جيجل تتوشح بألوان النمرة في الذكرى 81 لتأسيسها احتفلت أمس شبيبة جيجل، أو كما تسمى لدى عشاقها بالنمرة بالذكرى 81 لتأسيس النادي، حملت معها تاريخا حافلا بألقاب و بطولات، ونكسات أيضا بعد أن ظل الفريق المحبوب «سجينا» بين صغار الكرة لعقود، يراود عشاقه حلم العودة إلى المكانة الطبيعية بين الكبار. و عرفت معظم بلديات الولاية طيلة الأسبوع المنصرم، تحضيرات اكتست فيها معظم شوارع الولاية ألوان النمرة، كما عرفت شبكات التواصل الاجتماعي، مبادرات لتخليد ذكرى التأسيس. تاريخ الشبيبة الرياضية الجيجلية حافل و طويل، ومن الصعب تلخيصه في صفحات، و مع ذلك بادرت النصر بهذه المناسبة، إلى تسليط الضوء على جزء من تاريخ صانع أفراح الولاية كرويا، عبر محطات عندما قرر رجال بالولاية من المناضلين ضد الاستعمار الغاشم، تأسيس فريق أو جمعية تكون بالدرجة الأولى وسيلة لمناهضة الاستعمار، حمل آنذاك الزي الأبيض. فبتاريخ 12 مارس 1936، تم الإعلان عن ميلاد الشبيبة الرياضية الجيجلية، خلال حفل كبيرا في الولاية، و الذي أعلن خلاله ترسيم اللونين الأخضر و الأبيض للفريق، تمثيلا لألوان الراية الوطنية، لتبدأ قصة و حكاية النمرة مع كرة القدم. و ما تجدر الإشارة إليه، أن أحرج الأوقات التي مرت بها النمرة، هي المرحلة ما بين (1936-1939)، لكن بفضل الدعم المادي والمعنوي، لأغلب سكان جيجل تجاوزت كل تلك المراحل، و في موسم 1939-1940 شاركت النمرة لأول مرة في القسم الأول رفقة سبعة فرق، وهي شبيبة سكيكدة، مولودية الجزائر، وفاق القل، شبيبة تيارت و غالي معسكر، واحتلت المرتبة الثالثة بعد كل من تيارت و المولودية العاصمية. و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، استأنفت البطولة الوطنية لموسم (1946-1947)، أين وصلت النمرة إلى ذروة تألقها، حيث شاركت في الدور النصف النهائي، و في موسم آخر بلغت الدور ربع النهائي لدوري شمال إفريقيا، و قد ظفرت بهذه الكأس في صنف أواسط. ما يمكن ذكره كذلك، أنه وخلال سنة 1947، تقرر إدخال «اسم الجياسدي» في إحدى محطاته، حيث كانت المشاركة الأولى و التاريخية في كأس شمال إفريقيا للأندية، لأن الفريق كان الممثل الثاني للكرة الجزائرية رفقة اتحاد بلعباس، أين حقق الفريق فوزين، قبل أمن يهزم في الدور نصف النهائي على يد تشكيلة بلعباس بنتيجة (3/2)، بعدما كانت النمرة متقدمة بهدفين لصفر. كما حظيت المواجهة بتغطية لإحدى الصحف الأجنبية، عبر مقال ذكر فيه قوة اللاعبين المحليين للشبيبة سنة 1952، شاركت الشبيبة في نفس الدورة وفاز على الصفاقسي التونسي بنتيجة (4/1)، و الخسارة أمام حمام ليف التونسي. وفي نفس الموسم تمت دعوة النمرة للمشاركة في الكأس المغاربية بالدار البيضاء (المغرب)، أين واجهت فريقا من الدرجة الثانية المغربية. وفي عام 1954 اتخذت إدارة الفريق قرارا جماعيا، وافق عليه المسيرون واللاعبون و حتى سكان الولاية، يقضي بالانسحاب من كل البطولات و التفرغ للقضية الوطنية، و الثورة التحريرية التي شارك فيها 7 لاعبين، نذكر منهم فرقاني و لهتيهت و حجاج. بعد الاستقلال حقق الفريق الجيجلي صعودا تاريخيا إلى القسم الوطني الأول، لأول مرة في تاريخ النادي، وذلك خلال الموسم 1968-1969، بعد معاناة دامت أربع سنوات في الأقسام السفلى، أين كان القسم يضم 12 فريقا، أنهى خلاله النادي المحلي البطولة في المرتبة السابعة، بعد وصوله إلى الدور ربع النهائي في كأس الجمهورية، و انهزم أمام نصر حسين داي بنتيجة (2/1)، لكن سنة 1970 تراجع الفريق في الترتيب، ورغم ذلك يعتبر موسما خاصا، استفاد النادي من تجربة تكوينية متميزة. و ظلت الشبيبة الجيجلية مدة عامين في قسم الأضواء، قبل النزول خلال موسم 1970-1971، لكن بعد موسم واحد فقط، حققت الصعود مرة أخرى إلى القسم الأول، و تحدت كل العوائق التي واجهتها، وبعد عامين آخرين مع أفضل الفرق في البطولة الوطنية الأولى، نزل الفريق مرة أخرى إلى القسم