الجنوب وجهة الجزائريين المفضلة لقضاء رأس السنة تضاعف الطلب على قضاء عطلة رأس السنة بمدن الجنوب حسب عدد من أصحاب وكالات السياحة و الأسفار بقسنطينة، الذين أكدوا انتعاش السياحة الداخلية و بشكل خاص نحو الجنوب، و ارتفاع نسبة الحجوزات لأجل زيارتها من صفر بالمائة في السنوات الماضية إلى أكثر من 90بالمائة هذه السنة، مشيرين إلى احتدام التنافس بين الكثير من الوكالات لاستقطاب الزبائن الراغبين في اكتشاف سحر الصحراء الجزائرية و واحاتها المغرية، سيّما بعد تراجع الطلب على بعض الوجهات المفضلة و المعتادة لدى الكثيرين و على رأسها تركيا، تونس، و كذا دبي وذلك بنسبة تتراوح بين 20 و 50بالمائة عما كانت عليه من قبل. لم تعد اسطنبول أو تونس أو مدينة الجن والملائكة ولا حتى دبي أو إسبانيا مقصد ميسوري الحال من الجزائريين لقضاء رأس السنة مثلما كان التردد قبلا في مناسبة مماثلة، بعد أن اختار الكثيرون تغيير وجهتهم هذه السنة نحو الجنوب مثلما ذكر عدد من مسيري وكالات الأسفار الذين أجمعوا على تصدر الجنوب لقائمة الوجهات الأكثر طلبا لقضاء «الريفيون» في سابقة لم تسجلها وكالاتهم من قبل على حد تعبير بعضهم. تركيا تفقد الصدارة و باريس حكر على الطبقة البرجوازية و ذكر نذير بلحاج مصطفى المدير العام لوكالة «نوميديا ترافل سرفيس» المعروفة بتنظيم رحلات خارجية نحو مختلف الوجهات الدولية، بأن مؤشر الطلب على الحجوزات نحو بعض مدن الجنوب كتميمون و جانت و تمرانست و وادي السوف تاغيت و غيرها ارتفع من صفر بالمائة في السنوات الماضية إلى أكثر من 90بالمائة هذه السنة، سيّما من قبل المغتربين و المهاجرين و حتى السياح الأجانب، فضلا عن السياح الداخليين، موعزا ذلك إلى عديد العوامل أهمها التطوّر المحسوس في هياكل الاستقبال و التحفيزات و الامتيازات التي وفرتها بعض المؤسسات و على رأسها شركة الخطوط الجزائرية التي حفز قرار تخفيض سعر تذكرتها نحو الجنوب بنسبة 50بالمائة، الكثير من العاملين في مجال السياحة إلى اقتراح و تنظيم جولات منظمة نحو الجنوب و التي لاقت إقبالا ملفتا لم يسبق تسجيله من قبل حسبه، مضيفا بأن الكثير من الزبائن أعربوا عن حماسهم و رغبتم في اكتشاف سحر المناظر الطبيعية في عمق الصحراء. و أضاف في سياق متصل بأن الطلب على الوجهات التي خطفت اهتمام و فضول الجزائريين لسنوات متتالية تراجع بنسبة 30بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، كما هو الشأن بالنسبة لتركيا، مستشهدا بوكالتهم التي خصصت 60تذكرة فقط، لم يتمكنوا حتى الآن من بيعها كلها، في حين أن الحجزات في السنوات الماضية كانت تنفذ في وقت قياسي رغم تجاوز عددها ال 120تذكرة كأدنى، و نفس الشيء بالنسبة للمغرب و تونس. الأزمة المالية تغيّر حسابات الجزائريين و تحدث آخرون عن الأزمة المالية و كذا الأحداث السياسية و الأمنية في الخارج التي رمت بظلالها على قطاع السياحة و تسببت في تخلي الكثيرين عن عادة الاحتفال برأس السنة خارج الوطن، حيث ذكر أحد العاملين بوكالة في قلب المدينة بأن دبي التي تصدرت قائمة الوجهات المفضلة عند الجزائريين الميسورين في السنوات الأربع أو الست الأخيرة تراجع الطلب عليها بقرابة 20بالمائة فيما