المسارح الجهوية أحدثت حراكا مسرحيا في الجزائر قال ان مستوى الانتاج المسرحي لا يقاس بما تقدمه الخشبة من ابداع ورفض اطلاق أحكام مسبقة على جودة أي انتاج او رداءته لأن لكل مرحلة ظروف تتحكم في المستوى والطرح الفني لأي عمل.. انه الفنان المسرحي بوساهل عبد المالك رئيس التعاونية الثقافية لمسرح سطيف. في رأيك هل الظروف المحيطة بالفنان هي التي تحدد مستوى العمل الذي يقدمه؟ -بطبيعة الحال الابداع يرتبط بنفسية الفنان اذا كان في ظروف ملائمة ينتج عملا راقيا وجيدا وهذا ينسحب على كل المراحل والفترات وفي رأيي الشخصي أن المسرح اجتاز مراحل مختلفة حتى الآن، وأحسن كان في عهد علالو وبشطارزي حيث عرف فيها الانتاج المسرحي عطاء خصبا انعكس على تجاوب الجمهور بالقبول والرضى. والفترة الحالية كيف يمكن اعتبارها، هل المسرح يوجد في مناخ فني مقبول، وفي رأيكم هل الانتاج المسرحي يواكب سيرورة الحركية الفنية على الساحة؟ -نستطيع القول أن هناك حراك ايجابي نلمسه في المسارح، والموجة الجديدة التي بدأت تفرزها المسارح الجهوية تجعلنا نتفاءل ونطمئن بأن الجيل الجديد قادر فعلا على تخطي كل العراقيل والارتقاء بالمسرح الى مستويات أعلى، لأنه يملك مؤهلات تكنولوجية وفنية ونعتبر الممثل هو ابن بيئته فهو يتجاوب مع كل الاشارات التي يتلقها من الواقع المحيط به. في رأيك هل يلقى الفنان المسرحي التشجيع اللازم ليقدم انتاجا مقبولا؟ -التشجيع نلمسه من خلال الحركية التي تعرفها المسارح الجهوية، فهي مقارنة بالسنوات الماضية تشهد الآن نشاطا مقبولا، ويلقى المسرحي الشاب الدعم من خلال الامكانيات المتاحة له للعمل في ظروف جيدة، وهذا وحده يعطينا زخم من الانتاج. مع من تعاملت في المسرح؟ -تعاملت مع الكثير من الكتاب أمثال سعد الله ونوس، عز الدين مدني، ممدوح عدوان، هؤلاء الأدباء يتميزون في كتاباتهم بالواقعية والطرح الملتزم بقضايا الانسان، فكان اختيارنا لنصوصهم عن قناعة وقدمنا أعمال على الخشبة نالت النجاح مثل (الجيفة) التي شاركت في مهرجانات دولية مصر، ايطاليا، وفرنسا وكذلك "الديناصور" وبارود باشا، وآخر أعمالي هي مسرحية "شاقي باقي" ماذا عالجت هذه المسرحية؟ -عالجت قضية اجتماعية سياسية، وقد حاولت فيها أن أبرز ظاهرة الفساد المستشري والذي أصبح كالسرطان، واخترنا الشخصية المحورية رجل أعمى كرمز الى أن الفساد لا يمكن أن يعرف الديمومة وان أراد له المتربصون انهاءه ولكن لكل بداية نهاية.