توقّع رئيس بلدية برج صباط بقالمة نهاية أزمة العطش قريبا، بعد انطلاق مشروع القناة العملاقة القادمة من سد بوحمدان باتجاه مدن و قرى سهل الجنوب، الذي يعرف نقصا كبيرا في مياه الشرب منذ سنوات طويلة. و قد عجزت آبار عين أركو عن تلبية الطلب المتزايد على مياه الشرب بأحد أكبر الأحواض السكانية بالولاية. و قال عبد الحميد صويلح الذي يترأس مجلس بلدية برج صباط منذ 2002 و هو عميد رؤساء بلديات قالمة في لقاء مع النصر، بأن برج صباط تعيش أزمة عطش متواصلة منذ سنوات طويلة، بسبب قدم القناة القادمة من آبار عين أركو على الحدود مع ولاية أم البواقي، على مسافة 25 كلم تقريبا.و تضيع كميات كبيرة من المياه قبل وصولها إلى عدة مدن وقرى واقعة على مسار القناة، و الكميات المتبقية بعضها يضيع بسبب الكسور و البعض بالكاد يصل إلى السكان، و أحيانا تنقطع المياه تماما عن السكان لمدة تفوق 10 أيام متتالية في فصل الصيف. المير ذكر أن جهود البحث عن مصادر المياه الجوفية بالمنطقة لم تثمر و بقيت آمال السكان معلقة على تجديد قناة عين آركو على مسافة طويلة لوقف التسربات و زيادة ساعات الضخ، أو البحث عن حلول بديلة للقضاء على ما أصبح يعرف برواق العطش الممتد من تاملوكة جنوبا إلى برج صباط غربا مرورا بوادي الزناتي و عين رقادة و رأس العقبة. و كشف المتحدث أنه عند بداية البحث عن حلول لأزمة العطش بالمنطقة لم يكن سد بوحمدان الكبير على قائمة البدائل الممكنة إلى غاية استنفاذ كل الحلول، و عندها قررت الحكومة ربط رواق العطش بسد بوحمدان أحد أهم السدود بشرق البلاد بطاقة تقارب 200 مليون متر مكعب من المياه. و يقول سكان برج صباط الذين يفوق تعدادهم 12 ألف نسمة إن مشروع جلب مياه سد بوحمدان هو مشروع تاريخي أكثر أهمية من شبكة الغاز و السكن و الطرقات، معتقدين مثل رئيس بلديتهم بأن أزمة العطش ستصبح من الماضي، عندما تبدأ عملية الضخ عبر قناة عملاقة تعبر تضاريس معقدة و مرتفعات حادة تصل إلى 1000 متر فوق سطح البحر، بمنطقة السطحة المطلة على سهل الجنوب الكبير. التهيئة متوقّفة حتى تكتمل مشاريع الحفر و مد الشبكات تضررت شوارع و أزقة مدينة برج صباط كثيرا و تحولت مقاطع منها إلى ما يشبه المسالك الريفية متأثرة بعوامل الطبيعة و الزمن و نقص الصيانة و الاهتمام، مثلما عاينت النصر لدى زيارتنا للمنطقة، و حسب رئيس البلدية فإن مشاريع تهيئة برج صباط مؤجلة حتى تنتهي عمليات الحفر و مد شبكات المياه الجديدة و تجديد نظام الصرف و ربط كل الأحياء بشبكة الغاز الطبيعي، و هو مشروع آخر حصلت عليه برج صباط مؤخرا و يعد ثاني مشروع هام بعد قناة المياه من سد بوحمدان. و باستثناء وسط المدينة أين توجد شوارع معبدة فإن باقي الأحياء السكنية ما زالت تعاني من تراجع إطار الحياة، و خاصة الضواحي الواقعة بمحيط مصنع الآجر و على ضفاف الوادي المحاذي للمدينة. و تشكل الأحياء السكنية الجديدة و خاصة المجمعات الريفية القريبة من برج صباط تحديا كبيرا للمشرفين على قطاع التعمير و البناء بولاية قالمة، حيث تتطلب عملية تعبيد الشوارع و بناء الأرصفة و الفضاءات العامة إمكانات مادية معتبرة لقهر التضاريس المعقدة و تغيير وجه التجمعات الجديدة التي توجد في مرحلة البناء و التوسع. و في مجال السكن تمت برمجة مشاريع جارية للقضاء على البناءات الهشة بمخطط شغل الأراضي الواقع جنوب برج صباط و مشاريع أخرى لبناء تجمعات ريفية بأكثر من موقع حول المدينة و التجمعات الثانوية الأخرى منها رأس العيون، عيون الدهان، و الأربعاء بني مجالد. و حسب رئيس البلدية فإن الطلب على السكن مازال مرتفعا و خاصة في مجال البناء الريفي، مضيفا بأن عدد الطلبات المسجلة حاليا يتجاوز الألف طلب، لكن الحاجيات الحقيقة المستعجلة لا تتجاوز 400 وحدة سكنية ريفية على المدى القريب، مؤكدا بأن برج صباط إذا حصلت على هذه الحصة فإنها ستقضي على أزمة السكن بالوسط الريفي بنسبة كبيرة. مطالب بفتح سوق المواشي في الأربعاء بني مجالد كان رئيس بلدية برج صباط صويلح عبد الحميد أكثر اهتماما بسوق المواشي المغلق بالأربعاء بني مجالد و يرى بأن السوق إذا عاد إلى النشاط، فإن وجه المنطقة برمتها سيتغير و تتحسن أحوال السكان و تنتعش التجارة و يحصل أبناء المنطقة على فرص للعمل و العيش الكريم، مضيفا بأن سوق الأربعاء بني مجالد كان من بين أهم أسواق المواشي بالجزائر إلى جانب سوق الحراش و سوق الخروب الكبيرين. و قد أغلق سوق الأربعاء بني مجالد مع مطلع التسعينات من القرن الماضي عقب تردي الأوضاع الأمنية و توقف نشاطه تماما و لم يبق منه سوى جداره الصخري المتين، و أبوابه الثلاثة و مقهى صغير و متاجر عادت إلى النشاط في إطار برنامج التنمية الريفية، الذي أطلقته سلطات قالمة قبل 14 سنة في محاولة لإعادة الحياة إلى الأربعاء بني مجالد وبرج صباط، البلدية التي مرت بمرحلة صعبة مع منتصف التسعينات لكنها تعافت اليوم و عاد إليها الأمن و السكان و بدأت تتطلع إلى مستقبل جديد. و قطعت برج صباط أشواطا معتبرة في مجال فك العزلة و قال رئيس البلدية بأن أغلب المشاتي و حتى المساكن الريفية الجديدة وصلتها الطرقات و المسالك الريفية، مضيفا بأنه و بالرغم من الإنجازات المحققة فإن الحاجة مازالت قائمة لمزيد من المشاريع لفك العزلة عن السكان و خاصة بمنطقة المريج و الأربعاء بني مجالد، أين يشتكي السكان من العزلة و انعدام المسالك المعبدة و نقص المياه أيضا. و حسب المتحدث فإن مشروعا بنحو 20 كلم من الطرقات سيقضي على مشاكل العزلة بمشاتي برج صباط بنسبة كبيرة، متوقعا حصول المنطقة على حصص جديدة في إطار المخطط البلدي للتنمية، أو في إطار البرامج القطاعية التابعة للغابات و الفلاحة و الأشغال العمومية.