بعد صمت سنوات من التجاهل و النسيان في حق الكاتب و الإعلامي الراحل صالح زايد، (17 نوفمبر 1946/02 نوفمبر 1989)، سيعود غدا إلى واجهة المشهد الثقافي في يوم دراسي و تكريمي ستحتضنه مدينته سكيكدة، بمبادرة من بعض أصدقائه الذين اجتهدوا لرد الاعتبار له و إخراجه وإخراج مساره و سيرته الأدبية والإعلامية على وجه الخصوص، إلى النور بكثير من الاعتراف. اليوم الدراسي الذي سيحتضنه قصر الثقافة لمدينة سكيكدة، غدا الخميس 24 مارس، سيحتفي بالراحل صالح زايد، و سيشهد تقديم عدة محاضرات و شهادات، يقدمها مجموعة من أصدقاء الراحل من إعلاميين و أدباء و أكاديميين، يستذكرون فيه تاريخ و سيرة الراحل الأدبية و الصحفية، حيث سيتناوب على المنصة مجموعة من الذين عاصروا الفقيد و كانوا زملاء و أصدقاء له في فترات مختلفة من حياته، منهم صديقه المقرب الأستاذ شريف بوشنافة، سعيد بوطاجين، أحمد حمدي، مخلوف عامر، إدريس بوديبة، خليفة بن قارة، عبد الرحيم مرزوق، عبد الحميد شكيل، الصادق العماري، زين العابدين بوعشة، علاوة وهبي و نسيمة بن عبد الله. و سيقام على هامش اليوم الدراسي معرض خاص بالمرحوم، يضم صوره، و بعض مقالاته الفكرية و الثقافية التي تحاكي مسيرته الأدبية و الإعلامية، والتي نُشرت معظمها في جرائد النصر و الشعب والمجاهد الأسبوعي. كما سيضم المعرض قصاصات لأشعار الراحل، و يتمحور المعرض حول: «صالح زايد الإنسان»، «صالح زايد الإعلامي» و»صالح زايد الكاتب والمثقف» الذي أعطى من روحه الكثير للفكر و الثقافة و الصحافة. الكاتبة نسيمة بن عبد الله، المشرفة على الملتقى، أوضحت بأن فعاليات الملتقى الثقافي صالح زايد «ستكون يوما تاريخيا يُراد من خلاله رد الاعتبار فيه للإعلامي والناقد المسرحي فقيد روسيكادا، كما نريده منعرجا حاسما في الحياة الثقافية بمدينة سكيكدة نسلط الضوء من خلاله على الإرث الثقافي الذي خلفه أديبنا صالح زايد ونضعه في متناول الجميع.الفضل الكبير يرجع إلى صديقه المقرب الأستاذ الشريف بوشنافة الذي حرص على تنظيم هذا الملتقى». جدير بالذكر أن الراحل صالح زايد، إعلامي جزائري طواه النسيان طيلة 26سنة، و هو من مواليد سطورة بسكيكدة 1946، و انتقل من الزاوية القرآنية، إلى ممرن في مدرسة الإرشاد، فطالب بكلية العلوم السياسية والإعلام، ثم اشتغل بالصحافة والإعلام، من المجاهد الأسبوعي، إلى الإذاعة الوطنية، إلى الشعب، إلى النصر، و كتب عددا كبيرا من المقالات في الفكر والثقافة و الفن و اهتم بالشباب المبدع وبحركة المجتمع الجزائري و العربي، و اختار نهاية تراجيدية لحياته، إذا غادر منتحرا ذات صبيحة من يوم 2 أكتوبر 1989.