مدافئ كهربائية وأجهزة تشتغل بالمازوت لمواجهة موجة البرد شرعت وزارة التربية الوطنية عن طريق مديرياتها الولائية في اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية لمعالجة نقص التدفئة على مستوى عدد من المؤسسات التعليمية، تزامنا مع اشتداد موجة البرد بأغلب المناطق، عن طريق تزويدها بمدافئ كهربائية وأخرى تشتغل بالمازوت، مع التنسيق مع البلديات لإصلاح أجهزة التدفئة المعطلة بالمدارس الابتدائية. أكد المكلف بالإعلام بوزارة التربية الوطنية «لمين شرفاوي» أن وزيرة القطاع «نورية بن غبريط» وجهت تعليمة صارمة لمدراء التربية على مستوى الولايات، للتكفل بصفة مستعجلة بالتدفئة تحسبا لفصل الشتاء فور انطلاق الموسم الدراسي الجاري، عن طريق التنسيق مع الولاة والمصالح البلدية لإصلاح الأجهزة المعطلة واستبدال القديمة بأخرى جديدة، حتى لا يتضرر التلاميذ من موجة البرد التي تخص المناطق الداخلية على وجه الخصوص، على غرار ما تشهده هذه الأيام من تساقط كثيف للأمطار والثلوج وانخفاض محسوس في درجات الحرارة. وأوضح المصدر أن السبب الرئيسي لانعدام التدفئة ببعض المؤسسات التعليمية، يكمن في عدم ربطها بعد بشبكة توزيع غاز المدينة، وأيضا في تعطل الأجهزة بسبب ضعف عملية الصيانة، وإلى غاية معالجة هذه الإشكالات تم اتخاذ قرارات استعجالية باقتناء أجهزة تدفئة كهربائية، و أخرى تشتغل بالمازوت لتدفئة الأقسام بصفة مؤقتة، إلى حين معالجة المشكلة من جذورها، موضحا أن التنسيق مع السلطات المحلية مستمر، على رأسهم الولاة الذين يعملون باستمرار مع مدراء التربية لتوفير الظروف الملائمة لتمدرس التلاميذ، خاصة في مثل هذه الظروف القاسية. كما تجتهد جمعيات أولياء التلاميذ من جانبها لإيصال معاناة المدارس الابتدائية المتضررة من قلة التدفئة إلى المصالح البلدية، للتكفل بها فورا، مع العمل على جمع الإعانات والمساعدات بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في هذا المجال، للمساهمة في تجهيز المؤسسات التعليمية بالمدافئ، على غرار ما قامت به الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ بإحدى بلديات ولاية البليدة، وهي بلدية أولاد سلامة التي زودت بفضل تضامن الأولياء بالمدافئ مع إصلاح زجاج النوافذ، وفق ما أعلن عنه مسؤول التنظيم «خالد احمد»، الذي حمل مسؤولية نقص التدفئة بالإكماليات و الثانويات لمدراء هذه المؤسسات التعليمية وكذا للمقتصدين، الذين تقاعسوا حسب تقديره عن التنسيق مع البلديات وممثلي أولياء التلاميذ لإيصال هذه المشاكل إلى السلطات المحلية، أي البلديات والولاة للتكفل بها، عن طريق اقتناء أجهزة تدفئة جديدة، وإصلاح المدفئات المعطلة، إضافة إلى توفير مادة المازوت لتشغيل هذه الأجهزة، بهدف تحسين ظروف تمدرس التلاميذ، خاصة في المناطق البعيدة، كاشفا أن وزارة التربية تخصص سنويا مبالغ مالية لكل مؤسسة إكمالية وثانوية لتوفير التدفئة، في حين تقع مسؤولية الابتدائيات على البلديات.وحصرت جمعية أولياء التلاميذ أسباب معاناة بعض المؤسسات التعليمية من قلة التدفئة، في نقص عمليات الصيانة، نظرا لانعدام الخبرة لدى العمال المهنيين المكلفين بهذا الجانب، لكون معظمهم وظفوا في إطار تشغيل الشباب، إلى جانب اهتراء بعض الأجهزة التي لم يتم تجديدها منذ سنوات، فضلا عن نقص الربط بشبكة توزيع الغاز، مؤكدا أن الكثير من المدارس تم تدعيمها بالمدافئ فور إنجازها، غير أنها ما تزال تنتظر أن يصلها غاز المدينة لتشغيلها، وأن وزارة التربية طالبت بتزويدها بتقارير مفصلة فيما يخص هذا الموضوع.ومن المزمع أن تعقد وزيرة القطاع في غضون هذا الشهر، اجتماعا مع ممثلي أولياء التلاميذ، الذين وضعوا مشكل التدفئة في مقدمة الملفات التي سيتم طرحها على المسؤولة الأولى للقطاع، للمطالبة بحلول عاجلة سواء بتزويد كافة المؤسسات المعنية بأجهزة جديدة أو صيانة المدافئ المعطلة، وأفاد من جانبه رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ «علي بن زينة» في تصريح «للنصر» أن نقص التدفئة يطرح بحدة في الأحياء الجديدة، نتيجة عدم ربط المؤسسات التعليمية الموجودة بها بشبكة الغاز، كما أن أصل الأزمة في كثير من المؤسسات هي في الواقع عبارة عن أعطاب بسيطة أصابت أجهزة التدفئة دون أن يتم إصلاحها، إلى جانب صعوبة إيصال صهاريج الغاز إلى المناطق البعيدة والوعرة في فصل الشتاء، بسبب طبيعتها الجبلية، مما يحول دون تزويد الكثير من المؤسسات التربوية بالغاز أو المازوت لتشغيل هذه الأجهزة.