الأولياء يرفضون تحويل التلاميذ إلى رهائن وزارة الصحة: نسبة الاستجابة تتراوح بين 3 و 4 بالمئة أعرب أولياء التلاميذ أمس، عن قلقهم إزاء إصرار النقابات المستقلة تصعيد حركتها الاحتجاجية ومواصلة إضراب الثلاثة أيام المتجددة، الذي يدخل هذا الأربعاء يومه الثالث والأخير، ونددوا باتخاذ التلاميذ رهائن ككل مرة، مطالبين الحكومة باتخاذ الإجراءات المناسبة لتجنب شبح السنة البيضاء. وأكدت رئيسة الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ جميلة خيار، في تصريح للنصر، رفض الأولياء القاطع لاتخاذ التلاميذ رهينة في كل حركة احتجاجية تلجأ إليها نقابات القطاع، وقالت ‹› إذا كان الدستور يكفل حق الإضراب للنقابات فعلى هؤلاء أن يسعوا للحفاظ على حق التمدرس الذي يضمنه الدستور للتلاميذ››، داعية إلى ضمان الحد الأدنى من الخدمة على غرار ما هو معمول به في القطاعات الأخرى، بضمان تقديم الدروس للتلاميذ المقبلين على إجراء الامتحانات الرسمية في نهاية السنة في الأطوار الثلاثة ( السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط وتلاميذ الأقسام النهائية )، مضيفة ‹› لا يعقل أن لا يتم ضمان الحد الأدنى من الخدمة في قطاع التربية دون غيره من القطاعات الأخرى رغم أهميته». وناشدت خياري الحكومة، باسم الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، التدخل واتخاذ الإجراءات الملائمة لكي لا يضيع حق التلاميذ في التمدرس وحتى نتجنب شبح السنة البيضاء في ظل إصرار النقابات على التوجه نحو التصعيد ومواصلة الحركة الاحتجاجية ما لم يلب طلبهم››. من جهته، دعا رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد، إلى تحرك الأولياء من أجل ضمان تمدرس أبنائهم بشكل طبيعي وعدم اتخاذهم كرهائن، وقال للنصر، بأنه سيلتقي أواخر الأسبوع الجاري مع وزيرة التربية الوطنية لتقييم الوضع الناجم عن إضراب النقابات المستقلة في القطاع والبحث عن المخرج المناسب لحالة الانسداد الحالية، التي قال أنها لا تخدم أحدا، مضيفا ‹› سنقيم الوضع وإن وجدنا أن تأثيره محدود سنغض الطرف أما إذا وجدنا أن التأثير معتبر سنصدر بيانا نندد فيه بالنقابات التي أمضت على ميثاق أخلاقيات مهنة التربية التي شاركت في الإضراب››. ميدانيا عرف الإضراب الذي دعا إليه تكتل النقابات المستقلة أيام 21 و22 و 23 نوفمبر الجاري للمطالبة بالتراجع عن قرار إلغاء التقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن خلال يومه الثاني استجابة محتشمة من طرف العمال، عبر مختلف الولايات بل وغاب تماما في عدد من الولايات. ففي العاصمة لوحظ أن الاستجابة لنداء الإضراب في يومه الثاني، كانت ضعيفة سواء على مستوى المؤسسات التربوية أو الصحية، وذلك من خلال جولة قادتنا إلى عدد من المدارس والمتوسطات و الابتدائيات سيما في غربي ووسط العاصمة أين أكدت لنا مصادر متطابقة أن أغلب الأساتذة قد قدموا دروسهم بشكل عادٍ ما عدا البعض المنتمين لنقابة أو نقابات معينة فيما علمنا أن بعض المؤسسات قد جرت بها الدراسة بشكل عاد على غرار متوسطة بن زيني بعين البنيان وابتدائية الواحات شأنها في ذلك شأن متوسطة سعيد بوعنان ببلدية بئر مراد رايس ومتوسطة عبد الرحمن بوساعة بنفس البلدية إلى جانب