3.58 في المائة فقط من التلاميذ يختارون شعبة الرياضيات أكدت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، و وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس الأربعاء، وجود تردد من قبل التلاميذ، وكذا الناجحين في شهادة البكالوريا، في اختيار تخصص الرياضيات، إذ لا تستقطب هذه الشعبة سوى 3.58 بالمائة فقط من التلاميذ. واستغلت بن غبريط فرصة تنظيم ملتقى مشترك مع قطاع الجامعات حول تعليمية الرياضيات، لتدعو مجددا الأساتذة المتعاقدين إلى التعقل و إلى عدم تضييع فرصة المشاركة في مسابقة التوظيف . أشرف كل من وزيرة التربية الوطنية و وزير التعليم العالي على تنظيم ملتقى مشترك حول «تعليمية الرياضيات في النظامين التربوي والجامعي»، ولاحظا الوزيران ترددا في اختيار تخصص الرياضيات في النظامين التربوي والجامعي، بسبب تجنب التلاميذ خلال انتقالهم إلى الطور الثانوي اختيار شعبة الرياضيات، فضلا عن تفادي الحائزين على شهادة البكالوريا إتمام الدراسة الجامعية في هذا المجال، مؤكدين بأن هذه الظاهرة ليست حكرا على الجزائر فقط، بل هي ظاهرة عامة تشترك فيها بلدانا عدة. وتشير الأرقام التي قدمها عضوا الحكومة، إلى أن 3.58 في المائة فقط من التلاميذ يسجلون أنفسهم في شعبة الرياضيات، في حين أن قطاع الجامعات يضمن 145 تخصصا للحائزين على شهادة البكالوريا في الرياضيات. وحرص العضوان في الحكومة على تشريح الوضع، والبحث عن آفاق لتصحيح الخلل، من خلال البحث عن الأسباب التي أدت إلى نفور التلاميذ والجامعيين من تخصص الرياضيات، وكذا اقتراح الحلول الناجعة لمعالجة هذا الإشكال، وذلك على مقربة من تنظيم امتحانات شهادة الباكالوريا التي لم يعد يفصل عنها سوى بضعة أسابيع، وبحسب بن غبريط، فإن تنظيم الملتقى جاء بعد معاينة ضعف الالتحاق بتخصص الرياضيات على مستوى قطاع التربية الوطنية. و أكدت على ضرورة مواصلة الجهود مع قطاع التعليم العالي، لأن الانشغال الأساسي يكمن حسبها في استحداث تخصصات في الرياضيات، ورياضيات الإعلام الآلي، وكذا في إعداد النماذج، مبرزة أهمية المساعي التي تقوم بها وزارة التعليم العالي، من بينها إنشاء المدرسة العليا للرياضيات، التي تضمن المواصلة في المسار، و تعميق المعارف، وكذا ضرورة تحسين الأنماط البيداغوجية. من جانبه، شدّد الطاهر حجار على ضرورة تحسين نوعية البرامج، موضحا بأن الملتقى يهدف إلى تقديم إجابات حول إشكالية «التردد»، معتقدا بأن الأمر يتعلق ربما بمشكل برامج أو مناهج، و اقترح في ذات السياق، اللجوء إلى مناهج تكوين متجددة، قصد تحسين النجاعات و تشجيع أكبر عدد من الطلبة على التسجيل في هذه الشعب، داعيا إلى ضرورة مرافقة هذه الجهود، بانتهاج سياسة جديدة في مجال التوجيه، قصد تشجيع الدراسة في الرياضيات، قائلا بأن تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي يتطلب وضع تكوين ملائم للمكونين، لمساعدتهم على أداء مهامهم، وأعرب المصدر، عن استعداده للتعاون مع قطاع التربية في مجال تحيين مناهج تعليم الرياضيات، وتطوير الشراكة بين القطاعين. بن غبريط تدعو مجددا الأساتذة المتعاقدين إلى التعقل ودعت وزيرة التربية في تصريح على هامش اللقاء، الأساتذة المتعاقدين المعتصمين ببودواو بولاية بومرداس، إلى التحلي بالحكمة والتعقل والمشاركة في مسابقة التوظيف التي ستجري يوم 30 أفريل الحالي، مؤكدة بأن الكفاءات التي يتمتع بها المتعاقدون تعزز حظوظهم في النجاح بالمسابقة، ونصحتم بالإسراع لإيداع ملفات الترشح ، مذكرة بأن آجال التسجيل تنقضي اليوم الخميس، و بأن الوظيفة العمومية في الجزائر، على غرار باقي الدول تفرض اجتياز مسابقة التوظيف، وأن المسابقة لم تحضر خصيصا للمتعاقدين أو لفئة أخرى، وهي تقوم على مبدأ تكافؤ الفرص بالنسبة لكل الموظفين المستقبليين، رافضة خرق القوانين، معربة عن عدم قبولها لما يجري في الشارع، وذلك من باب الاحترام لهذه المهنة، و كذا من حيث الجانب الانساني، مذكرة بالجهود التي بذلتها الدولة للتكفل بمطالب هذه الفئة، وكذا باستحالة تمييز المتعاقدين عن أمثالهم الذين اجتازوا المسابقة وهم اليوم أساتذة مدمجين، علما أن ثلاثة تنظيمات نقابية نظمت أمس يوما احتجاجيا تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين.