كبريات القنوات العالمية تنخدع ببن لادن المشوه ترددت كثيرا هذه الأيام بالفضائيات العربية و الأجنبية عبارة فيلم هوليوودي فيما يخص مقتل بن لادن الذي يبدو أن ساسة الولاياتالمتحدةالأمريكية استعجلوا هذه المرة في إعلان خبر لم يحسبوا له جيدا ، فوقعوا في الخطأ الذي تحوّل إلى مادة إعلامية ثرية و محور نقاش الرأي العام العالمي الذي راودته الشكوك أكثر من أي وقت مضى حول هذه الشخصية التي تغيب طويلا ثم تطفو للسطح لإحداث البلبلة و زرع الرعب بالعالم،غير أن صور جثته و لقطات استمتاع و بهجة أبناء البلد الأكثر حفاظا على حقوق الإنسان و هم يتابعون على المباشر كما بقاعات العرض العالمية سمك قرش يلتهم جثة هامدة أعادت إلى أذهان الكثيرين صور فيلم “أنياب البحر” لمخرجه ستيفن سبيلبيرغ. و عكس أحداث ال11سبتمبر التي صدقها الجميع قبل بروز أصوات غربية تشكك في مصداقيتها، جاءت صور مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن محفوفة بالشكوك بكل التلفزيونات التي سارعت لنقل الخبر ، حيث أن كبريات القنوات العالمية انخدعت بالصورة المشوهة لزعيم القاعة و هو ميتا، و راحت تنشرها مما دفع بالإدارة الأمريكية إلى جلب انتباهها على المغالطة . ورأى الكثير من المختصين بأن تركيبة الفيلم لم تكن متقنة لدرجة أن أغلب الإعلاميين و مقدمي النشرات لوحظت عليهم حالة من عدم التصديق لدرجة الاستهزاء على نبرات صوتهم و هم يقرأون خبر مقتل بن لادن ، و كان الاهتمام المبالغ على غير العادة بردود فعل الشارع الغربي و العربي و المحللين و نقل شكوكهم حول فبركة صور الجثة أكبر دليل على عدم مرور لقمة تم مضغها و اجترارها مرارا. و راحت التلفزيونات العالمية ببرامجها الجادة و الترفيهية على حد سواء تنقل نقاط الضعف و سوء استعمال “الفوتوشوب” في تعديل صورة بن لادن و هو ميتا، لأن ملامح وجهه الباسم لم تتغيّر حتى بعد مفارقة الروح لجسده المشوّه على مستوى العيون التي بدت عليها آثار متقدمة من حالة التعفن حسب المختصين فيما بقي الفم بضواحكه كما في صورة له طبق الأصل و هو على قيد الحياة. و كان برنامج “لي غينيول دي لانفو” الذي يبث على قناة “كنال بليس”من أكثر البرامج الترفيهية تعليقا على مقتل بن لادن، حيث سألت الدمية الشهيرة “بي بي دي أ” الممثلة لشخصية الإعلامي الفرنسي المشهور باتريك بوافر دارفور، الرئيس الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن سر استعجال عملية قتل بن لادن و عدم الاكتفاء بالقبض عليه و محاكمته كدولة تدعي الديمقراطية، فرد أوباما الدمية طبعا قائلا» سأعطيك خمسة أسباب رئيسية عن تجنب محاكمة بن لادن، السبب الأول هو أن عملية نقله على متن طائرة إلى نيويورك تعد خطيرة جدا أما الثاني فكون محاكمته تستدعي إحضار جورج بوش كشاهد و نخشى أن ينتهي هذا الأخير في السجن،أما السبب الثالث فيخص مدة عقابه التي لن تتعدى 6000سنة و مع تخفيض الحكم سيتم الإفراج عنه بعد 3000سنة، و السبب الرابع يخص ما ستفرضه المحاكمة من متابعة و تغطية إعلامية و هذا لا يناسبني لأنني لا أريد أن تفوتني النسخة الرابعة ل»ماد مان» ...» . و تكرر اهتمام البرنامج ذاته بالحدث نفسه مرارا تحت تصفيقات و ضحك المتابعين الذين لم يتوان الكثيرون في إعادة تحميل و بث الحلقات الخاصة ببن لادن عبر «اليوتيب «و «الفايس بوك» مع التعليقات المؤكدة لعدم تصديق سيناريو وفاة أخطر إرهابي في العالم مثلما يصفه الغرب. و يبدو أن شبح بن لادن لن يختفي مع مقتله بل سيخلد مرة أخرى ليس بالسينما الافتراضية و إنما بالسينما الحقيقية، حيث بدأت استيودهات الأفلام في هوليوود بالإعداد لفيلم عن أشهر شخصية إسلامية مبحوث عنها في العالم عبر التاريخ.