الثالث، و ظل يلعب به إلى غاية موسم 86-87، أين حققت تشكيلة النمرة صعودا رائعا إلى القسم الوطني الثاني. و يُعتبر تاريخ 3 أكتوبر 1966 مأسويا في تاريخ النادي. فحسب روايات متطابقة، تنقل الفريق إلى مدينة وهران لمواجهة المولودية المحلية، أين وقع حادث مرور مميت، ومن بين الأشخاص الذين كانوا في تلك السيارة الرئيس أبركان و نائبه عميرة، و قد ألقى الحادث بظلاله على محيط الفريق لمدة طويلة، إذ يعتبر حسب بعض اللاعبين القدامى، سببا رئيسيا لسقوط الفريق من القسم الأول خلال ذلك الموسم، و ما يتذكره الجميع خطابا ألقاه المرحوم أبركان بمقر الفريق مازال إلى يومنا هذا منقوشا في الذاكرة الجماعية:»نحن من ننتمي إلى الجياسدي و ليست الجياسدي التي تنتمي إلينا». و منذ ذلك الحين عرفت النمرة معاناة كبيرة، انتهت بسقوطها إلى الأقسام السفلى، إلى غاية سنة 2000 أين سقط الفريق إلى القسم الجهوي الأول، و ينشط في الوقت الحالي في بطولة القسم الوطني الثاني للهواة. تأسيس جمعية قدماء اللاعبين للحفاظ على الذاكرة وللحفاظ على تاريخ «النمرة»، تم تأسيس جمعية قدماء اللاعبين، وهو ما أكده رئيس الجمعية رشيد نغيز في تصريح خص به النصر، حيث قال بأن الهدف من تأسيس الجمعية هو الحفاظ على تاريخ الفريق ، و الإبقاء على رسالة حملها 48 شهيدا ممن لعبوا و حملوا ألوان الفريق: «الجمعية تعتبر امتدادا لأجيال حملت مشعل الشبيبة الجيجلية عبر محطات عديدة، كما أنها فتحت الأبواب لتأسيس لجنة الأنصار، وهذا بغرض هيكلتهم وتوعيتهم بالمسؤولية المنوطة بهم، من خلال تقديم النصائح للمناصرين الشبان». و أضاف محدثنا بأنه ورغم ذلك، إلا أنه لا يزال عمل كبير ينتظر الجميع للرقي بالفريق، مشيرا إلى أن أنصار الشبيبة في السنوات القديمة، كانوا يصنعون الفرجة و يسيرون وراء حلم تشريف الألوان في جو عائلي، و كانوا يجسدون الروح الرياضية العالية. وتأسف محدثنا لما أضحت تعرفه الملاعب في الوقت الحالي من عنف، كما تأسف معظم اللاعبين القدماء الذين التقتهم النصر للوضعية الحالية للفريق، حيث أجمعوا كلهم على أنه لابد من التفاف الجميع حول الفريق، إذ يجب حسبهم على الجيل الحالي، أن يتعلم من التجارب الماضية للفريق، و يعمل لتحقيق نتائج إيجابية. رئيس الفريق جمال باعوز لا أسيّر فريقا عاديا بل أحمل تاريخا كرويا على كاهلي قال رئيس شباب جيجل جمال باعوز، بأنه من الصعب أن تكون مسيرا لفريق يحمل تاريخا كرويا، فنظرة الشخص تختلف لما يكون مناصرا و يصبح مسيرا للفريق، كما أن النمرة- كما أضاف- ورغم النتائج المحققة، إلا أنها لا تزال تصنع أفراح الجواجلة. و أشار رئيس الفريق بأنه يحاول في الوقت الحالي العمل على صعود الفريق إلى مستويات أحسن، و فق برنامج محدد، يتطلب الصبر و الالتفاف حول مساعي الإدارة. و قال باعوز بأن مناصري الفريق الجيجلي في الوقت الحالي، يحاولون تقديم أحسن صورة عن الفريق، مؤكدا بأن الظروف تغيرت مع مرور الوقت، إذ تحاول لجنة الأنصار الحالية، جمع الأنصار وفق خطة لتمثيل الفريق أحسن تمثيل بمدرجات مختلف الملاعب. من جهتهم قال ممثلو لجنة الأنصار بأنهم عملوا هذا الموسم، على تجسيد روح رياضية حقيقة عبر المدرجات، و بشهادة مناصري الفرق المنافسة، و قد حاولوا تجسيد رسومات معبرة، و رسائل مختلفة للابتعاد عن العنف، مع إيصال رسائل عبر العالم، حول معاناة أطفال فلسطين، كما ثمنوا المساعي المقدمة من قبل جمعية قدماء اللاعبين لتأسيس اللجنة، و أكدوا بأنه رغم خسارة الفريق في مقابلات عديدة، إلا أنهم لا يزالوا ملتفين حول إدارة الفريق و التشكيلة ، لأن ما يهم الفريق خلال الموسمين القادمين، استقرار الخطة و البرنامج الموضوع للصعود ، و تقديم نتائج إيجابية. للإشارة فإن من يجوب شوارع عاصمة الكورنيش جيجل هذه الأيام، يكون قد لاحظ الرايات واللافتات بألوان النمرة، والمعلقة بمختلف شوارع المدينة، وهذا بمناسبة الاحتفال بالذكرى 81 لتأسيس الفريق.