توقيف 33 شخصا من الطائفة الأحمدية بسطيف شرع صبيحة أمس قاضي التحقيق لدى محكمة سطيف، في استجواب 33 شخصا ثبت بأنهم ينتمون إلى طائفة الأحمدية، تتراوح أعمارهم بين 25 و 50 سنة، من بينهم موظفون وطلبة جامعيون وأصحاب مهن حرة وبطالون، يتزعمهم شاب يدعى (ق.و) البالغ من العمر 36 سنة، وينحدر من مدينة العلمة شرق سطيف. و تم توقيفهم قبل أيام من طرف مصالح الضبطية القضائية لأمن ولاية سطيف، ووجّهت لهم تهم، تتمثل في الانخراط في جماعة متطرفة ومحاولة إفساد الدين، وجمع تبرعات وأموال دون ترخيص من السلطات المختصة و توزيع مناشير تحريضية. و بحسب مصادر موثوقة، فقد تمت الإطاحة بهم في مكان إقامتهم لشعائرهم بشقة تقع بحي 600 مسكن بقلب مدينة سطيف، وتعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها من حيث عدد الموقوفين في الوطن، بعد ضبط 21 شخصا بولاية سكيكدة، ومريدين آخرين للأحمدية على مستوى ولايات المسيلة، قسنطينة و ميلة. وأشارت مصادرنا إلى أن وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، أصدر في وقت سابق قرارا باقتحام وتفتيش الشقة المذكورة، إثر الاشتباه في بعض المرتادين عليها في التخطيط لعمليات إرهابية، بعد أن لاحظ سكان العمارة حركة مشبوهة، خاصة خلال نهاية الأسبوع وتحديدا يوم الجمعة. و قامت مصالح الأمن باقتحام الشقة حيث تم ضبط 12 شخصا، قبل توقيف جميع العناصر، الذين اتضح بأنهم ينحدرون من مختلف مناطق الولاية، على غرار بلديات عين ولمان، عين آزال، بوقاعة، عين الروى، العلمة، تاشودة، سطيف، عين أرنات، حمام السخنة وغيرها. و ثبت بأنهم يقصدون الشقة المذكورة، من أجل ممارسة طقوس مذهب الأحمدية بشكل سري، وأداء صلاة الجمعة بالتواصل مع "أمير المؤمنين" الباكستاني الأصل المقيم بمدينة لندن البريطانية، والاستماع إلى خطبة يبثها على مرتاديه عبر مختلف أصقاع العالم، باللجوء إلى الأجهزة الإلكترونية المتطورة، على غرار اللوحات الإلكترونية وكذا الربط عن طريق الانترنت، إضافة إلى تتبع التوجيهات التي تبثها قناة فضائية عبر قمر نيل سات، مع ارتدائهم لألبسة خاصة وإتباعهم طقوس مميزة. وأشارت ذات المصادر، إلى أن مصالح الأمن، ضبطت مبلغا ماليا قارب 12 مليون سنتيم، إضافة إلى مبلغ مالي آخر بالعملة الصعبة "الأورو" يقارب 3 ملايين سنتيم بالعملة الوطنية، مع ضبط العديد من عقود الرهن والتنازل عن الملكية، و التي تعد بمثابة اشتراكات شهرية، متفاوتة حسب المكانة الاجتماعية وثروة المريد، على غرار رهن منزل بمدينة العلمة وكذا قطع أرضية تقع بأنحاء مختلفة بالولاية، من طرف متتبعي مذهب الأحمدية، إذ يشترط على المنتسب تقديم الأموال أو ممتلكات عقارية قصد وقفها لفائدة "أمير المؤمنين". كما ضبطت نفس المصالح مناشير متنوعة تدعو إلى اعتناق المذهب الجديد، إضافة إلى مصاحف محرفة ورقية وإلكترونية. تبقى الإشارة أن مصالح الأمن، أعدت ملفا ثقيلا ضد مريدي الأحمدية بسطيف، وقد أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، بإخلاء سبيلهم مع توجيه استدعاءات مباشرة، قصد مواصلة التحقيق من طرف الجهة القضائية التي ستحاول التعمق في الملف وتطبيق القوانين، كما قامت بتوجيه استدعاء لممثل عن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية سطيف وممثل عن مديرية الثقافة، إضافة إلى ممثل عن الولاية، قصد تأسسهم كأطراف مدنية أمام العدالة في انتظار انتهاء التحقيق ومثول المتهمين أمام محكمة الجنح لنفس الجهة القضائية خلال الأيام المقبلة.