وزارة الصناعة تقرر فتح مركب الخميرة بقالمة بشراكة تركية علم أمس الثلاثاء من مصادر رسمية بأن وزارة الصناعة قد قررت إعادة فتح مركب الخميرة المغلق بقالمة منذ 8 سنوات بسبب الإفلاس الناجم عن تراجع الإنتاج و منافسة المنتوج الأجنبي، الذي سيطر على السوق الوطنية و اكتسح الإنتاج الوطني المتمركز بمصنع وادي السمار و مصنع بوشقوف بقالمة. و أضافت نفس المصادر بأن قرار وزارة الصناعة جاء عقب نجاح المفاوضات مع المجمع التركي "كاريبوغلو" الرائد في إنتاج الخمائر بتركيا، الذي أبدى رغبته في استغلال المركب الضخم و دخول مجال الاستثمار في إنتاج هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع بالجزائر. وقد زرا وفد من المجمع التركي ولاية قالمة مؤخرا و قام بمعاينة المصنع المغلق و أبدى استعداده الكامل لتجسيد اتفاق الشراكة على أرض الواقع، و المساهمة في وضع حد لأزمة مالية معقدة أدت إلى إغلاق المصنع وتسريح العمال وتحويل عملاق صناعة الخميرة بالجزائر إلى هيكل مهجور، رغم توفره على تجهيزات متطورة كلفت خزينة الدولة مبالغ كبيرة من العملة الصعبة. وستتولى الشركة التركية "باكامايا" التابعة للمجمع التركي العملاق "كاريبوغلو" عملية بعث الإنتاج من جديد بالشراكة مع المجمع العمومي "آغروديف" ممثل الطرف الجزائري في عملية الشراكة التي يعول عليها كثيرا لإحياء صناعة الخميرة في الجزائر و وضع حد للاستيراد الذي يكلف الدولة نحو 130 مليون دولار سنويا. و لم تتوقف جهود البحث عن شريك وطني و أجنبي لإعادة فتح مركب الخميرة المغلق بقالمة لكن هذه الجهود لم تثمر طيلة 8 سنوات و كان المجمع الفرنسي "لوسافر" آخر المنسحبين من شراكة فاشلة بمصنعي واد السمار و بوشقوف سنة 2009 تاركا عمالا مشردين يعانون من البطالة و تجهيزات عرضة للتدهور. و لم يبق بمصنع بوشقوف سوى 15 عاملا يشكلون فريقا للحراسة و حماية المركب الذي يحتوي على تجهيزات متطورة كانت تستعمل في إنتاج أجود أنواع الخميرة بالجزائر قبل انفتاح السوق على الاستيراد المكثف الذي دمر الإنتاج الوطني و استنزف القدرات المالية الوطنية على مدى التسع سنوات الماضية. وكان النائب إسماعين قوادرية الذي دافع بقوة عن إعادة فتح مركب الخميرة ببوشقوف بأن وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب قد لعب دورا كبير في تحقيق الشراكة مع الأتراك و إدخالها مرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع، مضيفا في تصريح للنصر أمس بأن سلطات ولاية قالمة قد أنهت كل الاستعدادات الإدارية و التقنية لتسليم المركب للمجمع الجزائري التركي و إعطاء إشارة بدء الإنتاج و توظيف العمالة المحلية التي تعاني من البطالة و تراجع فرص التشغيل بمنطقة بوشقوف الواقعة شرق قالمة. و تستهلك الجزائر نحو 22 ألف طن من الخميرة سنويا و تستورد ما قيمته 130 مليون دولار من منتجات الخميرة الأجنبية، التي غزت السوق الوطنية و دمرت الإنتاج الوطني عن طريق مستوردين كبار يحتكرون سوق الخميرة بالجزائر منذ عدة سنوات.