اقتراح إعادة بعث المعاهد التكنولوجية لمواجهة العجز في التأطير تنطلق اليوم الدورة التكوينية لفائدة أزيد من 10 آلاف أستاذ ناجح في مسابقة التوظيف لقطاع التربية الوطنية تحسبا للدخول المدرسي المقبل، لتغطية العجز الناجم عن خروج الأساتذة الذين بلغوا السن القانونية للتقاعد، في ظل توقعات بتسجيل نقص آخر بعد الفصل في ملفات طالبي التقاعد المسبق خلال الشهر القادم. أكد رئيس نقابة ثانويات الجزائر عاشور إيدير في اتصال مع النصر أن قطاع التربية الوطنية سيواجه عجزا آخر في عدد الأساتذة، بعد أن ينهي الصندوق الوطني للتقاعد معالجة الملفات المودعة على مستوى الوكالات التابعة له عبر الولايات، ويؤشر على طلبات التقاعد المسبق التي تقدم بها عديد الأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة، متوقعا بأن يصل النقص إلى حوالي 40 ألف أستاذ، مما سيفرض على وزارة التربية الوطنية اللجوء إلى استغلال القائمة الاحتياطية، التي تم إعدادها بفضل مسابقة التوظيف التي جرت مؤخرا، لضمان تأطير كافة الأقسام، خاصة المقبلين على اجتياز الامتحانات الوطنية، علما أن صلاحية القائمة الاحتياطية تمتد على مدى سنة كاملة، لتشرع بعدها الوزارة في إحصاء المناصب الشاغرة وكذا المواد المعنية بنقص التأطير، لتنظيم مسابقة جديدة وفق طبيعة الاحتياجات. وتشمل الدورة التكوينية إلى جانب حوالي 10 آلاف أستاذ ناجح في مسابقة التوظيف، المدرجين في القوائم الاحتياطية، تحسبا لإمكانية توظيفهم خلال العام الدراسي في حال تم تسجيل نقص على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية، خاصة بالمناطق الداخلية، ويشرف على العملية أساتذة مكونون، في حين تتعلق المواد التي سيتم تدريسها للمؤطرين الجدد، ببيداغوجية الطفل والتشريع المدرسي والإعلام الآلي، إلى جانب تقديم دروس في مادة الاختصاص، وستدوم الدورة التكوينية على مدى أسبوعين كاملين، وتحتضنها ابتداء من اليوم عديد المتوسطات والثانويات، تحت إشراف مفتشي المواد، ومتابعة مباشرة من قبل مديريات التربية. كما قررت وزارة التربية تخصيص الأسبوع الأول لعطلتي الشتاء والربيع لمواصلة العملية التكوينية، قصد مرافقة الأساتذة الجدد إلى غاية اكتسابهم خبرة في المجال، وتعد هذه الفترات التكوينية وفق رئيس نقابة ثانويات الجزائر مناسبة نوعا ما، لأنها تهدف إلى تمكين المؤطرين الجدد من المبادئ الأولية للتدريس وكيفية التحكم في القسم، مشددا على أن التمكن من هذه المهنة لا يتحقق إلا بالعمل الميداني وبعد سنوات عديدة من الممارسة والاحتكاك بالتلاميذ وبالوسط المدرسي، مذكرا بأن الدفعة الجديدة للأساتذة ستوجه لسد الشغور في مستويات تعليمية مختلفة، وفي كافة المواد التعليمية، على رأسها الرياضيات والفيزياء وكذا اللغات الأجنبية، خاصة الفرنسية. وفي سياق متصل اقترح رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ساتاف بوعلام عمورة إعادة فتح المعاهد التكنولوجية لاستقبال الناجحين في شهادة البكالوريا الراغبين في الانضمام إلى القطاع، على أن تمتد الفترة التكوينية على مدى 5 سنوات كاملة، نظرا لصعوبة تكوين أستاذ في فترة 15 يوما فقط، مضيفا بأن مهنة التدريس في غاية الحساسية والأهمية وهي تتطلب دورة تكوينية لا تقل عن السنة على الأقل، يعفى خلالها الأستاذ الناجح في مسابقة التوظيف من الممارسة الميدانية، إلى غاية التحكم في المبادئ الأساسية لهذه المهنة، مصرا على ضرورة استرجاع المعاهد التكنولوجية التي كانت تابعة لقطاع التربية لاستغلالها في مجال التكوين. وتوقع المصدر دخولا مدرسيا صعبا نوعا ما في بعض الولايات، لأن عديد المؤسسات التربوية ستواجه وفق تقديره نقصا في عدد المدرسين، بعد التأشير على ملفات طالبي التقاعد المسبق، مذكرا بأن ولايات عدة واجهت نفس الوضعية السنة الماضية، من بينها تيزي وزو، التي لجأت من جديد إلى نظام الاستخلاف لسد العجز، رغم أن وزارة التربية قررت عدم العمل بهذا الإجراء، بعد اعتماد مسابقات لتوظيف.