مواطنون يفرّون من منازلهم و عائلات تقضي ليلتها في الشوارع عاش سكان ولاية بومرداس والمدن المجاورة ليلة رعب حقيقية، بسبب الحرائق التي اندلعت في حدود العاشرة من مساء الجمعة، وأتت على غابات المنطقة الغربية للولاية وبالأخص منطقة الثنية، وأرجعت الحماية المدنية سبب الحريق للرياح القوية التي تسببت في انتشار النيران في المنطقة و كذا الارتفاع في درجة الحرارة، وتمكنت فرق الحماية المدنية من التحكم في الوضع صبيحة السبت، كما ساهم المواطنون في عمليات الإخماد لمنع انتقال ألسنة اللهب إلى منازلهم، وقامت فرق التدخل بإجلاء عائلات كانت محاصرة، وتم نقل 30 شخصا للمستشفى بعد تعرضهم للاختناق جراء الدخان الكثيف. وسجلت سلسلة حرائق أخرى أقل حدة في مناطق مختلفة من الوطن في تيزي وزو، البليدة، تيبازة، جيجلسطيفوقسنطينة. عرفت ولاية بومرداس اندلاع حرائق غير مسبوقة، أتت على غابات «أولاد علي» و»أولاد صالح» بمنطقة الثنية، وأرجعت الحماية المدنية سبب الحريق للرياح القوية التي تسببت في انتشار النيران في المنطقة، وذكرت بأن الحريق المهول الذي نشب مساء الجمعة ببومرداس، أتلف أزيد من 90 هكتارا من الأدغال والحشائش بضواحي 3 بلديات شرق بومرداس وهي تيجلابين و الثنية و بني عمران دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية. و لقيت مصالح الحماية صعوبات كبيرة للتدخل و إخماد الحرائق بسبب الرياح القوية التي عقدت من مهمة فرق التدخل، إضافة إلى انتشار ألسنة اللهب بقوة، وسخرت الحماية المدنية نحو 100 عون من مختلف وحدات الولاية وبتدعيم من الوحدة الرئيسية من الحميز بالجزائر العاصمة. واستعانت بما لا يقل عن 20 شاحنة إطفاء و عدد معتبر من سيارات الإسعاف و الاتصال و غيرها من وسائل و عتاد الإطفاء. وأوضح المصدر، بأن الحرائق التي نشبت في حدود الساعة الخامسة من مساء الجمعة، و لم يتم التحكم فيها و إخمادها إلا صباح أمس، أتلفت مساحات شاسعة من الأدغال و الحشائش، كما أتت هذه الحرائق التي تواصلت عمليات إخمادها إلى صباح السبت استنادا إلى نفس المصدر على سكن جاهز (شالي) كان خاليا من السكان بحي بني فودة ببلدية تيجلابين و 50 شجرة زيتون بحي العزلة ببلدية بني عمران. وأكد رئيس بلدية تيجلابين، إبراهيم جيار، بأنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية معتبرة جراء الحرائق التي أتت على 35 هكتارا من الأحراش و الأدغال و الأشجار على مستوى منطقة أهل الواد و دوار أولاد علي بضواحي البلدية. كما أكد بأنه لم تسجل أي خسائر في السكنات، مشيرا إلى تعرض سكن جاهز (شالي) واحد بمنطقة بني فودة 2 بضواحي تيجلابين للاحتراق دون تعرض العائلة التي تقطنه لإصابات تذكر. كما أكد رئيس بلدية الثنية أحمد باندو عدم حدوث أي خسائر بشرية جراء الحرائق المهولة التي أتت على نحو 45 هكتارا من الأحراش و الأدغال و الأشجار المختلفة على مستوى عدد من القرى و المداشر المحيطة بمدينة الثنية. سكان فرّوا من منازلهم وعائلات حاصرتها النيران في الثنية وخلفت الحرائق موجة ذعر لدى السكان الذين تخوفوا من انتقال ألسنة اللهب إلى منازلهم، وغطى دخان كثيف سماء المنطقة ما تسبب في حالات اختناق بالعشرات. وذكر مصدر من الحماية المدنية، بأن فرق التدخل سارعت إلى إنقاذ عائلات تقطن وسط الغابات التي أتت عليها النيران، وأصيب بعض أفرادها بحالات اختناق جراء استنشاقهم للدخان الكثيف الذي غطى المنطقة. ودفعت هذه الحرائق حسب شهادة عدد من السكان بالعديد من