نسترجع يوميا الكثير من الوثائق و على المؤرخين التقرب لمعرفة ما نقوم به شبكات دعم الثورة من الخارج لعبت دورا محوريا في انجاحها قال المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، إن الجهد المبذول لاسترجاع الأرشيف الوطني حيثما وجد متواصل ومتكامل، وأن الكثير من الوثائق تسترجع يوميا، وعلى المؤرخين التقرب منه للاطلاع على ما هو موجود وما نقوم به، واعتبر أن استرجاع كامل الأرشيف يتوقف على إرادة الأشخاص والجهات التي تمتلكه. واستغل عبد المجيد شيخي أمس، فرصة تدخله في منتدى يومية المجاهد بمناسبة تنظيم وقفة عرفان وتقدير للشبكات التي ساعدت الثورة التحريرية و بخاصة منها «شبكة جونسون» ليقول إن حمَلة الحقائب كانوا ينقلون أيضا الكثير من الوثائق وليس فقط الأموال، و أن بعضها استرجع والبعض الآخر لم يسترجع وهو موجود لدى أشخاص في الداخل والخارج، لكن بصفة عامة فإن الجهد موجود ومتكامل ومتواصل من أجل استرجاع الأرشيف الوطني، والمركز يسترجع يوميا الكثير من الوثائق وبإمكان المؤرخين التقرب منه للاطلاع على ما يقوم به في هذا المقام. وبخصوص موضوع الندوة وهو دعم الأجانب للثورة، وبخاصة منها شبكات الدعم التي كانت في فرنسا، مثل «شبكة جونسون» وغيرها فقد قال عبد المجيد شيخي إن شبكات دعم الثورة من الخارج قد لعبت دورا محوريا في إنجاحها ، و أن الثورة الجزائرية تضامنت معها كل شعوب الأرض، و ما ظهور شبكات دعم في فرنسا وأوروبا وفي البلدان العربية إلا دليل على الجهد الكبير الذي قامت به جبهة التحرير الوطني وممثلوها في العديد من القارات، وتحدث فضلا عن شبكة جونسون في فرنسا، عن شبكات في سويسرا، والسويد وفي البلدان العربية وبخاصة في المغرب، ليبيا وتونس. و بهذا الخصوص تحدث عن شبكات الدعم المعنوي، وشبكات الدعم بالسلاح و نقل الأموال، و قال أن في فرنسا كانت هذه الشبكات أقوى وأوسع وأهمها شبكة الفيلسوف «فرنسيس جونسون» أو ما يطلق عليهم «بحملة الحقائب»، وهم الذين كانوا ينقلون الأموال والوثائق التي كانت تجمع في فرنسا وغيرها للمجاهدين، والكثير من أعضاء هذه الشبكة وغيرها ألقت عليهم السلطات الفرنسية القبض، والبعض منهم حكم عليهم بالإعدام ونفذ فيهم بالفعل. ونقل شيخي عن الصحفي السويسري و أحد أصدقاء الثورة ومساعديها شارل هنري فابرو حديثه عن شبكات دعم الثورة التحريرية التي كانت في سويسرا وألمانيا والسويد أيضا، ولفت عبد المجيد شيخي هنا إلى تناسي شبكات الدعم في البلدان العربية لأن دعم الثورة في هذه البلدان كان أمرا عاديا وسهلا، على عكس ما كان في البلدان الأوروبية حيث كان دعم جبهة التحرير الوطني والثورة الجزائرية ممنوعا وخطيرا على كل من يساندها، وردا عن سؤال حول عدم الاحتفاء بهؤلاء قال شيخي بالعكس الكثير منهم كرموا في الجزائر أو في بلدانهم الأصلية ومنحوا شهادات واعترافا، ومنحا مالية نظير ما قدموه للثورة، ودعا الأدباء والكتاب إلى الاهتمام بما قام به هؤلاء وتجسيد ذلك في كتاباتهم.كما تحدثت المجاهدة عقيلة وارد من فدرالية جبهة التحرير الوطني عما تعرفه بشأن هذه الشبكات، وقالت أن ذلك يعود بالأساس للجهود التي قامت بها فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في أوساط الطلبة والعمال وكل الشرائح بشكل جيد حيث استطاعت إقناع الكثير من الفرنسيين بعدالة القضية الجزائرية، وهو ما جعل الفرنسيين يقدمون على مساعدة الثورة، وتحدث في هذا الصدد عن شبكة جونسون وشبكة كوريال وعن المصور ديلماس، وكذا عن الفرنسية أندري ميشال التي قدمت الكثير وقامت بعمل جبار مع العمال المهاجرين ودافعت عنهم، وعن السيدة فويون، وأوضحت أن نقل الأموال كان من مهام الفرنسيين أعضاء هذه الشبكات لأن نقل الأموال من طرف الجزائريين كان أمرا خطيرا وغير سهل، وقدمت بالمناسبة تحية تقدير وعرفان لكل هؤلاء الذين ساعدوا الشعب الجزائري أثناء الثورة التحريرية. وقبل ندوة المجاهد كانت جمعية مشعل الشهيد وبعض المجاهدين قد وضعوا إكليلا من الزهور على المعلم التاريخي المخلد لحملة الحقائب الموجود على مستوى حصن 23 بساحة الشهداء، و كشف محمد عباد رئيس جمعية «مشعل الشهيد» عن اقتراح ستقدمه الجمعية والمجاهدون لولاية الجزائر من أجل إقامة نصب تذكاري ومعلم تاريخي يخلد تضحيات شهداء المهجر، وهذا بمناسبة الذكرى ال 55 لليوم الوطني للهجرة.