مسرحية "قف: حدود " تصمد وراء الحاجز " قف: حدود" مسرحية لتعاونية فنون من عنابة، أبهرت الجمهور القسنطيني لدى عرضها في المهرجان الوطني للمسرح بما قدمه الثنائي فتيحة سلطان وعبد الرحمن جموعي في مونولوج مثير اختصر المسافة الزمنية بين الخروج والانتظار وراء الحاجز وحالة الترقب بترنيمة رددتها الممثلة بحب صوفي للريح العابر للقارات والطير العابر للحدود في ايحاء للحرية المغيبة. نص عمر فيطموش ألهم المخرج كمال كربوز في ابداع عرض مسرحي هز أركان الركح، بحكاية تبدأ على الحدود وتنتهي وراء الحاجز الذي يقف في محيطه الممثلين فتيحة سلطان وعبد الرحمن جموعي. السهرة الثالثة من الأيام القسنطينية للمسرح المحترف التي يحتضنها المسرح الجهوي كانت حبلى بالاشارات والرسائل المتعددة التي حملتها مسرحية "قف حدود" حيث فضحت السلوكات البيروقراطية التي يعانيها المواطن، وقدمت نقدا لاذعا لبعض المشرفين على أحوال الناس. يرفع الستار على ظلام يعم المكان تناثر بين أركان ديكور بسيط. حسينة تريد عبور الحدود للالتحاق بأبناء اختها حنيفة، ومبارك عون أمن الحدود يسهر بصرامته على تطبيق القانون،، عدة لوحات يمكن استعراضها من خلال ما كان يدور بين "حسينة" و "مبارك" على الحدود، حيث تحاول المسرحية التركيز على بعض الظواهر التي يواجهها المسافر والتي تحدث لأسباب تافهة أحيانا، فيدخل الناس في متاهة يصعب الخروج منها أو تجنبها. فتيحة سلطان التي لعبت دور حسينة، تحولت من امرأة مغلوبة على أمرها الى شيء آخر حيث مسكت بأحكام على خيوط اللعبة باكتشافها لبعض الأخطاء التي تحدث باسم القانون فيصبح الذي يسهر على تطبيق القانون محل مساومة لكشف تجاوزاته "مبارك" الذي يتمسك بمنصبه ووظيفة لا يريد أن يترك كرسيه، ولكن لايستطيع أيضا أن يخفى الأخطاء المرتكبة من طرفه والتي يدفع ثمنها الآخرون. يتصور الإنسان أنه لن يفقد الامتيازات التي يستفيد منها، ولكن البداية تختصر في النهاية، هذا ما تعرضت له المسرحية حيث أراد المخرج من خلالها أن يقدم العبرة.. وينتهي السرد بمقاطع تشيد بالحرية التي تراها حسينة في الطير الذي يحلق في فضاء مفتوح ولا نهائي صفق الجمهور طويلا لأداء الممثلة فتيحة سلطان التي أكدت اجادتها للأدوار القوية فنالت تحية الجمهور. للإشارة فإن تعاونية فنون أنشأتها الممثلة فتيحة سلطان منذ عام فقط حيث قدمت عرضا بمختلف أنحاء الوطن، وقد حظيت بحفاوة في المنستير بتونس وهذا قبل قيام الثورة بأيام فقط حيث نالت تكريم خاص من طرف مهرجان المنستير، وتأمل فتيحة سلطان أن تتوج مسيرتها المسرحية بعمل تترك فيه بصماتها كما فعلت في هذه المسرحية.