الرجل الأزرق يصعد إلى أعالي الصنوبر البحري احتلت الصناعة التقليدية والحرف حيزا هاما في الصالون الدولي ال12 للسياحة والأسفار الذي أحتضنه قصر المعارض بالصنوبر البحري من 18 إلى 21 ماي الجاري. المنتوجات التقليدية لم يحملها الحرفيون فقط، بل أيضا كانت حاضرة بشكل ملفت في الأجواء التي بعثتها الفرق الفولكلورية القادمة من الطاسيلي والأهقار حيث كان جناح "الرجل الأزرق" مغريا وجذابا، يرد بالإمزاد على الطقطوقة التونسية التي حاولت التفنن براقصاتها للفت الأنظار اليها.. يستقبلك المعرض بكرم الضيافة الصحراوية فلا تدخل الأجنحة قبل أن تطوف حول الخيم المنصوبة في باحة القصر بشكل قرى صحراوية منثورة فوق تلال الرمال ولن تغادر دون أن تتناول كوب شاي من براد يأخذ حرارته من جمرات متقدة يعرف الرجل الأزرق كيف يحافظ على التهابها طوال اليوم بين الرواق والرواق تدخل تفاصيل المهنة مع حرفيات مبدعات جيء بهن من أقصى الصحراء كسفيرات لتراث الطاسيلي ناجر والأهقار وتيميمون وإيليزي... إنهن صانعات الحلي ماهرات في تطويع النحاس والفضة بين أنامل لا تعرف الخطأ. تستوقف الزوار لافتة كبيرة كتب عليها "مدن وحضارة" ومن بابها الأرحب تدخل عالما آخر، عالم التراث والتقاليد والعادات التي تشكل الموروث الثقافي لمختلف جهات الوطن. ولا أبالغ إذا قلت أن جناح الصناعات التقليدية والحرف قد وجد صدى كبيرا بين زوار قصر المعارض، وحتى المحترفين السياحيين يقصدونه لمعرفة إمكانيات السياحة في البلاد وتقديم صور عنها لزبائنهم من السواح الأجانب، قال لنا صاحب وكالة سياحية إن العمل متكامل بين محترفي السياحة ونفس المبدأ وجدناه لدى الفنانين الذين يبهرون السواح بالتحف الفنية التي يبدعون فيها ويبصمون فيها بطابع المنطقة التي ينحدرون منها لتبقى الذكرى قائمة أينما حلوا وأرتحلوا. إن صالون السياحة والأسفار (سيتاف) بعث في طبعته ال12 حوارا جديا بين الفاعلين في مجال السياحة وفتح أمامهم فضاء مغريا ظل في الطبعات السابقة مهملا وإن كان الكل يعرف ماذا تمثل الصناعة التقليدية والحرف بالنسبة للسياحة والسواح. ينتشر العارضون أمام أجنحتهم نساء ورجالا بألبستهم التقليدية التي تميز المنطقة التي جاءوا منها وينخرطون في أشغال يدوية بعضهن منهمكات في طهي الأكلات التقليدية التي تقدم للزائرين والبعض الآخر منهمكا في صنع بعض الأدوات الخشبية والفضية ولا يخرج الزوار إلا وهم يحملون بعض الهدايا التي إقتنوها من رحلة سياحية افتراضية حققها لهم (سيتاف ال12) الذي لخص موسم 2011 في شعار كبير "الترقية السياحية للمناطق".