نسعى لتطوير التعاون الإقتصادي بين البلدين و ترقيته لمستوى العلاقات السياسية أبدى، يوم أمس، صولومو أبيبي سفير إثيوبيا بالجزائر حرص بلاده الشديد على فتح آفاق التعاون الاقتصادي و التجاري مع الجزائر، و دعم سبل الشراكة و توطيدها و تنويعها في عديد القطاعات بما يسمح بتبادل الخبرات و الإستفادة من مناخ الإستثمار بالبلدين، لما لهما من مكانة استراتيجية في القارة الإفريقية و إمكانيات ضخمة في المجال الاقتصادي و مخزون كبير من حيث الثروات، معترفا بأن العلاقات الإقتصادية و التجارية بين البلدين مازالت جد «محتشمة «، لكنها بدأت في الانتعاش منذ افتتاح السفارة الإثيوبية بالجزائر خلال العام الفارط، و إقامة أربعة منتديات اقتصادية بين البلدين، فضلا عن التحضير لإقامة منتديات و لقاءات جديدة خلال العام الجاري و تحضير زيارة للمستثمرين الجزائريين إلى إثيوبيا شهر أكتوبر القادم. و قال صولومو أبيبي في ندوة صحفية أعقبت زيارته لمختلف وحدات مجمع «كوندور» و مجموعة بن حمادي بولاية برج بوعريريج، أن بلاده تسعى إلى ترقية العلاقات الاقتصادية و جعلها في مستوى العلاقات السياسية و الدبلوماسية، مذكرا بالدور الكبير للجزائر في فك الصراعات و الخلافات التي كانت قائمة بين إثيوبيا و اريتريا، و دور رئيس الجمهورية و الدبلوماسية الجزائرية في رأب الصدع بين البلدين، و كذا دور الجزائر المحوري في تنمية إفريقيا و إقامة ملتقى الاقتصاد الإفريقي خلال السنة الجارية الذي فتح بحسبه أفاق الاستثمار و زاد من حجم التعاون الإفريقي في المجالات الاقتصادية و التجارية. و تحدث سفير إثيوبيا بالجزائر عن قدرات بلاده و تخطيها للمشاكل الاجتماعية و الاقتصادية، عكس ما يروج من صور الفقر حسبما أضاف عبر القنوات الغربية، مشيرا إلى أن بلده تخطت الوضعية الاجتماعية الصعبة و تشهد قفزة نوعية في الجوانب التنموية على مدار السنوات ال 15 سنة الفارطة، داعيا المستثمرين الجزائريين إلى التوجه لهذا البلد قصد الاطلاع على قدراتها الاقتصادية و التسهيلات الممنوحة للمستثمرين بمنح قروض بنكية تصل نسبتها حوالي 65 بالمائة، فيما يفرض على المستثمر دفع ما نسبة 35 بالمائة من قيمة المشروع، كما استعرض جملة من الإمكانيات التي تتوفر عليها بلاده، خصوصا في القطاع الفلاحي و الري و النقل بالسكك الحديدية، مذكرا بإقامة أكبر سد في قارة إفريقيا بإثيوبيا، ما مكن البلاد من إنتاج 60 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، و جعلها تحقق الاكتفاء و فائضا من الطاقة وجه للتصدير نحو الدول المجاورة على غرار السنغال و جيبوتي و ناميبيا. و أعرب السفير الإثيوبي عن إعجابه الكبير بما اطلع عليه من تطور في حجم الاستثمار بمجمع بن حمادي و مؤسسة كوندور الكترونيكس، بعد زيارته لوحدة صناعة الثلاجات و وحدة المواد السمراء و مصنع أجهزة الاستقبال و وحدة تصنيع التلفزيونات، و مصنع العجائن « اكسترا» الذي افتتح مؤخرا و وحدة البرج ستيل، مشيرا إلى أن شركة كوندور أصبحت رائدة في مجال الصناعات الالكترونية و التكنولوجيات الحديثة ليس فقط على المستوى الجهوي و الإفريقي بل بالعالم، كما أن سمعتها تعدت حدود الوطن إلى السوق الإفريقية و الأوربية، داعيا رئيس المجمع إلى زيارة إثيوبيا خلال شهر أكتوبر المقبل، للاطلاع على إمكانيات الاستثمار بهذا البلد، مبرزا إعجابه بطريقة تسيير الشركة و تركيزها على خلق تكامل و تنويع مجالات استثمارها، ما يعطي نظرة ايجابية عن التطور الحاصل في المجال الإقتصادي بالجزائر من حيث تنوع المنتجات و جودتها و التحكم في التكنولوجيا الحديثة، و دور القطاع الخاص في تطور اقتصاد البلدان و ازدهاره، مبديا طموحه لخلق تشابك و تكامل اقتصادي بين البلدين، كما أشار إلى جهود بلده لتشجيع الاستثمار المنتج و خلق فضاءات جديدة للتبادل الاقتصادي من خلال الإعداد لجملة من الإجراءات التي من شأنها توسيع حجم التبادل الاقتصادي و تنويع فرص الاستثمار بما ينعكس على البلدين بتكامل اقتصادي متعدد الأوجه. و تعول إثيوبيا حسب سفيرها على تطوير مجال الاستثمار، حيث كشف عن التحضير لتنظيم تبادل زيارات لرجال الأعمال و المستثمرين بين البلدين، و تنظيم ملتقيات و منتديات تجمع مختلف الفعاليات الاقتصادية بين البلدين، معتبرا أن القطاع الخاص يعتبر أهم معامل في المجال الاقتصادي للتقارب بين الشعبين و فضاء خصب لتعزيز التبادل التجاري.