عالمية، الأمر الذي خدم أكثر مرشح أوروبا، لتتواصل بذلك هيمنة الشخصيات المنحدرة من القارة العجوز على هذا المنصب، ويخسر العرب الرهان لثاني مرة في ظرف 7 أشهر، بعدما كان الأمير الأردني علي بن الحسين قد انهزم في المعركة الانتخابية الأولى التي خاضها مع بلاتير في ماي الماضي. عملية الانتخاب جرت خلال المؤتمر الإستثنائي للفيفا الذي انعقد طيلة يوم أمس بقاعة مجمع «هالنستاديون» في مدينة زيوريخ السويسرية، حيث أن رجل الأعمال الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل أعلن عن إنسحابه من السباق قبيل إنطلاق عملية التصويت، كما أن مخلفات الدور الأول عن عملية الإقتراع السري كشفت عن معالم صراع ثنائي كان متوقعا بين السويسري جياني إنفانتينو و البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، إثر حصول الأول على 88 صوتا، وتفوقه ب 3 أصوات فقط على المرشح البحريني، مقابل اكتفاء المرشح العربي الثاني الأمير علي بن الحسين بحصد 27 صوتا، و جاء الفرنسي جيروم شامبيني في المركز الأخير، إثر حصوله على 7 أصوات. عدم حصول أي مترشح على ثلثي عدد الأصوات في الدور الأول أجبر المنظمين على الإحتكام إلى الدور الثاني، و هي المرحلة التي كان الكثير من المتتبعين ينتظرون إنسحاب الأمير علي و الفرنسي شامبيني من السباق، سواء من أجل تشكيل تحالف عربي أو حتى أوروبي، لكن المعترك بقي رباعيا على الورق، مع تحرك العديد من الأصوات لفائدة طرف على حساب آخر في «الكواليس»، لتكون النتيجة خيبة أمل عربية، على إعتبار أن منصب رئاسة الفيفا بقي بجنسية سويسرية، مادام جياني إنفانتينو حصل في الدور الثاني على 105 أصوات، مقابل 88 صوتا للبحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، مع تقلص الكتلة المؤيدة للأردني علي بن الحسين إلى 4 أصوات، في الوقت الذي لم ينل فيه الفرنسي شامبيني حتى صوته، بعدما منحه في الكواليس للسويسري إنفانتينو. ص / فرطاس القارة العجوز تُحكم سيطرتها على المنصب: إنفانتينو.. المحامي الذي تتلمذ على يد بلاتيني و لبس عباءة بلاتير عاشر رئيس للفيفا إذا كان إنتخاب السويسري جياني إنفانتينو قد تم في مرحلة إنتقالية تمر بها المنظومة الكروية العالمية، فإن تواجد هذا الرجل على رأس الفيفا جاء ليجسد إحكام الشخصيات الأوروبية سيطرتها المطلقة على تسيير شؤون الكرة في العالم، لأن إنفانتينو هو عاشر رئيس للفيفا منذ تأسيسها، وصاحب المنصب سيكون من جنسية سويسرية للمرة الثانية على التوالي، ليبقى البرازيلي جواو هافلانج بمثابة الإستثناء في تاريخ رئاسة هذه الهيئة، بعدما تداول عليه 3 إنجليز، فرنسيان وألماني قبل السويسري بلاتير. إنفانتينو المولود بتاريخ 23 مارس 1970 بمدينة بريغ غيليس بسويسرا ينحدر من أصول إيطالية، و يحمل الجنسية السوسرية، كان يشتغل محام ورجل أعمال، كما شغل منصب مستشار كروي في العديد من الهيئات بإسبانيا، إيطاليا وسويسرا، ثم أمينا عام في المركز الدولي للدراسات الرياضية بجامعة نيوشاتيل بسويسرا، قبل أن يتم تعيينه كمدير للشؤون القانونية في الإتحاد الأوروبي لكرة القدم سنة 2007، و هو المنصب الذي شغله على مدار 3 سنوات، ليتسلق بعدها السلم في «اليوفا» إثر تعيينه في سنة 2009 كأمين عام لهذه الهيئة، فأصبح بمثابة الرجل الثاني في الإتحاد الأوروبي، وظل الذراع الأيمن للفرنسي ميشال بلاتيني طيلة عهدته. هذا و قد دخل إنفانتينو سباق رئاسة الفيفا بعد التأكد من حرمان رئيسه بلاتيني من حق الترشح لشغل هذا المنصب، حيث لبس المحامي السويسري عباءة مرشح القارة العجوز، و ناور في حملته الإنتخابية حتى في باقي القارات، كونه خرج من جلباب شخصيتين لهما باع طويل في الساحة الرياضية العالمية، و هما مواطنه بلاتير و رئيسه في الإتحاد الأوروبي بلاتيني، ليصبح إنفانتينو بين عشية و ضحاها رئيسا لأعلى هيئة كروية، و قد تعهد في برنامجه بدراسة إقتراح رفع عدد منشطي نهائيات العالم من 32 إلى 40 منتخبا، إضافة إلى تأييده مشروع استضافة دورات المونديال بين بلدين أو أكثر في نفس المنطقة، فضلا عن وعوده الرامية إلى رصد ميزانيات خاصة كل أربعة أعوام من أجل تنفيذ برامج تطويرية، تتضمن دعم الاتحادات الأعضاء بقيمة 5 ملايين دولار، ودعم الاتحادات القارية بمبلغ 40 مليون دولار.