الأسد يعلن عن رفع حالة الطوارئ في سوريا في غضون أسبوع كشف الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن تشريعا سيسن في الأسبوع المقبل يقضي برفع حالة الطوارئ المفروضة منذ 48 عاما، محذرا في ذات الوقت من أن القوانين الأخرى التي ستصدر لن تكون متساهلة إزاء ما وصفه بأنها أعمال تخريب. وأضاف في كلمة وجهّها إلى وزراء الحكومة الجديدة، أن الاستقرار ما زال يشكّل أولوية بالنسبة له، لكنه قال أن هناك حاجة للإصلاح من أجل تعزيز الجبهة الداخلية وذلك عقب احتجاجات لم يسبق لها مثيل في البلاد، وأبدى الرئيس السوري أسفه لسقوط قتلى في المظاهرات، وأقر أن أجهزة الأمن ليست مدربة للتعامل مع المحتجين ولكنه عاد للإشارة لوجود مؤامرة ضد بلاده، وشدد في الخطاب الذي يأتي بعد أداء الوزراء قسم اليمين أمامه، من جديد على أنه يريد الإصلاح "بسرعة ولكن دون تسرع" وقال إنه اجتمع مع وفود من المجتمع خلال الفترة الماضية واستمع لوجهة نظرها، وخرج "بمجموعة من النقاط" التي عرضها على الحكومة. وأضاف أن التحديات المطروحة أمام الحكومة كبيرة جداً، ولا تستطيع حسبه أية حكومة تحقيق الإنجاز دون الدعم الشعبي، مشيرا إلى وجود فجوة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، والتي لا بد من سدها عبر أقنية تعمل باتجاهين ويمكن ملء الفجوة عبر شيء وحيد وهو الثقة على حد تعبيره. ودعا الأسد إلى الشفافية والتقرب من المواطن ووحدة التوجه بين الدولة والشعب، وتابع أنه لا بد من "بحث خطوات لمعالجة الفساد"، وضرورة توسيع دائرة الحوار إلى النقابات والمنظمات التي تمثل شرائح المجتمع دون أن يتطرق إلى دور قوى سياسية. الأسد كرر خلال الخطاب اتهاماته حول وجود مؤامرة ضد بلاده، وقال "أن المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين" معتبرا ذلك من الأشياء الطبيعية المحيطة ببلاده، وحض الأسد السوريين على الصبر ضمناً، إذ اعتبر أن نتائج الإصلاحات "لا تظهر إلا متأخرة." وعلق الأسد على حاجة الشعب السوري ل"الكرامة،" بالقول أنها لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن، وتأخير مصالحه وطلب الرشوة، معتبرا كل ذلك شكلا من الإهانات للمواطن التي يتوجب تحاشيها والتخلص منها . وأعطى الأسد مجموعة من التوجيهات السياسية للوزراء، وقال إن الدماء التي هدرت خلال المظاهرات الاحتجاجية سببت الألم للجميع واعتبر أن جميع من سقطوا في الأحداث "شهداء". وفي الشق الاقتصادي اعتبر الأسد أن البطالة هي المشكلة الأكبر، وتدفع الشباب للإحباط واليأس والانقلاب على المفاهيم العائلية والاجتماعية، مضيفا أنه على الحكومة النظر في مشاريع سريعة لمعالجة البطالة، وخاصة في قطاعي الزراعة والصناعة والمشاريع المصغرة، كما لفت إلى الحاجة للبحث في خطوات عملية لمعالجة الفساد، ودعا المسؤولين الحكوميين لتقديم بيان لأملاكهم الخاصة. ويأتي هذا الخطاب من الرئيس السوري بعد مظاهرات عارمة في عدة مدن سورية وصل بعضها إلى قلب دمشق للمطالبة بإطلاق الحريات وإلغاء القيود الأمنية وضمان التحول الديمقراطي في البلاد.