نحر الأضحية في البالوعة يؤدي لتعفنها و تعذيبها يؤثر على نوعية اللحم حذرت المختصة في تكنولوجيا اللحوم بمعهد التغذية و التكنولوجيات الغذائية و الفلاحية بقسنطينة سميرة حيوال بصيلة، من نحر الأضحية أمام البالوعة، موضحة بأن ذلك يؤدي لتعفنها و تعرض مستهلكيها للتسمم، الذي يكون خطرا في أغلب الحالات، كما قدمت مجموعة من التوجيهات لتجنب تعفن اللحوم خاصة في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة. المختصة في تكنولوجيا اللحوم، قالت بأن سبب تعفن لحوم الأضاحي يعود إلى عدة عوامل منها ما يسبق عملية النحر و منها ما يتعلق بطريقة تخزين الأضحية، بحيث لا تتوفر الشروط اللازمة للذبح عادة، و في مقدمتها نظافة المكان، موضحة بأن هنالك عددا كبيرا من الأشخاص يقومون بوضع رأس الأضحية في البالوعة لتسهيل تسرب الدماء مباشرة في مجرى الصرف، و هو سلوك خطير جدا حسبها، خصوصا وأن قلبها في المرحلة الأولى للنحر يستمر في العمل و بالتالي فإنها تستنشق كمية معتبرة من الهواء الملوث المنبعث من داخل البالوعة، ما يشكل لاحقا خطورة على صحة الإنسان و من المحتمل أن يتعرض لتسمم لذات السبب، مضيفة بأن نظافة مكان الذبح حتمية مطلقة لا يمكن إغفالها، وكذلك الأمر بالنسبة لوسائل النحر من سكين و غيرها، أما فيما يخص جلد الخروف فينصح بإبعاده مباشرة و بأسرع وقت ممكن عن الأضحية لتجنب نقل الميكروبات و الجراثيم منه إليها . و قالت المختصة بأن عملية تفريغ أحشاء الأضحية خاصة المعدة و الأمعاء، لا بد و أن تتم برفق لتجنب تمزقها و خروج ما بداخلها و ملامسته هيكل الأضحية، موضحة في السياق ذاته، بأنه يفضل عدم إعطاء الماء للكبش قبل يوم من ذبحه لكي لا تمتلئ أمعاؤه و معدته به و بالتالي تتمزق لحظة نزعها و يتسبب ذلك في انتقال الميكروبات و بالتالي تعفن اللحوم، مؤكد على ضرورة غسل الأحشاء جيدا. وتجدر الإشارة أيضا، إلى أن الميكروبات التي تأتي من المحيط الخارجي تتسبب في تعفن اللحم و تغير لونه، بحيث يصبح أخضر و تصبح رائحته نتنة جدا، مشيرة إلى أن التسممات الناجمة عن تعفن اللحوم خطيرة جدا و تؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي للمستهلك، فالأضحية السليمة و المقبولة تكون غير قابلة للتلف و التعفن، و إن حدث ذلك لأضاحي دون غيرها فالسبب هنا راجع لعوامل خارجية. اللعب بالأضحية قبل النحر يتسبب في جفاف اللحم من جهة ثانية، تحدثت المختصة عن ظاهرة اللعب بالكباش قبيل العيد وهو سلوك يصل أحيانا إلى حد تعذيبها بطريقة غير مباشرة، قائلة بأن ذلك يزعج الأضاحي و يقلقها ، و هو ما يؤثر على نوعية اللحوم لاحقا أي بعد النحر، بحيث تصبح جافة و قاسية نوعا ما، مشيرة إلى أنه في الدول الأجنبية يقدمون للأضحية ليلة النحر الحليب و السكر ليكون مذاق لحمها و نوعيته جيدة، مع الاكتفاء بعلفه و منعه من شرب الماء. و بخصوص تعليق الأضحية بعد الذبح، حذرت المختصة من وضعها تحت أشعة الشمس، و نصحت بتعليقها في مكان مفتوح به تهوية، حيث من المفترض تعليقها لمدة 12 ساعة فقط كما أوضحت، وذلك نظرا لارتفاع درجات الحرارة، على عكس فصل الشتاء الذي يتوجب خلاله تركها معلقة لمدة 24 ساعة كاملة، مضيفة بأن تخصيص 12 ساعة قبل تقطيعها يساهم في التخلص من رائحة اللحم القوية و تصبح سهلة القطع كما أنها تفرز ماء يساعد على طهيها. و عن كيفية استهلاكها، قالت المختصة، بأنه يجب تناولها بكميات معقولة مرتين في اليوم على أقصى تقدير، مع التنويع في أكلها و ذلك بطهيها في الفرن أو على البخار، و قليها يكون بتقطيعها لشرائح سميكة و طهيها جيدا في قليل من الزيت على درجة حرارة منخفضة دون حرقها لأن ذلك يشكل خطرا على صحة الإنسان .