كشف رئيس الغرفة الفلاحية بجيجل على هامش الطبعة الثانية عشرة لعيد الفراولة يوم الخميس الفارط عن مفاوضات جد متقدمة مع قطريين و إماراتيين قام بها منتجان للفراولة، بغرض تصدير منتوجهما، بعد اطلاع الخليجيين من دولتي قطر و الإمارات على نماذج من المنتوج الجيجلي المتميز و اقتناعهم بجودته ونوعيته. و ذكر المصدر أيضا، أن ما ساعد منتجي الفراولة على التقدم في مفاوضات تصدير كميات منها، الأصداء الإيجابية التي وصلتهم بخصوص التجربة الأولى الخاصة بتصدير 300 قنطار من الفاكهة المذكورة لجمهورية روسيا الفيدرالية. و ذكر رئيس الغرفة الفلاحية بأن نجاعة وفعالية التصدير تمر عبر العديد من الآليات والإمكانيات التي تحكمها الجودة والنوعية، وكذا الالتزام بتوفير الطلبات وضمان شحن الفراولة إلى المستوردين، وكذا الاهتمام بجانب التغليف والتبريد، من منطلق أن الفراولة سريعة التلف. و اعتبر المتحدث أن تلك الإمكانيات التي تساعد على ولوج الأسواق الخارجية غير متوفرة بالشكل المطلوب لدى منتجي الفراولة بولاية جيجل، بل إن عددا من المنتجين يواجهون صعوبة في عملية جنيها مباشرة بعد نضجها، لغياب اليد العاملة المختصة. و لا تقتصر المشكلة على مرحلة الجني فقط بل تبدأ المتاعب في الحصول على اليد العاملة حسب المصدر ذاته، من زراعة النبتة و مرافقتها إلى غاية قطف ثمارها، و هي الوضعية التي اضطر معها المنتجون إلى القيام بمهمة المزارعين والتجار في آن واحد، بدلا من الاعتماد على مؤسسات متخصصة في التسويق المحلي الوطني و في التصدير، وهو ما يعاني منه مزارعو الفراولة حسب تصريحات العديد من العارضين في الطبعة الثانية عشرة لعيد الفراولة. و أدى غياب اليد العاملة المؤهلة وحتى العادية إلى ارتفاع أسعار الفراولة الجيجلية بنسبة 50 بالمائة، مقارنة بأسعار المنتجين العارضين الخمسون القادمين من عدة ولايات منتجة لهذه الفاكهة، و الذين أكدوا بأن التراجع المسجل في كمية الإنتاج لهذا الموسم يعود بالدرجة الأولى إلى وصول المشاتل من اسبانيا متأخرة عن فترة الشروع في زرع النبتة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار التكلفة المؤدية آليا إلى ارتفاع هامش الربح، فضلا عن الاستعمال العشوائي والفوضوي لمعالجة النباتات، في غياب آليات المراقبة ومرافقة المنتجين، و هي من اكبر السلبيات والعراقيل التي تعترض عملية التصدير، حسب المشاركين في عيد الفراولة بجيجل. المنتجون المشاركون في التظاهرة كشفوا عن تراجع في الإنتاج بنسبة 7 بالمئة مقارنة مع موسم 2015 والمقدر بأزيد من 98 ألف قنطار، ومع ذلك تبقى ولاية جيجل الأولى وطنيا في إنتاج الفراولة التي تمت زراعتها على مساحة 315 هكتارا، حيث يتوقع إنتاج 3.8 قنطار في الهكتار الواحد وهي قفزة نوعية قياسا بمنتوج أول تجربة لزراعة الفاكهة بالولاية في سنة 2002، حين بدأت التجربة على مساحة 4 هكتارات. و قد تطورت زراعة الفراولة بجيجل أيضا من حيث تنظيم وهيكلة و تأطير المنتجين، و ارتفع عدد الجمعيات المهنية إلى 16 جمعية و 5 تعاونيات معتمدة، كما تم توفير 26 حوضا مائيا للسقي، و عرفت التطورات الحاصلة في زراعة الفراولة إنشاء وحدات صغيرة لإنتاج معجون الفراولة ومركبات للتبريد. ومن الجوانب التي ساعدت على توسيع رقعة زراعة الفراولة وجود منافسة سنوية بين المنتجين عبر تنظيم مسابقات بمناسبة كل عيد للفراولة، من حيث الجودة والنوعية والذوق، حيث تحصل على المرتبة الأولى لأحسن إنتاج هذا الموسم المزارع عبد المالك أمين، أما بخصوص المنافسة حول صناعة المرطبات والحلويات بالفراولة فقد عادت المرتبة الأولى فيها هذه السنة للسيدة صويلح آمال.