الشاربات و الجبن السويسري بعد أيام و الياغورت خلال أشهر تمكنت ملبنة نوميديا العمومية بقسنطينة، هذا العام، من تحقيق أعلى معدلات إنتاج منذ تأسيسها، بلغت ذروتها شهر جوان الفارط الذي تزامن مع شهر رمضان، حيث أنتج خلاله أكثر من 9 ملايين لتر من الحليب و مشتقاته، كما ينتظر أن يشرع بعد أيام قليلة في صناعة مواد جديدة من مشتقات الحليب كالجبن السويسري و الشاربات، فيما سيبدأ تسويق الجبن الطري و الياغورت و منتجات أخرى قبل نهاية السنة، بفضل تجهيزات حديثة يُتوقع أن ترفع أرباح المؤسسة هذا العام لتصل إلى 25 مليار سنتيم، مُتخطيّة بذلك أزمتها المالية. روبورتاج: عبد الرزاق مشاطي و تخضع المؤسسة لبرنامج تطوير و تجديد للآلات بمبلغ إجمالي يقدر ب 54 مليار سنتيم، استفادت من خلاله من عدة ماكينات جديدة استوردت من فرنسا، و تم تصنيعها وفق آخر ما توصلت له التكنولوجيا في هذا المجال، حيث أدخل بعضها في خط الإنتاج، فيما يتم تركيب أخرى و بعضها ينتظر وصوله، ليشرع في استغلالها قبل نهاية السنة الجارية. مدير الإنتاج بملبنة نوميديا عبد الغني لسود، أكد بأن معدل إنتاج الحليب العادي بلغ 200 ألف لتر يوميا، و هو رقم تضاعف خلال الشهر الماضي موازاة مع شهر رمضان الذي يكثر فيه استهلاك هذه المادة، حيث تم تمديد العمل على مدار اليوم بمعدل ثلاث مناوبات متتالية، بدل مناوبتين فقط في الأيام العادية، و بلغ الإنتاج 400 ألف لتر يوميا خاصة خلال الأسبوع الأول من رمضان. إنتاج 9 ملايين لتر من الحليب خلال شهر رمضان إنتاج اللبن تضاعف أيضا لمرتين و قفزت الكمية المنتجة يوميا من 10 آلاف لتر إلى 30 ألف لتر خلال رمضان، أما بالنسبة لحليب الأبقار، فوصل إنتاجه إلى 35 ألف لتر يوميا، و هو رقم كان قد تقلص مقارنة بالأشهر السابقة بسبب انخفاض إنتاج الحليب الخام الذي يتم استقباله من الفلاحين، و هو أمر اعتبره محدثنا عاديا خلال فترة الصيف، مؤكدا بأن إنتاج حليب الأبقار وصل إلى أعلى مستوياته خلال فصل الربيع، بخروج 57 ألف لتر في بعض الفترات، مؤكدا بأنها الأرقام الأضخم التي حققت في تاريخ المؤسسة، حيث أن الإنتاج الإجمالي فاق خلال شهر رمضان، 9 ملايين لتر. و بخصوص مشكلة الندرة التي ارتبطت بحليب الأكياس العادي خلال الأشهر الماضية، قال مسؤول الإنتاج بأنه لا يعتبرها ندرة، و إنما تقليصا في إنتاج حليب البودرة، الذي يعوض بحليب الأبقار، كون فصل الربيع يعرف استقبال كميات كبيرة منه، إلا أنه لا يلقى إقبالا كبيرا من المواطنين، لأنه يباع مقابل 50 دج، و هنا تحدث السيد لسود عن نوع من التحايل من قبل التجار، حيث هناك نوعان من حليب الأبقار، الأول كامل الدسم و الثاني منزوع الدسم جزئيا و يباع للتجار بثمن أقل من الأول، غير أنهما يعرضان للمستهلك بالثمن نفسه، و هو أمر يجهله الكثير من المواطنين، على حد تأكيده. و طمأن مدير الإنتاج بخصوص توفر الحليب خلال أيام العيد، حيث سيتواصل بطريقة عادية، كما أن المناوبة ستكون مضمونة داخل المصنع، مشيرا إلى أن الموزعين مطالبون بالعمل خلال هذه الأيام من أجل ضمان وصول الحليب إلى المواطنين، حيث تغطي ملبنة نوميديا كافة ولاية قسنطينة إضافة إلى أجزاء من ولايتي أم البواقي و ميلة و ولايات جنوبية، حيث وصل عدد الموزعين إلى 65 موزعا، ذكر المدير بأن بعضهم استفاد من إعانات لشراء شاحنات جديدة. الياغورت و الفلان كاراميل قبل نهاية السنة الآلات الجديدة ساهمت في رفع الإنتاج بشكل كبير، حسب السيد لسود، الذي أوضح بأن السنة الحالية عرفت إدخال عدة تجهيزات جديدة، منها اثنين للبسترة، بسعة إجمالية تقدر ب 50 ألف لتر في الساعة، إضافة إلى 6 آلات تعليب، بإمكانها مجتمعة تعليب 35 ألف كيس في الساعة، كما استفاد المصنع من 3 سلاسل جديدة للتوزيع، ما يسمح لأربعة موزعين باستلام طلبياتهم في الوقت