خسر المنتخب الكاميروني نقطتين في السباق المؤدي إلى نهائيات كأس العالم، بتعادله مساء أمس داخل القواعد مع زامبيا، في مباراة كانت نتيجتها مفاجئة بالنسبة للمتتبعين، لأن كل الحسابات الأولية كانت تصب في رصيد «الأسود غير المروضة» لكسب الرهان، سيما بعد عودتها بنقطة ثمينة من الجزائر في جولة الافتتاح، بصرف النظر عن انهزام الزامبيين بملعبهم أمام نيجيريا، لكن كتيبة «الشيبولوبولو» أحسنت إطلاق «الرصاصات النحاسية» لتصطاد «الأسود» في عرينها، وتخطف منها تعادلا مستحقا. اللافت للانتباه أن الجماهير الكاميرونية لم تتوافد بكثرة على مدرجات ملعب مدينة لامبي، وكأنها فقدت الأمل في رؤية منتخبها في المونديال الروسي، رغم عودته بنقطة من الجزائر. إلى ذلك فإن «فيزيونومية» المقابلة أعادت «الأسود» إلى حجمها الحقيقي، لأن منتخب زامبيا أظهر انسجاما كبيرا بين خطوطه الثلاثة، وكان أكثر حضورا، خاصة على مستوى منطقة وسط الميدان، كما أن تشكيلة المدرب ويدسون نيراندا لعبت متحررة من جميع الضغوطات، ما ساعدها على الظهور بمستواها المعهود، ولو أن حنكة الحارس كينيدي مويني ساهمت بقسط كبير في إعطاء زملائه المزيد من الثقة بالنفس، لأنه كان بمثابة الجدار الزامبي الذي تحطمت عنده الهجمات الكاميرونية. من جهة أخرى كانت المباراة عبارة عن صراع تكتيكي بين المدربين بروس ونيراندا، لكن لمسة المدرب الزامبي كانت واضحة، بفضل «المهندس» كالابا، الذي كان صانع الخطر بتوغلاته على الجهة اليمنى للدفاع الكاميروني، قبل أن يصنع هدف السبق في الدقيقة 34، إثر تنفيذ مخالفة بطريقة ذكية و سريعة، مرر من خلالها الكرة إلى زميله مبيسوما، الذي كان متحررا من المراقبة داخل منطقة الجزاء، فأسكن الكرة في شباك الحارس أوندوا. هذا الهدف أخلط حسابات مدرب الكاميرون هيغو بروس، مما جعله يراهن على الفرديات في محاولة لفك شفرة الدفاع الزامبي، لتعرف اللحظات الأخيرة من المرحلة الأولى إعلان الحكم السنغالي مالانغ ديدييه عن ضربة جزاء للكاميرونيين، إثر إصطدام الكرة بيد الظهير الأيمن لمنتخب زامبيا سانزو داخل منطقة العمليات، و هي الركلة التي تولى تنفيذها بنجاح المهاجم فانسون بوبكر، معدلا النتيجة. الشوط الثاني من المباراة كان بمثابة معركة تكتيكية، لأن رمي «الأسود» بكامل ثقلها في الهجوم بحثا عن التفوق قابله تراجع الزامبيين كلية إلى الدفاع، مع تشكيل جدار موزع على شطرين لسد كل المنافذ المؤدية إلى الشباك، في الوقت الذي لعب فيه الحارس مويني دورا كبيرا في المحافظة على التعادل، كونه أنقذ مرماه من 3 أهداف محققة في الدقائق الخمس الأخيرة، لتنتهي المقابلة بتعادل مكن «الشيبولوبولو» من ضخ أولى النقاط في الرصيد، بعد تصنيفه في خانة الحلقة الأضعف في «مجموعة الموت»، في حين خسرت «الأسود الجموحة» نقطتين قد يكون وزنها كبير في الحسابات الفاصلة في مصير التذكرة المؤدية إلى روسيا عبر بوابة الفوج الثاني.