أوروبا تتفوّق على أمريكا في مجال الاستكشاف الفلكي اعتبر مدير المرصد الفلكي "شارل فيرنباخ"العالم الفرنسي فيليب مورال بأن الحد من العوامل و المؤثرات البشرية المساهمة بشكل مباشر في تلويث الطبيعة، لن ينهي أخطر المشاكل البيئية المعاصرة و على رأسها الاحتباس الحراري، مؤكدا بأن الظاهرة طبيعية لا يمكن التخلّص من مؤثراتها نهائيا. العالم حل أمس الأول ضيفا على متوسطة عبد الحميد قربوعة، حيث نشط ندوة فكرية و علمية حول استكشافات كونية معاصرة، قال في حوار للنصر بأن أوروبا هي الرائدة اليوم في مجال الأبحاث و الاستكشافات الفضائية والفلكية، و ليس الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلما يعتقد البعض. العالم الذي يشرف حاليا على الأبحاث الاستكشافية الفلكية بالمرصد الفلكي شارل فيرنباخ بمدينة بريس الفرنسية كشف عن مشروع إرسال مسبار إلى الكوكب الشبيه بالأرض و الذي يدور حول "بروكسيما سنتوري"، مؤكدا بأن أمر إرسال البشر إلى هناك لن يكون قبل قرون. -الكثيرون يتساءلون، إلى أي حد يجب أن نكون قلقين بشأن حالة الكرة الأرضية و الحياة فيها؟ - النشاط البشري لا يكف عن الإساءة لكوكبنا لكن لا يمكن إغفال المسببات و المؤثرات الطبيعية للاحتباس الحراري، حتى و إن كان العامل البشري يساهم بشكل كبير في تصاعده، و هو ما يعني بأن الحد من مسببات النشاطات و العوامل البشرية قد يساهم في تقليص الخطر لكنه يزيله نهائيا و هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها احتباسا حراريا على مستوى الجيولوجي و تأثيرات النشاط الشمسي التي شهد العالم في السنوات الأخيرة ثلاثة نشاطات ضخمة لها، و في فترة زمنية لم تتجاوز 11سنة بين كل واحدة و لذا فهناك أسباب مباشرة لظاهرة الاحتباس الحراري ليس من السهل توقيفها. - العالم يتحدث بتفاؤل و حماس عن الاكتشافات المتتالية للكواكب خارج المجموعة الشمسية و كأن البشر سيغزون الفضاء قريبا؟ - طبعا الانجاز يبقى مهما، لكن التفكير في الاستغلال القريب، فهذا ضرب من خيال، لأن أقرب كوكب خارج المجموعة الشمسية يقع على بعد 40 ألف مليار كيلومتر عن الأرض كالكوكب الذي يدور حول "بروكسيما سنتوري"، أقرب نجم ثابت إلى شمسنا و الشبيه بالأرض و الوصول إليه، لن يكون بواسطة مركبة عادية، لكن ما يهم العلماء في مجال الفضاء و الفلك هو التأكد إن كانت هناك حياة خارج كوكبنا و فهم الكون، لكن هناك مشروع إرسال مسبار لا يزيد وزنه عن 1غرام تكون مدعمة بكاميرا و مختلف وسائل القياس على غرام واحد من الإلكترونيك و الذي سيتم إرساله بواسطة ليزر 100ميغا واط ستجسد في مدة لا تقل عن 21سنة، و بين إرسال جسم بوزن 1غرام على مسافات بالسنين الضوئية و جسم الإنسان الذي لا يقل عن 70ألف غرام فهذا لا يمكن تصوّره على الأقل ليس قبل قرون أخرى. - في تقييمكم أي الكواكب يمكن للبشر استغلاله بعد الأرض؟ - أظنه المريخ رغم أنه أصغر من الأرض، لكن يمكن تجديد الجو في مدة ثلاثين سنة من خلال إرسال عدد من القنابل بمكونات قادرة على جعل الجو يتفاعل و يصبح الهواء قابل للتنفس. - مع آخر إشارة لاسلكية من الفضاء رصدها العلماء منذ حوالي سنة، هل يمكن القول بأن ثمة سكان فضاء؟ - لو أجرينا عملية حسابية بسيطة و سريعة، لوجدنا أن ثمة نحو 100ألف مليار نجم بمجرّتنا و نحو 100ألف مليار مجرة في الكون و لإيجاد حياة شبيهة بالتي نعيش على كوكبنا وارد لكن لا ندري أين و لا يمكننا كشفها، لكن هناك أنواع و أشكال أخرى من الحياة، فحين أرسل الروس رحلة استكشافية عام 1966 على ما أظن، عثروا على مستعمرة من البكتيريا. - تبقى الولاياتالمتحدة تتصدّر الاكتشافات المثيرة، هل لأنها تولي اهتماما للمستقبل أكثر من باقي الدول؟ - في الواقع ليست الولاياتالمتحدة هي الرائدة في مجال الاكتشافات الفضائية اليوم بل أوروبا التي اكتشف علماؤها معظم الكواكب خارج المجموعة الشمسية، كما أن ناسا تسيّر أكثر الرحلات الفضائية و هي ليست هيكلا علميا بقدر ما هي هيكل تقني تكنولوجي و هي مهمة الاتحاد الدولي لعلم الفلك، و ثمة عدد كبير ممن يعتقدون بأن هذا الاتحاد أمريكي لكنه في الواقع أوروبي و مقره بباريس.