وزارة الثقافة ستتكفل بطبع كل أعمال الطاهر بن عيشة و إطلاق اسمه على مؤسسة ثقافية كشف وزير الثقافة، عزالدين ميهوبي، أمس أن وزارة الثقافة ستتكفل بطبع كل أعمال الصحفي والكاتب والمفكر الراحل الطاهر بن عيشة، وكذا إطلاق اسمه على مؤسسة ثقافية مستقبلا. أحيت المكتبة الوطنية بالعاصمة أمس الذكرى الأولى لرحيل الكاتب والصحفي الطاهر بن عيشة، بحضور وزير الثقافة عزالدين ميهوبي وجملة من رفقاء المرحوم ومن عرفوه من كتاب وصحفيين ومثقفين. وأكد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي في كلمة له بالمناسبة أن الوزارة قررت تبني طبع جميع أعمال الراحل، وإطلاق اسمه على مؤسسة ثقافية، وهو أقل ما يمكن أن يكرم به مثقف موسوعي بحجم الطاهر بن عيشة، ومعلوم أن أغلب أعمال الراحل غير مطبوعة وهي مسجلة. ووصف وزير الثقافة المرحوم ب"فلتة" في حياتنا الثقافية، وبالمثقف الموسوعي الذي لا يتبدل، وقال أنه يتميز بالقدرة على السجالات الطويلة والعميقة والتعاطي مع الثقافة من جوهرها وتنوعها، وكان يجيد اكتشاف المواهب وتوجيهها التوجيه الصحيح حيث تلقى النجاح. من جانبه قال الصحفي والكاتب محمد بوعزارة إن الطاهر بن عيشة يعد من أبرز وأشجع الصحفيين و أكثرهم وطنية، ومنذ أن عرفه لم يتغير ولم يتبدل، وكان يعتبر أبا ذر الغفاري نموذجه في الدفاع عن المستضعفين في العالم، كما كان يقدم ثلاثة برامج في الإذاعة أسبوعيا، أبرزها "نافذة على إفريقيا" و"صوت العمال"، وقلة قليلة من الصحفيين من يستطيع تقديم و إعداد ثلاثة برامج أسبوعيا. ويضيف بوعزارة أن الراحل كان صاحب نقاش رفيع وكان يخوض معارك كبيرة للدفاع عن اليسار، وقد قام بأبحاث كثيرة عن الإسلام في الأندلس، وفي إفريقيا وكذا في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا، في وقت كان من الصعب على أي كان الحديث عن المسلمين في الاتحاد السوفياتي. في جانبه النضالي أبرز بوعزارة أن الطاهر بن عيشة عرف بعض رموز الثورة التحريرية على غرار عباس لغرور ومصطفى بن بوالعيد، وقال إنه في الثامن أكتوبر من العام 1954 قام هو وصديقه عبد الكريم هاني بحرق محل أحد اليهود المعروفين بوقوفهم مع المستعمر الفرنسي في العاصمة، ويكفي الطاهر بن عيشة أنه نال شهادة الراحل عبد الحميد مهري. ومن بين الذين قدموا شهاداتهم عن المرحوم الوزير الأسبق لمين بشيشي الذي قال أنه كان رئيس تحرير أول مجلة للإذاعة والتلفزيون، مجلة "الأثير"، و أضاف أن مكتبته كانت تشبه مكتبة الجاحظ، أما الإعلامي خليفة بن قارة فقال أنه عصي عن الانحراف والرشوة، وكان يؤمن بثقافة الأغلبية وهو اليساري المسلم، كما قدم العديد من الإعلاميين الذين عرفوه شهادات أخرى عن حياته ونضاله و كتاباته.