نجحت سلسلة الرسوم المتحركة البريطانية "شون دي شيب" في خطف الأضواء من أفلام الكارتون حتى ذات الشهرة العالمية الأسطورية ك"طوم آند جيري"و عائلة "سيمسون"...و غيرها من السلسلات الناجحة التي عادة ما تكون من إنتاج أمريكي أو فرنسي. "شون دي شيب" السلسلة الكارتونية التلفزيونية التي كان نيك بارك و جورج مايكل وراء ميلادها عام 2007 بقناة "بي بي سي" تبعتها قناة "تي أف 1" الفرنسية و برواجها المبهر في العالم الغربي قامت قناة "أم بي سي 3" المخصصة للأطفال بعرضها منذ أكثر من سنة، و هو ما ساهم بشكل جلي في نجاحها في العالم العربي، حيث أكد المتابعون نجاحها من خلالها تزايد الطلب على الدمى المجسدة للشخصيات هذه السلسلة و على رأسها "تيمي" الرضيع اللطيف بمصاصته الصغيرة و الكلب الوفي "بيتزر" الذي يتحمل دائما نتائج المقالب المرتكبة من قبل قطيع الخرفان التي تقع باستمرار في مشاكل ناتجة عن تصرفات خرقاء رغم نيتهم الطيبة في أغلب الأحيان. "شون دي شيب" المأخوذ اسمه من أهم شخصية في السلسلة المتحركة "شون" المعروف بفضوله المفرط و دهائه الكبير و قدرته على إقناع الآخرين في إتباع خططه التي تنتهي دائما بمأزق يدفع ثمنه الكلب "بيتزر". و رغم بساطة محاور حلقات السلسلة الموجهة في الواقع للصغار التي لا تتجاوز أعمارهم الست سنوات، إلا أن هذا العمل التلفزيوني نجح في استقطاب اهتمام الكبار الذين لا يملون إعادة متابعة الحلقات المعروضة سابقا و التي يجد فيها بعض النقاد أفكار عميقة مستوحاة من أشهر الأعمال السينمائية نذكر منها على سبيل المثال حالة التشويق على طريقة ألفريد هيتشكوك التي برزت في حلقة "خروف الرعب"(دي ليتل شيب أوف هورور) ...و غيرها من اللقطات التي يرى البعض أن المخرج نيك بارك يستلهم أفكاره من الأعمال العالمية البارزة ، و التي تعكس سر نجاحه في مجال انتاج الأفلام الكارتونية التي حملته إلى مصاف المخرجين العالميين الأكثر تتويجا في المهرجانات السينمائية الدولية، حيث حاز هذا الأخير على أوسكار أفضل فيلم كارتوني قصير عن عمله "كرياترز كونفورتز" عام 1989 ثم أوسكار أفضل رسوم متحركة عن "سروال سيء"عام 1993 تلاه تتويج ثالث بأوسكار أفضل فيلم قصير دائما في مجال الأفلام الكارتونية عن فيلمه "حلق الذقن عن قرب" ثم أوسكار رابع عن "سر الأرنب المستذئب" و أخيرا أوسكار خامس في 2010عن "ساكري بيتران". و مثلما يقول الكاتب والممثل الفكاهي شارلي هيغسون فإن للحس الفكاهي البريطاني جوانب فريدة ، فهي عكس الكوميديا الأمريكية التي تعتمد على إبراز ذكاء الشخصيات المختارة فإن الفكاهة البريطانية تميل إلى تناول شخصيات حمقى تقوم بتصرفات حمقاء، و هو ما أكدته مرة أخرى سلسلة شون دي شيب". مريم/ب