ذاته، و هو أمر ساهم بشكل فعال في تخفيف الضغط و اختصار الوقت، خاصة أن الملبنة كانت تحتوي على سلسلة توزيع واحدة سابقا. كما تم إنهاء مشكلة تبريد الحليب، حيث وضع حيز الخدمة نظام جديد في خط الإنتاج و بغرف التبريد الجديدة التي تتسع لتخزين كميات كبيرة جدا من المواد المنتجة، بالإضافة لذلك فستستفيد المؤسسة من وحدة جديدة لاستقبال حليب التجميع، سيتم الشروع في تركيبها قريبا، و حسب ما أكده المدير، فالمؤسسة ستشرع مباشرة بعد العيد في إنتاج الجبن السويسري، حيث تم اقتناء ماكينة جديدة تم تركيبها و هي جاهزة لبدء عملية التصنيع، إذ سيتم إنتاج 10 آلاف علبة يوميا، كما سيشرع خلال نفس الفترة في إنتاج عصير «الشاربات» الذي سيعلب داخل أكياس، و سيوزع بشكل عادي مع باقي المنتوجات. و من المنتظر الشروع في صناعة مادة الياغورت خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعد أن توقف إنتاجها داخل المصنع لأكثر من 22 سنة، حيث يتم حاليا تركيب ماكينة جديدة تم طلبها خصيصا من فرنسا، بحيث سينتج «الياغورت» بعدة نكهات إضافة إلى «الفلان كراميل»، و ذلك بمعدل 14 ألف علبة في الساعة، على أن يتم إنتاج الجبن الطري قبل نهاية السنة الجارية، و ذلك في شكل قطع صغيرة، إضافة إلى قوالب من 0.5 و 1 كلغ، و بالموازاة مع إنتاج الجبن من نوع «كامومبير» الذي يصنع بشكل عادي في الوقت الحالي، سيشرع قريبا في إنتاج كريمة الكامومبير، حيث تم اقتناء آلة خاصة بذلك، إلى جانب شراء جهاز جديد لتعليب القشدة، التي كانت تعلب سابقا بطريقة يدوية. 20 مليار سنتيم للرفع في إنتاج حليب الأبقار و من أجل تطوير الإنتاج و تحسين النوعية، في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تشجيع المنتوج الوطني و الخفض من حجم الاستيراد، تعمل ملبنة نوميديا على توسيع إنتاج حليب الأبقار الطازج، من خلال برنامج لدعم الفلاحين على مستوى ولاية قسنطينة، حيث تم خلال سنة 2015 توزيع 400 بقرة حلوب من سلالة ممتازة، استوردت من فرنسا، حسب ما أكدته رئيسة دائرة زراعة و تربية الأبقار و جمع الحليب بالمؤسسة، السيدة زريمة نورة، و قد كلفت العملية مبلغ 11 مليار سنتيم، فيما سيتم توزيع عددا آخر من الأبقار على مجموعة أخرى من الفلاحين، بغلاف مالي يقدر ب 9 ملايير سنتيم، من خلال الدعم المالي المقدم من قبل وزارة الفلاحة. و يستفيد الفلاحون المعنيون من دعم مباشر بالأعلاف، حيث أن كل فلاح يتعامل مباشرة مع الملبنة، يمكنه يحصل على دعم شهري بالعلف، و قد بلغت قيمة الأعلاف التي تم توزيعها خلال هذه السنة 500 مليون سنتيم، بينما يبلغ عدد الفلاحين الذين يقومون بجمع الحليب لفائدة الملبنة، 600 فلاح، منهم 450 من قسنطينة، 100 من جيجل و 50 من ولاية ميلة، و حسب ما ذكرته محدثتنا، فإن 20 من بينهم استفادوا من مساعدات من خلال تزويدهم بصهاريج لتسهيل تخزين و تبريد الحليب، إضافة إلى إعانات قدمت لخمسة فلاحين من أجل شراء شاحنات جديدة، على أن يتم اقتطاع تكاليف هذه المساعدات من أجرة جمع الحليب بصفة تدريجية. من أزمة مالية إلى أرباح بقيمة 25 مليار سنتيم الملبنة تحولت خلال أقل من أربع سنوات، من مؤسسة تعيش أزمة مالية، إلى شركة تحقق أرباحا سنوية، و هو ما أكده مدير الإنتاج، الذي أوضح بأن حجم الأرباح بلغ 17 مليار سنتيم خلال سنة 2015، مشيرا إلى أن الأرباح المتوقعة لسنة 2016 تقدر ب 25 مليار سنتيم أو أكثر، كما أن الملبنة تعد الرابعة وطنيا بين 15 مجمعا عموميا، على الرغم من المنافسة الكبيرة من ملبنات الخواص التي تنشط بقسنطينة. فيما أشار محدثنا بأنه يتوقع أن تحتل ملبنة نوميديا الريادة على المستوى الوطني مستقبلا، بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي شرعت فيها، و المواد الجديدة التي ستدخل الإنتاج و تراهن عليها المؤسسة.