يتحدّث الزميل القدير، الإعلامي زين العابدين بوعشة، إلى نضال الرّاحل صالح زايد، وشجاعته الأدبية واستعداده لمواجهة ومحاججة أكبر الأسماء الفكرية والأدبية في عصره. ويعود بوعشة إلى الكاتب الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز الذي نال جائزة نوبل عام 1982 عن روايته «مائة عام من العُزلة»، وشابك فيها ما هو واقعي بما هو فوق الخيال. ويضيف بوعشة قائلا: «في هذه الرواية البالغة التعقيد، اشتمّ الأديب والإعلامي الجزائري صالح زايد، رحمه الله، بحسّه المرهف، رائحة مشبوهة ضد العرب، فتحمّل هذا المثقف الجزائري واجب الدفاع نيابة عن كل المثقّفين العرب، ونشر مقالا نقديا في صحيفة «الشرق الأوسط» بعنوان «عربي من كولومبيا وكولومبيون من عرب» ليرد عليه ماركيز شخصيا، قبل أن يعيد زايد الكَرّة بمقال حاسم بعنوان «ويبقَى كلُّ منطق مقبولاً ما عدا المنطقَ المقبول»، يقول بوعشة. ويضيف ذات الإعلامي: «رحل غارسيا، ورحل معه زايد..ويحفظ التاريخ أن أديبا جزائريأ تجرّأ وواجه صاحب جائزة نوبل للآداب، الوحيد من كولومبيا والرابع من أمريكا اللاتينية. ومن يعرف الأديب والإعلامي الكبير صالح زايد، ابن ولاية سكيكدة، بعدما هرب إلى السّماء؟ ليس هناك من يعرف صالح زايد أحسن من صديقي شريف بوشنافة الذي جمع مقالاته الصّحفية ونصوصه الفنية لتُطبع في كتاب»، مشيرا إلى أنّ شريف بوشنافة ناضل من أجل إخراج رفيق دربه من عالم النسيان من خلال تنظيم ندوة حول زايد صالح، «وذلك أضعف الإيمان..فتجاوبت مديرية الثقافة لولاية سكيكدة مع المبادرة، وسيحتضن قصر الثقافة بمدينة سكيكدة، يوم 24 مارس، ندوة بحضور عدد من الأدباء والإعلاميّين الكبار ممّن عايشوا الرّجل وعملوا معه»، يقول بوعشة، مؤكّدا أنّه سيحضر النّدوة حيث سيقدّم كلمة خاصة تكريماً لصالح زايد، واصفا إيّاه ب «النّورس الجريح».