تقلص حظ تركيا بنسبة 50بالمائة و نفس الشيء بالنسبة لتونس و المغرب و إسبانيا و هو ما أكده أيضا السيد عزي بوكالة «أفريكا تور» الذي أكد بأنه رغم تزايد العروض المغرية من حيث التخفيضات على مستوى تكاليف السفر و الإقامة بتونس التي و إن بقيت تتصدر قائمة الوجهات المطلوبة على مستوى وكالتهم، لم تنجح في جذب السياح بنفس الأعداد الهائلة التي سجلتها من قبل، بل انحدر مؤشر الإقبال بنسبة 50بالمائة هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية حسبه، رغم التخفيضات المغرية المقترحة حيث لم تتجاوز تكاليف السفر و الإقامة بفندق من أربعة نجوم مع ضمان مأدبة عشاء و حفل نهاية السنة بكل من الحمامات و سوسة 22000دج، مضيفا في سياق متصل بأنهم اضطروا للتخلي عن حصة من الحجوزات المسبقة نحو تركيا بسبب الأحداث الأخيرة. و اعتبر صاحب وكالة أخرى بأن مساعي الدولة في إنعاش السياحة الداخلية و إعادة تهيئة الكثير من هياكل الاستقبال بالكثير من مدن الجنوب سّيما بالمناطق الأكثر استقطابا للسياح ساهمت بشكل كبير في تحفيز المواطنين على تبني السياحة الداخلية، خاصة بعد مبادرة الخطوط الجوية الجزائرية على تخفيض سعر رحلاتها نحو الجنوب، مما منح الفرصة للكثير من الراغبين في زيارة واكتشاف سحر الصحراء من تحقيق حلمهم هذه السنة، مؤكدا بأن حصص الحجوزات للمشاركة في الجولات و الرحلات المنظمة المقترحة من قبل العديد من الوكالات نفذت في وقت قياسي، خاصة نحو تمنراست و جانت و تميمون و كذا وادي السوف التي تدعمت مؤخرا بمركب سياحي مهم قال أن الكثير من الزبائن فضلوا تغيير وجهتهم بفضل ضمانهم للإقامة و الخدمات الجيدة في مثل هذه الهياكل السياحية التي شكل نقصها بل انعدامها نقطة سوداء في قطاع السياحة و حال دون التمكن من استقطاب السياح سواء الخارجيين أو الداخليين. كما تغيبت التخفيضات هذه السنة عن العديد من الوكالات السياحية التي تنقلنا إليها التي تقوم بها عادة نهاية كل سنة، و التي ينتظرها عادة المواطن الجزائري بفارغ الصبر ويؤجل الحجز إلى آخر الأيام ، غير أن الأمر لم يكن ممكنا نحو الكثير من الوجهات التي حافظت على نفس أسعار السنة الماضية تقريبا و التي تراوحت بين 13 و 17مليون سنتيم فما فوق نحو دول الخليج لمدة إقامة لا تزيد عن الخمسة أيام حسب عدد ممن تحدثنا إليهم «و بين 7 و 12 مليون سنتيم نحو تركيا، لكن يبقى أبناء الطبقة البرجوازية يفضلون قضاء «الريفيون» بفرنسا». و إن كان هناك تباين واضح من وكالة إلى أخرى صعب معه تحديد الوجهة الأولى و المفضلة من قبل الجزائريين فإن أغلب الوكالات التي زرناها أكد أصحابها أو العاملين بها بأن طلب زيارة الجنوب شهد ارتفاعا غير مسبوق هذه السنة مثلما ذكرت موظفة بمؤسسة التسيير السياحي بشرق البلاد التي أكدت تزايد استفسار الزبائن عن خطوات الحجز و الاستفادة من الجولات نحو الجنوب رغم أن وكالتهم غير معنية بذلك، و نفس الشيء أكدته موظفة بوكالة «بلارة» للأسفار التي أردفت بأن المغرب و تركيا لا زالتا تتصدران قائمة الوجهات المطلوبة بوكالتهم و بأن الأحداث و الواقع الأمني بتركيا لم تؤثر على اختيارات زبائنهم ، كما لم يسجلوا أي تغيير أو إلغاء لأي من الحجوزات حسبها.