العائلات سواء بالمناطق المتضررة أو تلك المجاورة لها إلى مغادرة منازلها بشكل سريع تاركة وراءها كل شيء خوفا على حياة أفرادها. ودفعت الحرارة المرتفعة التي شملت المنطقة، العائلات إلى التنقل صوب مناطق أخرى بعيدة. وقال أحد الشهود في تصريح للنصر، بأن النيران التي اندلعت في المساء، والتي ظهرت في الوهلة الأولى عادية، كون سكان المنطقة معتادين على وقوع حرائق في مواسم الصيف، إلا أن ألسنة اللهب سرعان ما انتشرت وازدادت قوة بسبب الرياح الكبيرة التي عرفتها المنطقة، وهو ما أصاب سكان المنطقة بالذهول بسبب حدة الحريق وكثافة الدخان المنبعثة التي غطت الجبال المحيطة بمدينتي الثنية و تيجلابين شرق بومرداس. وأكد أحسن صياد، أحد سكان المنطقة، أن الكثير من العائلات فضلت مغادرة منازلها والمكوث في الشوارع خوفا من النيران التي كانت منتشرة على مسافة غير بعيدة من بعض المنازل المنتشرة في المنطقة، وقال بأن ألسنة اللهب كانت «تنتقل بسرعة بفعل قوة الرياح»، وأضاف بأن «الشظايا وبقايا الأشجار الملتهبة التي كانت تحملها الرياح ساهمت في اندلاع حرائق بشكل عشوائي»، مضيفا بأن بعض المواطنين استعملوا خراطيم المياه المخصصة لسقي الحقول لإطفاء الشرارات التي كانت تقترب من المنازل. و فضلت العائلات البقاء بعيدا عن منازلها ولم تعد إليها إلا بعد إخماد كل النيران في حدود الساعة السابعة من صباح أمس السبت. وتسببت الرياح القوية و الحرائق في قطع التيار الكهربائي عن عدد من بلديات الولاية على غرار بلدية برج منايل و الثنية و بني عمران و قورصو و حوش المخفي بسبب سقوط كوابل كهربائية ذات الضغط المتوسط جراء العاصفة القوية. كما تسببت الحرائق المندلعة في مرتفعات الثنية بأولاد صالح في انقطاع التيار الكهربائي ببني عمران و تيجلابين. وذكر مصدر من مؤسسة توزيع الكهرباء بالولاية بأن المصالح المعنية سارعت في عملية إصلاح الأعطاب التي حدثت في شبكة التوزيع و تم الانتهاء منها و إعادة الكهرباء للزبائن في الساعات الأولى من يوم السبت. الحرائق تأتي على 90 هكتارا من المساحات الغابية في بومرداس وبولاية بومرداس، تدخلت وحدات الحماية المدنية، ليلة الجمعة إلى السبت، لإخماد حريقين كبيرين، تسببا في إتلاف ما لا يقل عن 90 هكتارا من المساحات الغابية و الأدغال و الأحراش إضافة إلى أشجار الزيتون و التين، و حسب مصدر من الحماية المدنية لولاية بومرداس فإن الحريق الأول اندلع في حدود العاشرة و 20 دقيقة من ليلة الجمعة ببلدية الثنية بالمكان المسمى أولاد صالح، أدى إلى إتلاف مساحة قدرت ب 45 هكتار من الأدغال و الزيتون كما تم نقل ستة أشخاص إلى مستشفى الثنية بسبب الاختناق الناجم عن الدخان الكثيف من بينهم 5 نساء و طفل لا يتجاوز عمره 13 سنة. وأشار المصدر ذاته، إلى أن الحريق تم إخماده على الساعة السادسة صباحا من يوم أمس السبت، و تم الاستعانة بست وحدات للحماية المدنية و يتعلق الأمر بوحدة برج منايل و خميس الخشنة و يسر و الثنية و بودواو، والوحدة الرئيسية لبومرداس. كما تدخلت الوحدة الوطنية للحماية المدنية للحميز، و بخصوص الحريق الثاني فقد شبّ بمنطقة أهل الواد ببلدية تيجلابين وتسبب في إتلاف 35 هكتارا من الأدغال و أشجار الزيتون و الحشائش اليابسة، و تسبب في احتراق شالي بحي بني فودة بتيجلابين دون تسجيل خسائر بشرية. تسجيل 30 حالة اختناق وسط السكان وذكر مصدر طبي من مستشفى الثنية ان مصلحة الإستعجالات الطبية، استقبلت ما لا يقل عن 30 شخصا أصيبوا