الأفلان لن يقبل بالشكارة في الانتخابات القادمة عبّر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أمس الأحد، عن رفضه لأي تزاوج بين المال والسياسة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وقال إن الآفلان سيتصدى لذلك. من جهته أدان المكتب السياسي للحزب المجتمع أمس تحركات بعض المسؤولين الفرنسيين الرسميين منهم وغير الرسميين المتعلقة بالشأن الجزائري، وقال أنها مرفوضة وتخالف المبادئ التي تم الاتفاق عليها بين البلدين، في إشارة واضحة لما صدر عن رئيس جمعية ضحايا الإرهاب في فرنسا غيوم دونوا الذي وصف عملية «ميلك بار» أثناء الثورة التحريرية بالعمل الإرهابي. فضّل الأمين العام للآفلان عمار سعداني تأجيل الخوض في القضايا السياسية المطروحة إلى الأربعاء المقبل بمناسبة عقد اجتماع موسع لأمناء المحافظات وهيئة التنسيق التابعة للحزب، و دعا المتحدث خلال إشرافه أمس على اجتماع للمكتب السياسي كل وسائل الإعلام و الصحفيين إلى تأجيل طرح كل أسئلتهم إلى الأربعاء المقبل. سعداني الذي افتتح أمس، دخوله السياسي بعد أربعة أشهر من الغياب تحدث في كلمة مقتضبة عن جدول أعمال اجتماع المكتب السياسي، لكنه ردّ رغم ذلك على سؤال متعلق بموقف الحزب من التزاوج بين المال والسياسة خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، في إشارة لما أبداه منتدى رؤساء المؤسسات قبل أيام من نية لدخول التشريعيات المقبلة بقوائم خاصة به. وقال سعداني بهذا الخصوص « المال مال والسياسة سياسة ولا نقبل بأن يختلط المال بالسياسة و سنكون صريحين في هذا الشأن ولن نقبل بالشكارة»، مضيفا أن الدولة المدنية التي يطمح إليها الآفلان ضرورية للبلاد ودونها نبقى دائما متشبثين بالأشخاص والتكتلات، والآفلان له تصور في هذا الجانب، كما شدّد على أن كل المراحل الانتقالية انتهت، وكل الناس يعملون في طمأنينة، لكن «تبقى بعض التجاذبات، وبعض العقليات القديمة التي يريد البعض ممارستها في الانتخابات القادمة، والتي سيتصدى لها الآفلان ولن يقبل بالشكارة» يضيف المتحدث. و عاد عمار سعداني مرة أخرى للدفاع عن حق حزبه في تشكيل الحكومة مستقبلا، وقال بهذا الخصوص «أن الحكومات في كل دول العالم تخرج من الأحزاب السياسية وتتبع لها»، والوزراء والسفراء والمسؤولون المناضلون موجودون في كل العالم، ولابد أن نخرج من حكومة الظل والذهاب نحو الدولة المدنية. وقبل هذا، وخلال مداخلته عند افتتاح اجتماع المكتب السياسي، قال الأمين العام للآفلان إن الجزائر تشهد استقرارا تحسد عليه وهي تجتاز مراحل صعبة بفضل جهود شعبها، وإطاراتها، وجيشها، وأسلاك أمنها المختلفة وأحزابها، وهي تستعيد عافيتها في المجال الأمني، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والجزائر -التي يعرف أهميتها الآخرون أكثر من أبنائها- تحتاج من الجميع اليوم اليقظة والتجند والتعبئة و الحضور الدائم والعمل الجاد الذي يفيد البلاد والعباد. من جهته، أدان المكتب السياسي في بيان له، توّج اجتماعه أمس «كل محاولات المساس برموز الثورة المباركة واعتبر ذلك إساءة للشعب الجزائري كله»، كما اعتبر «تصريحات المسؤولين الفرنسيين الرسمية وغير الرسمية المتعلقة بالشأن الجزائري أمرا مرفوضا ويخالف المبادئ التي تم الاتفاق عليها بين البلدين»، في إشارة واضحة هنا لما قاله قبل أيام رئيس الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب غيوم دونوا دوسان مارك الذي وصف عملية تفجير «ميلك بار» في العاصمة سنة 1956 بالعمل الإرهابي. وجدّد المكتب السياسي التفافه ومساندته المطلقة لجهود رئيس الجمهورية رئيس الحزب على الجهود الجبارة من أجل حماية البلاد من كل الأخطار من جهة، والحفاظ على مكاسب الأمة من جهة أخرى رغم الظرف الاقتصادي الصعب، ومساندته المطلقة أيضا لجهوده في جميع الميادين. كما دعا كتلتيه في البرلمان إلى التجند أكثر من أجل إنجاح مشاريع قوانين الإصلاحات التي جاء بها برنامج رئيس الجمهورية وخاصة التي نص عليها الدستور. وبالمناسبة، اعتز المكتب السياسي بالنتائج الكبيرة التي حققها المنتدى الدولي للطاقة، واعتبر ذلك مكسبا دبلوماسيا برهن على المصداقية والسمعة الدولية التي تحظى بها الجزائر، وعلى المستوى الخارجي عبر المكتب السياسي عن مساندته ووقوفه مع المملكة العربية السعودية بعد القرار الأخير للكونغرس الأمريكي، ودعا إلى حل المشاكل في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرهم. في الجانب التنظيمي تحدث عمار سعداني عن التحضير لدورة اللجنة المركزية التي سيعلن عن تاريخها في الأيام المقبلة، والتي ستعقد في الأسابيع المقبلة، واعتبر اجتماع المكتب السياسي أمس تحضيرا للمراحل المفصلية والهامة المقبلة في المجالين السياسي والمؤسساتي.