ابتدائية الواحات بحيدرة. كما اشتغل أساتذة ملحقة متوسطة محمد صحراوي بنفس البلدية فيما سجلنا استجابة محدودة للإضراب بكل من ثانويات حي 1600 مسكن بعين البنيان وعلي شكيري بالشراقة. و في قطاع الصحة واصل ممارسو الصحة العمومية بعديد المؤسسات الجوارية نشاطاتهم بشكل عاد في حين شهدت العيادتان المتعددة الخدمات بكل من القبة وسيدي يحيى إضرابا مس مصالح جراحة الأسنان، وأكد الدكتور ناصر قريم، مستشار بوزارة الصحة مكلف بالتنسيق بين هذه الأخيرة والشركاء الاجتماعيين، بأن نسبة الاستجابة لنداء التكتل النقابي خلال اليوم الثاني من الإضراب تتراوح بين 3 إلى 4 بالمئة على المستوى الوطني واصفا إياها بالمشاركة التضامنية مع قطاع التربية أكثر منها استجابة لهذا الإضراب». وقال لقد استجاب للإضراب عدد قليل من جراحي الأسنان لم يؤثروا بأي شكل من الأشكال على الخدمة المقدمة إلى المواطن «. وبولاية البليدة كشفت مديرة التربية غنيمة آيت ابراهيم عن نسبة استجابة «ضعيفة» لم تتجاوز 4,60 بالمئة بالنسبة للطورين الثانوي و المتوسط و نسبة ( 0 ) بالمئة بالنسبة للطور الابتدائي. وشهد اليوم الثاني من الإضراب انخفاضا في نسبة الاستجابة بولاية قسنطينة، مقارنة مع اليوم الأول، خصوصا على مستوى الطور الثانوي، بعد أن تخلى عدد من الأساتذة عن خيار الاحتجاج. وأشارت مديرية التربية للولاية إلى أن نسبة الأساتذة المضربين في اليوم الثاني بلغت 11 بالمئة، بعد أن كانت يوم أمس الأول 18 بالمئة، ويرجع الانخفاض إلى عودة عدد كبير من أساتذة الطور المتوسط إلى أماكن عملهم في اليوم الثاني، حيث لم تتعد نسبة المضربين 13,5 بالمئة أي بانخفاض قارب 5 في المئة عن اليوم الأول، في حين حافظ الطور الثانوي على نفس النسق تقريبا، من خلال تسجيل نسبة إضراب 17 في المئة، بينما لا يزال معلمو الطور الابتدائي الأقل مشاركة ب 2,5 في المئة فقط. وفي ولاية بسكرة قال منسق الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن نسبة الإضراب بلغت 55 بالمئة، عبر مختلف المؤسسات التربوية، فيما أكدت مديرية التربية أن النسبة لم تتجاوز في اليوم الثاني 10,51 بالمئة في الأطوار الثلاثة، فيما أشارت مصادرنا إلى أن نسبة الاستجابة للإضراب في قطاعات الصحة والتكوين المهني والبلديات تكاد تكون منعدمة ما جعل قطاع التربية يقود حركة الإضراب بالولاية. بولاية سطيف، قال منسق نقابة ‹›إنباف››، طاهر دالي أن نسبة الاستجابة في الطور الثانوي بلغت 64 بالمئة و 78 بالمئة في الطور المتوسط، مقابل نسبة 56 بالمائة في الطور الابتدائي. وفي عنابة قدرت مصادر نقابية، نسبة الاستجابة للإضراب ب 78 بالمئة وبنسب متفاوتة كانت الأكبر في قطاع التربية بنحو84 في المئة، فيما قللت مصادر رسمية من نسبة الاستجابة إلى ما دون 50 بالمئة. أما بولاية برج بوعريريج، فلم تسجل أية استجابة لنداء الإضراب، بعدما كانت تقتصر في المرات السابقة على قطاع التربية، حيث أكدت المديرية الوصية على سير العمل بشكل عادي عبر كامل المؤسسات التربوية. تجدر الإشارة إلى أن التكتل النقابي قدم كعادته نسب استجابة مرتفعة، من بينها ( قطاع التربية 64,80 بالمئة، الممارسون الطبيون 60,43 بالمئة، التكوين المهني 55 بالمئة وموظفو البلديات 64 بالمئة).