باختناقات نتيجة الدخان الكثيف و قد غادروا جميعهم المستشفى بعدما تلقوا الإسعافات اللازمة، وذكر مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية للثنية، موسي زغدودي، في تصريح صحفي، بأن عددا من الأشخاص الذين تعرضوا للاختناق تنقلوا إلى المستشفى بوسائلهم الخاصة، فيما نقل آخرون عن طريق سيارات الإسعاف و غادروا المستشفى كلهم بعد تلقيهم العلاج الضروري. و ساهم المخطط الإستعجالي الذي تم وضعه بالمستشفي تحسبا لعطلة العيد المتبوعة بعطلة نهاية الأسبوع في التكفل الكلي و الجيد و بشكل سريع بكل الأشخاص الذين تعرضوا للاختناقات بعين المكان و عدم نقل أو تحويل أي أحد منهم إلى جهات استشفائية أخرى. 43 حريقا بتيزي وزو خلال 24 ساعة وبولاية تيزي وزو، أحصت مصالح الحماية المدنية اندلاع 43 حريقا، خلال ال 24 ساعة الماضية، بدرجات متفاوتة، وكان الأخطر حدة والأكثر إتلافا للمساحات الغابية، الحريق الذي عرفته كل من آيت عيسى ميمون شرق الولاية، وآيت شافع في ازفون، والتي تسببت في إتلاف بعض المساحات، حيث أتت النيران على 13 هكتارا من الغابات والأحراش وبعض الأشجار المثمرة، كما أتلفت النيران 30 خلية نحل في آيت عيسى ميمون شرق تيزي وزو، أما بمنطقة آيت شافع دائرة ازفون، فتسببت النيران في إتلاف 30 هكتارا من الأحراش، و 5 هكتارات من أشجار الفلين، وأتت النيران على 80 خلية نحل، وقد تمكنت فرق الحماية المدنية من إخماد تلك الحرائق في ساعة متأخرة من ليل الجمعة إلى السبت. النيران تلتهم 4 هكتارات من الحقول ببني حميدان في قسنطينة كما نشب مساء أمس الأول، حريق بأحد حقول الرعي ببلدية بني حميدان بقسنطينة هو الحريق الثالث على التوالي في ظرف أقل من أسبوعين حسب ما ذكره مصدر محلي للنصر. واستنادا لذات المصدر، فإن الحريق نشب حوالي الساعة السادسة والنصف من ثالث أيام العيد بأحد حقول الرعي أعلى مشتة الحمري ما تسبب في إتلاف حوالي 4 هكتارات من حقول الرعي، قبل أن يتم إخماده من طرف أعوان الحماية المدنية ومشاركة بعض المواطنين، وهو ما مكن من تجنيب المنطقة كارثة أخرى تضاف إلى الحريقين المهولين الذين تسببا في وفاة فلاح حرقا بعد أن حاول منع ألسنة النيران من الوصول إلى أرضه، وكذا التهام حوالي 170 هكتارا من القمح الصلب واللين والتبن حسب إحصاءات قدمتها مديرية الفلاحة، إلى جانب أعداد من بيوت تربية الدجاج. ارتفاع درجة الحرارة والرياح القوية ساهما في انتشار الحرائق من جانبها فتحت مصالح الأمن تحقيقات لمعرفة الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرائق وانتشارها في عدة مناطق غابية، وتشير الاحتمالات الأولية، في انتظار نتائج التحقيق، إلى أن الحرارة الكبيرة التي عرفتها الولايات الشمالية، يمكن أن تكون سببا رئيسيا في اندلاع الحرائق، و ساعدت الرياح القوية في انتشار النيران بكل المناطق المذكورة. ورغم أن الحريق الذي شبّ بولاية بومرداس كان الأضخم من حيث المساحة والأضرار التي خلفها، إلا أن مصالح الحماية المدنية سجلت سلسلة من الحرائق الأخرى في مناطق مختلفة من الوطن في ولايات تيبازة، تيزي وزو، البليدة، بجاية، جيجلوسطيفوقسنطينة . وكانت مصالح الأرصاد الجوية قد بثت نشرية خاصة حذرت من احتمال ارتفاع درجات الحرارة إلى 48 درجة يومي الجمعة والسبت بثلاث ولايات بجنوب الوطن. كما عرفت بعض الولايات الشمالية درجات حرارة مرتفعة يوم الجمعة، وسجلت تلك المناطق في آخر النهار هبوب رياح قوية جد حارة بسبب الحرائق المشتعلة.