إختيار الممثلين يتم هاتفيا و مائة مليون مقابل دور رئيسي ترجع الممثلة التلفزيونية فيزية توقرتي تقهقر الإنتاج التلفزيوني الجزائري إلى انتقاء الممثلين الذي يخضع لاعتبارات شخصية و نوعية السيناريو، أكدت بأن أغلب السيناريوهات المقدمة لا تقرأ و يتم الانتقاء وفق أسماء أصحابها، موضحة في حوار خصت به النصر، أنها لم تكن تطمح لولوج عالم التمثيل في الجزائر و دخولها إليه جاء صدفة و تنفيذا لوصية زوجها قبل وفاته. . النصر: ظهورك عبر شاشة التلفزيون كان في البداية من خلال الومضات الإشهارية.. .كيف كان ذلك؟ فيزية توقرتي :بداية ظهوري كانت سنة 2000 من خلال الومضات الإشهارية، و كان ذلك بالصدفة ، حيث تلقيت أول عرض من قبل الجهة المعنية في محل تجاري بينما كنت أقتني مواد غذائية، و قد رفضت في البداية، لكنني قبلت في ما بعد و قد أخبرت آنذاك والدتي فقط ، و لم يكن والدي على علم. لقد اكتشف الأمر بعد مشاهدة الومضة الإشهارية في التلفزيون، و رد فعله كان عاديا و ليس كما كنت أتوقع، و ساهم ذلك في ولوجي عالم التمثيل لاحقا. اختياري لتقديم ومضات إشهارية كان في محل تجاري . قدمت أدوار البطولة في الدراما الجزائرية... بالرغم من أن تجربتك فتية في التمثيل، هلا أطلعتنا على السر في ذلك؟ ظهوري على شاشة التلفزيون كان منذ 15 عاما، لكن دخولي إلى مجال التمثيل كان منذ كنت في 12 من عمري، و عندما تزوجت و انتقلت للعيش رفقة زوجي في عدد من الدول الأجنبية، بحكم أن زوجي دبلوماسي، واصلت هوايتي و قدمت عروضا من نوع المونولوغ في كثير من الدول من بينها ألمانيا و فرنسا. . بعد عودتك إلى الجزائر...كيف كان دخولك عالم التمثيل ؟ دخلت إلى عالم التمثيل صدفة سنة 2002 ، حيث أديت أول دور تلفزيوني في مساري في فيلم لا أتذكر عنوانه، و هو دور امرأة تنجب البنات فقط ، و زوجها يهددها بالطلاق إذا أنجبت خامس صبية. بعد ذلك قدمت دور البطولة في مسلسل «حب و عقاب» للمخرج مسعود العايب في 2012 ، لقد تقمصت شخصية زوجة عاقر تعيش في الخليج العربي، فتطلب عائلة زوجها منه أن يتخلى عنها، ليتزوج من أخرى قادرة على الإنجاب، فتنفصل عنه و تعود إلى بلدها لتجد بأن أختها توفي زوجها و ترك لها ابنة، فأصيبت بحالة اكتئاب فاضطرت هي للتكفل بابنة أختها. بعد ذلك تكتشف بأنها ليست ابنتها بل تبنتها أختها بعد أن دخلت أمها إلى السجن و تركتها هي و أخيها التوأم الذي تكفلت به امرأة أخرى قبل أن يتوفى، و وعندما تكبر الفتاة تتزوج من ابن المرأة التي تكفلت بأخيها المتوفي. الفنانات الجزائريات غير معروفات عربيا . هل كنت ترغبين في ولوج عالم التمثيل؟ في الحقيقة لم أكن أطمح للتمثيل في الجزائر، لأنني كنت أرى ذلك صعبا و يتطلب المشاركة في «كاستينغ» الذي يخضع بدوره للعلاقات الشخصية. لقد دخلت إلى هذا المجال صدفة و ليس بإصرار مني، و ما جعلني أواصل فيه وصية زوجتي ، فقد كان حريصا إلى آخر ساعة من عمره على تحقيق حلمي. . كيف أتيحت لك الفرصة إذن للمشاركة في أول مسلسل درامي ؟ إحدى صديقاتي هي من اقترحت علي المشاركة رفقتها في كاستينغ أشرف عليه المخرج مسعود العايب، فانبهر بأدائي و طلب مني تقمص شخصية سعاد في مسلسل «حب و عقاب» و هو دور البطولة، لأنه وجد أن طبيعة شخصيتي تليق بالدور، فكان اختياري على أساس الأداء. . هل تؤيدين الممثلين الذين يقولون أن الكاستينغ شكلي؟ حقيقة الكاستينغ في فترة معينة كان شكليا، حيث كان اختيار الممثل للدور يتم بالهاتف و بناء على علاقات شخصية، غير أني لاحظت هذا العام بأن الذهنيات تغيرت و أصبح الكاستينغ أساسيا في اختيار الممثلين، هذا بعد تراجع الإنتاج الدرامي. دخولي عالم التمثيل جاء صدفة و تنفيذا لوصية زوجي . نفهم من كلامك أن نجاح العمل الدرامي يتوقف على نجاح الكاستينغ؟ أكيد ، إن نجاح المسلسل الدرامي أو أي عمل تلفزيوني يتوقف على مدى نجاح الكاستينغ، لأن احترام معايير انتقاء الممثلين المناسبين لشخصيات العمل، و توزيع الأدوار على الشخصيات المناسبة ، يضمن بنسبة كبيرة نجاح العمل، لكن الكاستينغ في الجزائر تنقصه بعض المعايير، إذ يجرى في وقت ضيق، و يتفاجأ القائمون على العمل بعد انطلاق التصوير بأن الممثل لا يليق بالدور، و لا يمكنه الاندماج مع شخصيات العمل الأخرى، و يكون حينها الوقت قد مضى و العقد قد أبرم ، ما يؤثر سلبا على الذين يشاركون هذا الممثل في تجسيد المشهد، و يتضح للمشاهد أن هناك خللا في العمل. . إذن الأداء الجيد للممثلين يحدد مدى نجاح العمل؟ لا ليس بالضرورة، لأن هناك بعض الأعمال شارك فيها ممثلون محترفون إلا أنها لم تنجح، ما أريد قوله أن هناك ثلاثة مؤشرات أساسية تدل على أن العمل ناجح، و هي نجاح الكاستينغ و الإخراج و كذا السيناريو. . نلاحظ في المسلسلات الدرامية الجزائرية أن بعض الممثلين أقوى من السيناريو، ما رأيك؟ نعم، هذا لأن الممثلين المشاركين لم يدخلوا في الدور، ما يجعل الممثلين المحترفين محاصرين و يحاولون النزول إلى مستوى باقي الممثلين. قدمت عروضا في المونولوغ بفرنساوألمانيا . كيف يكون انتقاء الممثلين ناجحا؟ يجب أولا تخصيص متسع من الوقت لانتقاء الشخصيات المناسبة للأدوار، و بعد إجراء الكاستينغ يجب إعطاء النصوص للممثلين الذين اختيروا و مطالبتهم بعد أن يطلعوا عليها بتمثيل بعض المشاهد من المسلسل، و هذا للتأكد من مدى ملاءمة الشخصية للدور و انسجامها معه، و كذا مدى اندماج الممثل مع الطاقم التمثيلي، و هذا عامل رئيسي في إنجاح العمل، بعد ذلك يتم الفصل في القائمة النهائية لشخصيات العمل بقبول الممثلين المناسبين، و إبرام العقود معهم. . لاحظنا مؤخرا أن سيناريوهات المسلسلات أصبحت ضعيفة و بها خلط في الأحداث...ما السبب؟ صحيح... إذ غاب عنصر التشويق ، و لم يتمكن السيناريو من لفت انتباه المشاهد في الثلاث حلقات الأولى لا يعتبر موفقا، السبب يكمن في طريقة انتقاء السيناريو، التي تعتبر أيضا غير موفقة و لا تختلف عن انتقاء الممثلين، فأغلبية السيناريوهات التي تقدم لا تقرأ، و اختيارها يكون بناء على أسماء أصحابها، حيث أن السيناريوهات التي أسماء أصحابها معروفة تُقرأ، فيما تبقى الأخرى حبيسة الأدراج، و هذا بحجة أن الوقت ضيق و لا يكفيهم لقراءة باقي السيناريوهات، لكن هذه السنة سيكون الأمر مختلفا، حيث تم وضع مديرية خاصة للقراءة تعني بالإطلاع على السيناريوهات لانتقاء الأفضل. أغلبية السيناريوهات المقدمة لا تقرأ . لاحظنا اقتصار أدوارك على زوجة الرجل الثري... ما السر في ذلك؟ (تضحك)...صحيح مؤخرا اقتصر دوري على زوجة الرجل الثري، لكنني أديت في مستهل مسيرتي الفنية في الجزائر دور المرأة الفقيرة و كذا المرأة التي تتعرض للظلم و الحقرة، و ذلك من خلال دور فوزية في فيلم « أوتار» رفقة بهية راشدي و محمد عجايمي و الذي تم عرضه على شاشة التلفزيون الجزائري، و ذلك جاء صدفة. . تتميزين بحضورك القوي و احترافيتك في التمثيل، رغم تجربتك الفتية في الدراما الجزائرية، كيف نجحت في ذلك؟ إن حبي للمهنة و ولعي بالتمثيل سر نجاحي في ظرف وجيز، و حرصي على التميز هو تنفيذ لوصية زوجي الذي طلب مني قبل أن توافيه المنية بعد صراع مع المرض، أن أحقق حلمي باحتراف التمثيل، حقيقة التمثيل كان حلمي الذي راودني منذ الصغر، حيث كنت أقلد الممثلات المصريات و أتقمص أدوارهن ، و قد تنبأت لي والدتي آنذاك بأن أصبح ممثلة كبيرة. . لماذا في الإنتاج المشترك بين الدول العربية لا يتم الاتصال بممثلات جزائريات؟ لأننا غير معروفات في الدول الأخرى مقارنة بباقي ممثلات المغرب العربي، و هذا راجع إلى عدم رواج إنتاجنا في القنوات العربية المشرقية، فقد شاهدت مثلا مؤخرا فيلما مغربيا على قناة أبوظبي، و هذا يساعد كثيرا في التعريف بالممثل و بروزه في الوطن العربي، كما أن تونس استطاعت أن تروج لإنتاجها في مختلف القنوات العربية، خاصة التي تلقى نسبة مشاهدة عالية، ما حقق شهرة كبيرة لفنانيها، لكن الجزائر في طريقها إلى ولوج الأعمال المشتركة، و هذا من خلال مسلسل «عائلات من الشمال» الذي يضم عددا من الممثلين الجزائريين، إلى جانب ممثلين من مختلف دول الوطن العربي. . هل لك أن تحدثينا عن الأجر الذي يتحصل عليه الممثل في الجزائر نظير أعماله؟ الأجر يختلف من ممثل إلى آخر و كذا حسب الدور، فإذا كان الدور رئيسيا و الممثل قديرا، أي أن لديه خبرة كبيرة، يتحصل على حوالي 100 مليون سنتيم، و المبلغ يختلف من ممثل إلى آخر، أما مقابل الأدوار الثانوية فهو بين60 و80 مليون سنتيم، فحساب الأجر يخضع إلى عامل الخبرة ، و أجور الممثلين الجدد أقل من الممثلين المحترفين. . ما هو جديد فيزية توقرتي التلفزيوني؟ سأؤدي دور البطولة في مسلسل درامي بعنوان «الخاوة» لمخرج تونسي، سأتقمص شخصية جازية (تضحك ) و هي أم و زوجة رجل ثري جدا لديه أملاك في الجزائر و خارجها و بعد وفاته تكتشف بأنه متزوج ، لتبدأ البحث عن زوجة زوجها الثانية، و تهمل بيتها و تنحرف ابنتها الصغرى. المسلسل في مجمله يتناول موضوع الميراث.