استفاق الناخب الفرنسي ديدييه ديشان أول أمس، على إقدام مجهولين على كتابة عبارة «عنصري» على جدار منزله بضاحية «كونكارنو»، حسب ما أوردته الصحيفة الفرنسية «ويست فرانس»، في خرجة تندرج في إطار رد فعل المستائين من تغييب مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة عن تشكيلة الديكة التي تستعد للمشاركة في اليورو، الذي تحتضنه فرنسا بداية من العاشر من الشهر الجاري.و تعيش فرنسا حالة غليان انتقلت إلى خم الديكة في مركز كلير فونتان، على بعد أقل من أسبوع عن انطلاق نهائيات كأس أمم أوروبا، بدأت بتصاعد أصوات المنتقدين للقرار، من خلال اتهامهم الناخب الفرنسي ديدييه ديشان ومن يدعمونه بالعنصرية تجاه اللاعبين ذوي الأصول العربية، حيث صنع أسطورة الكرة الفرنسية إيريك كانتونا الحدث باتخاذه مبادرة الهجوم على ديشان متهما إياه بالعنصرية، ومحاولة إقصاء اللاعبين ذوي الأصول العربية من المنتخب الفرنسي، ودخل بعده على الخط نجم الكوميديا جمال دبوز الذي ذهب في ذات الاتجاه، قبل أن يخرج كريم بن زيمة عن صمته، ليؤكد أن قرار استبعاده لم يكن رياضيا، و أن الناخب ديدييه ديشان حرمه من التواجد في اليورو تحت ضغط أطراف عنصرية في فرنسا، التي تجندت لشن حملة مسعورة قادها رياضيون وسياسيون عبر وسائل الإعلام الهدف منها النيل من بن زيمة، مع حصول إجماع لدى الفرنسيين ساسة وشعبا على أن اللاعب ذي الأصول الجزائرية لم يرحم فرنسا، من خلال اختياره التوقيت «المناسب» للرد في صحيفة إسبانية على الناخب الفرنسي، أين أكد أن الأخير رضخ لضغوطات فرنسا العنصرية، وهي القضية التي أصبحت الشغل الشاغل للصحافة والأوساط الرياضية والسياسية في «الإيغزاغون»، حيث أكد مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي أن بلاده لا تختار لاعبي كرة القدم بناء على لون بشرتهم أو أصولهم، منتقدا كريم بن زيمة، لأنه لم يعكس الصورة الصحيحة لبلاده حين ألمح إلى ذلك. كما اصطف الفرنسيون في صف واحد ليؤكدوا عبر سبر الآراء الذي نظمه معهد «أودوكسا» بطلب من صحيفة «باري ماتش» و»أي تيلي»، أن 93 % من الفرنسيين، لا يوافقون بن زيمة في تصريحاته الأخيرة، بخصوص أسباب إقصائه من «الديكة»، يحدث هذا في خضم تحامل الطبقة السياسية الفرنسية، على بن زيمة وقد وصل الحد باليمين المتطرف إلى مطالبته باللعب للمنتخب الجزائري إن لم يكن سعيدا في فرنسا. وهي الأوساط التي تعلم جيدا أن بن زيمة يمثل رأي عام يسود الأوساط المنحدرة من أصول مغاربية قبل الرئاسيات الفرنسية، ما أجج مخاوف الذين يخشون تصاعد تردي الأوضاع الاجتماعية والسياسية في فرنسا.