الأغنية الشعبية ضحية الأغاني الصاخبة والتلفزيونات روّجت ل"واي واي" يرى الشاعر الشعبي عمر بوعزيز، رئيس الرابطة الوطنية للشعر الشعبي التي تنشط تحت لواء الاتحاد الوطني للكتاب الجزائريين، وصاحب رائعة "الممرضة" التي أداها الفنان الجزائري رابح درياسة، بأن الأغنية الشعبية ضحية الأغاني التجارية الصاخبة التي انتشرت كالطحالب في الساحة الفنية الجزائرية و قد آن الأوان، كما أكد لمحاربة الرداءة و الدخلاء على الفن ببلادنا. التقت النصر بالشاعر عمر بوعزيز المولود سنة 1952 ببسكرة على هامش ملتقى تاريخي نظم بجامعة عباس لغرور بخنشلة، فتحدث عن مساره في كتابة الشعر الشعبي و الأغنية الشعبية الذي بدأه في سنة 1968 ،و اشتهر بكتابة كلمات أغنية "الممرضة" التي أداها الفنان رابح درياسة، و رددها لعدة سنوات الجمهور الجزائري، كما كتب كلمات أغان أداها عدة فنانين أمثال زوليخة، الهادي رجب و محمد الأوراسي و يرى الشاعر بأن انطلاقته الحقيقية الناجحة، كانت في المهرجان الوطني للشعر الشعبي الذي حضره الراحل هواري بومدين. و برصيد الشاعر ديوان بعنوان " القول الموزون في الشعر الملحون" طبع في سنة 1986 و الديوان الثاني يضم 130 قصيدة في الشعر الشعبي، بعنوان "الليث الجارح"، لا يزال تحت الطبع، يتناول فيه مواضيع عديدة لها علاقة بالثورة التحريرية و الحياة الاجتماعية والعاطفية والدينية. وهو أيضا رئيس للرابطة الوطنية للشعر الشعبي، التي شرعت في جمع و طبع أعمال لشعراء الأدب الشعبي في الجزائر، للحفاظ على هذا الموروث الثقافي. و قد أشار الشاعر إلى أنه يكتب من حين لآخر خواطر أدبية. و يرى محدثنا بأن الأغنية الشعبية غريبة في ديارها، بين أهلها، خصوصا أن الجيل الجديد، حسبه، أصبح لا يعترف بهذا اللون من الفنون الشعبية، بعد انسياقه وراء الأغاني التجارية الصاخبة التي لا معنى ولا روح لها، ذات الكلمات البذيئة التي لا علاقة لها بالفن ولا بقيم المجتمع، و ما زاد الطين بلة، كما قال أن الإعلام المرئي خاصة، ساهم بشكل كبير في الترويج لأغاني ال"واي واي" التجارية، على حساب الأغنية الشعبية التراثية. و تأسف لما حدث مع الشاعر المصري هشام الجخ الذي تمت مرافقته إعلاميا، قصد إنجاحه، بالرغم من أن الجزائر تعج بمثل هؤلاء الشعراء الذين لا يزالوا يبحثون عن أنفسهم في صمت، بعيدا عن الأضواء. بخصوص نشاطاته في الرابطة، قال الشاعر:" منذ تنصيبي على رأس الرابطة الوطنية للشعر الشعبي، شرعنا في إعادة الهيكلة من خلال تنصيب 44 فرعا على مستوى ولايات الوطن، في انتظار إتمام عمليات التنصيب للولايات المتبقية، ونحن بصدد جمع وطبع الأعمال الفنية الكاملة لشعراء الأدب الشعبي، أمثال الشيخ محمد بن زراي من المسيلة، محمد المقراني من تيسمسيلت و لوصيف قدواري من سيدي عقبة، حيث أن الرابطة ستقوم بطبع الأعمال الفنية لهؤلاء الشعراء، تقديرا لهم على ما قدموه للأدب الشعبي الجزائري. و كذا للحفاظ على التراث المحلي كما تحضر الرابطة لعدة مهرجانات ثقافية في الشعر الشعبي".