دافعت لسنوات طويلة عن مرمى الخضورة وأعمل اليوم كسائق حافلة فتح الحارس السابق لشباب قسنطينة سنوات الثمانينات تومي سياف نبيل قلبه للنصر، في حوار استرجع فيه ذكرياته مع الخشبات الثلاث، كما تحسر الحارس على وضعية الكرة الحالية حيث أصبح من لم يلعب الكرة يعمل في الميدان في حين هو وأمثاله يعملون في قطاعات بعيدة عن الرياضة التي أحبوها، تومي من مواليد 19 ديسمبر 1960 بقسنطينة، حرس عرين شباب قسنطينة لعدة سنوات وحقق الصعود للقسم الأول مرتين في 86 و 90 ، وامتاز بقامته الطويلة، كما لعب لأندية الضمان الاجتماعي و شباب عين فكرون بالإضافة لبناء قسنطينة و حي عباس، واشتهر بعصبيته فوق أرضية الميدان وعدم تقبله خسارة «السياسي» خصوصا لما يتعرض الفريق لظلم تحكيمي مما عرضه للعقوبة أكثر من مرة، والتقينا به على متن حافلته في رحلة مابين الخروب- علي منجلي. حاوره: فوغالي زين العابدين في البداية نود أن تخبر السنافر عن آخر أخبار حارسهم السابق؟ شكرا لجريدة النصر على هذه الالتفاتة ومرحبا بكم على متن حافلتي، حاليا أعمل كسائق حافلة خاصة ملك لي ولأخي، على الخط الرابط بين الخروب و علي منجلي، وأشكر المولى كل صباح على نعمة الصحة و العافية و راحة البال ولا أطلب أكثر. ما هو سبب ابتعادك عن محيط شباب قسنطينة ؟ ليس أنا من ابتعدت بل هم من أبعدونا، فتصور أنني لست عضوا في الجمعية العامة للشباب، وفي أحد المرات ذهبت لحضور الجمعية العامة فتم منعي من الدخول بطريقة فجة ومن يومها فضلت عدم الاختلاط بهذا المحيط مجددا، فأنا الآن اشتغل كسائق حافلة في حين المحيط الكروي دخله من هب ودب وأشخاص لا يفقهون شيئا في الكرة . أغلب مدربي الحراس لم يلعبوا الكرة في حين جيلي من حراس النخبة يعملون في قطاعات أخرى ألا يحز في نفسك عملك في ميدان بعيد عن الكرة؟ بالتأكيد فتصور أن اغلب مدربي الحراس سواء في الفئات الصغرى آو حتى الأكابر لا أعرفهم ولا أذكر أنهم لعبوا أصلا الكرة باستثناء قلة قليلة، في حين حراس النخبة السابقين يعملون في مجالات أخرى ولا تتم الاستفادة من خبرتهم، للأسف ولا واحد موجود في مكانه الذي يستحقه. كيف كانت بدايتك مع كرة القدم ؟ بدايتي لم تكن في كرة القدم بل في كرة اليد أين كنت حارس فريق كرة اليد للمدرسة الابتدائية بحي فضيلة سعدان أين ولدت، ومارست طبعا الكرة في الحي حتى بلغت سن 16، وعرض علي صديق كان يلعب في فريق الضمان الاجتماعي الالتحاق بهم لعدم توفرهم على حارس مرمى. حدثنا عن الفترة التي قضيتها في فريق الضمان الاجتماعي ؟ التحقت بالفريق سنة 1976 وأمضيت على أول إجازة و لعبت مباشرة في صنف الأكابر وكنت أحيانا ألعب بعض المقابلات مع الأواسط لكن أغلب الوقت كنت مع الفريق الأول وكان يدربنا بوضرسة ولعب بجانبي تلوش وسردوك وقبطان وغيرهم، أما في الموسم الثاني فدربنا بلجودي واستمررت مع الفريق إلى غاية سنة 1979. كيف التحقت بأواسط شباب قسنطينة ؟ المدرب رابح زيد هو من أخذني إلى أواسط السياسي ولعبت موسم 79/80 وأمضيت بدون اختبارات ولعبت بجانب دمان ومامار و ضيف وغيرهم ووصلنا إلى نصف نهائي كاس الجمهورية أواسط وخسرنا أمام الحراش، وبعدها غادرت الفريق بسبب الخدمة العسكرية التي قضيتها في أرزيو وكنت ألعب مع فريق الناحية الثانية ووصلنا إلى نصف نهائي الكأس العسكرية 81 وخسرنا أمام جمارك العاصمة، وبعد انتهاء فترة الخدمة العسكرية سنة 82 لعبت نصف موسم مع فريقي السابق الضمان الاجتماعي . لعبت بعدها موسم واحد في شباب عين فكرون ؟ مدربي السابق بوضرسة هو من أخذني إلى عين فكرون وأمضيت مع السلاحف موسم 83/84 وكنا نحتل المراكز الأخيرة لكن مع قدوم المدرب مشلخ حمة تغيرت الأمور وانهينا الموسم في المركز الثالث في الدرجة الثالثة، وغادرت بعد عرض السياسي وسط معارضة كبيرة من سكان عين فكرون الطيبين الذين رفضوا مغادرتي . غادرت الفريق بسبب عدم المساواة بين اللاعبين التحقت بأكابر السياسي سنة 84، كيف تم ذلك وحدثنا عن أول موسم لك مع الخضورة ؟ اتصل بي الرئيس طافار وعمي مولود وأمضيت في فريق القلب موسم 84/85 وكان يدربنا المرحوم ربيع زكري وحنشي وكان يلعب معي بلعقون و بولحبال و العايب و بلفاضل وغيرهم ولم ألعب في الجولات الأولى حيث كان الحارس بولحماير أساسيا لكن بعد خسارة الفريق في الجولة الخامسة امام عين البيضاء أصبحت الحارس الأساسي ودخلت ضد المسيلة بملعب حملاوي وفزنا بثلاثية وكنا في صراع مع عين البيضاء على الصعود الذي فلت منا في الجولات الأخيرة لصالح الحراكتة. في سنة 86 ساهمت في صعود الخضورة للقسم الأول، حدثنا عن مشواركم ذلك الموسم ؟ بالمناسبة لم ألعب تقريبا مرحلة الذهاب بسبب العقوبة التي سلطت علي بعد حادثة الاعتداء على حكم لقاء عنابة حيث عوقبت بعامين قبل أن تخفف العقوبة إلى ستة أشهر وسجلت دخولي في آخر لقاء من مرحلة الذهاب بملعب عابد حمداني ضد لايسكا أما مرحلة العودة فكنت أتداول على الحراسة أنا وزنداوي وكان المدرب نجار يفضلني في المقابلات خارج الديار لأنني لم أكن أخاف في المقابلات الصعبة وحققنا الصعود عن جدارة في موسم استثنائي . لم تعمروا طويلا في القسم الأول وسقطتم بعدها فما هو السبب؟ في موسم 86/87 عدنا للقسم الأول لكن خسرنا ركائزنا بعد مغادرة دمان و زغبيب وبلعمري وآخرين وحتى الاستقدامات لم تكن في المستوى و التسيير كان ضعيفا كما غادر نجار بعد لقاء عين مليلة وجاء بن عبدون كما لم تكن لنا خبرة في الناسيونال ولم نكن مهيكلين ومنظمين، وبعد الذي حدث لنا في قالمة وتعرضنا للظلم انسحبنا ولم نلعب ثلاث مقابلات وسقطنا في نهاية المطاف. في ذلك الموسم وصلتم لنصف نهائي كأس الجزائر 87، حدثنا عن مشواركم فيه ؟ لقد عوضنا إخفاقنا في البطولة بالتألق في الكأس وذهبنا بعيدا وفزنا في الربع نهائي على الشلف في تيزي وزو بضربات الجزاء وقدمت أفضل مقابلة في مشواري ولعبنا في وهران ضد شاب برج منايل في النصف نهائي وانهزمنا بهدف يتيم بعد الوقت الإضافي. ضيعتم بعدها الصعود للقسم الأول في موسمين متتالين ؟ في موسم 87/88 جاء المدرب زيد برفقة بن عبدون وكونا فريق ممتاز وقدمنا موسم رائع واحتلينا المركز الثالث خلف الموك و باتنة وصعدنا إلى القسم الثاني الممتاز الموحد، وفي الموسم التالي 88/89 تم استقدام الحارس بوطيان ومع هذا بقي التنافس بيني وبين زنداوي وصعد الثنائي وفاق سطيف والسياربي وعن سبب عدم الصعود فهو يعود لقوة الفرق الصاعدة لا أكثر ولا أقل . عشت أصعب لحظات حياتي بعد هدف طاهاماطا و السنافر ساندوني في سنة 88 خسرتم الداربي ضد الموك في الثواني الأخيرة بعد هدف تاريخي من طاهاماطا، حدثنا عن ذلك الهدف ؟ اللقاء لعب في بن عبد المالك واحتله تقريبا السنافر ودخلنا بثقة مفرطة وكنا متعادلين إلى غاية الدقيقة الأخيرة 11 أين سدد زغبيب كرة بعيدة و غلطتي أنني سبقت التفكير وكنت أفكر في كيفية تحويلها إلى الهجوم عندما امسك بها وتقدمت خطوات إلى الأمام حتى وصلت ولمست أصابعي ودخلت بشكل غريب ، وقد عشت ليلة صعبة لكن في اليوم التالي تنقل السنافر إلى بيتي ورفعوا معنوياتي وتجاوزت الأزمة. حققت الصعود الثاني للقسم الأول سنة 90، كيف كان ذلك الموسم؟ قمنا بتحضيرات جيدة في بولونيا بقيادة الروسي فلاديمير و بركات وكنت أتداول على الحراسة أنا وحريزة وقمنا بانطلاقة جيدة جعلتنا نصعد بدون مشاكل في نهاية الموسم بعد صراع مع المدية . قبل انطلاقة موسم 90/91 غادرت الفريق بشكل غريب، ماذا حدث بالضبط؟ قبل انطلاقة الموسم تفاوضوا معنا وأعطوا كل لاعب تسبيقا بمستحقاته على انفراد وسمعت أنهم قاموا بالتمييز بين اللاعبين، ونظموا بعدها اجتماعا في القبة البيضاء عقده الرئيس بلحاج ونائبه بولحبال ولعوبي وقالوا :»علينا بتشريف الألوان وكلنا إخوة»، فأخذت الكلمة وقلت لهم هذا غير صحيح بدليل أنكم قمتم بالتمييز بين اللاعبين في تفريق الأموال وقررت مغادرة الفريق دون رجعة لأن النية لم تبق في الفريق وبعد مغادرتي اتهموني بتشكيل تكتل وأنا لا أعرف لحد الآن معنى تكتل(يضحك)، ولعبت بعدها موسما في الكراك و توقفت أربع سنوات ولعبت بعض المقابلات مع واد الحد سنة 95 ثم توقفت نهائيا . ماهو الشيء الذي ندمت عليه في مشوارك ؟ لم أندم على شيء ربما لو كنت أقل نرفزة وعصبية مما كنت عليه لذهبت بعيدا. لقد كنت معروفا بمشجاراتك الكثيرة فوق الميدان، حدثنا عن بعضها ؟ (يضحك) لقد كنت عصبيا جدا فوق الميدان فمرة ظلمني حكم مقابلة عنابة وأخرج بطاقة حمراء في وجهي فلم أدر حتى لكمته في وجهه، ومرة ضد سعيدة استفزني لاعب احتياطي خلف الشباك فمباشرة بعد تسجيل أول هدف علي اتجهت إليه وضربته، وهذا ما كلفني الإبعاد من المنتخب الوطني آمال أين لعبت مقابلة ودية ضد الاتحاد السوفياتي وأقول لك بصراحة لم أجد من ينصحني فقد كان بعض المسيرين يسكبون الزيت على النار(يضحك). ماذا حدث بالضبط في مقابلتكم ضد تبسة والتي كلفتك السجن ليلة واحدة؟ أشكرك على هذا السؤال وأريد توضيح ما حدث يومها بعد نهاية المقابلة أخذت الكرة وكنت متجها إلى غرف الملابس وجاء خلفي حارس عتاد اتحاد تبسة وأراد أخذ الكرة بالقوة فرميتها عليه وارتطمت به وأراد أن يلحق بها فسقط وكلفه جرحا تحت العين واتهموني بأنني ضربته وأخذتني الشرطة وأودعوني السجن ولولا وقفة الرئيس طافار ولاعبي السياسي الذين رفضوا مغادرة تبسة حتى يتم إطلاق سراحي والحمد الله خرجت بعد وقفة الرجال وأقولها اليوم أقسم بالله لم اعتد عليه . كنت صريحا ولا اقبل الظلم والتمييز لهذا لم أكن محبوبا من البعض كنت معروفا بصراحتك، هل كانت تزعج المسؤولين؟ نعم فمرة تعادلنا بميداننا أمام عين مليلة 2-2، وقاموا باجتماع بعد اللقاء وقال المسيرون ماهو سبب التعثر؟، فأخذت الكلمة وقلت لهم أن المدرب نجار هو السبب لأنه أشرك اللاعب لعوبي رغم غيابه عن التدريبات وتواجده في فرنسا. حادثة طريفة تتذكرها في مشوارك؟ مرة لعبنا ضد شباب جيجل ولعبوا باللون الأخضر ودخلنا باللون الأحمر، ولم يكن أحد مسيري السياسي يعلم بهذا التغيير وبقي يناصر جيجل طيلة المقابلة اعتقادا منه أنه فريقنا، ومرة لما لعبت في فريق واد الحد في أواخر مشواري كان هناك لاعب يشارك دائما ويتناول الحبوب المهلوسة أثناء المقابلة. أفضل رئيس تعاملت معه؟ بدون منازع طافار فقد كان صاحب كلمة ورجل مواقف . من هم المدافعين الذين كنت ترتاح بوجودهم أمامك؟ هم بولحبال وعبد الرحمن ومراحي و شيخ ناصر. ماهي أعلى منحة تحصلت عليها ؟ لم نكن نأخذ منحا كبيرة ويوم صعدنا منحونا تلفازا لكنني نلت شقة بفضل السياسي. كنت عصبيا وبعض المسيرين لم يكونوا ينصحوني بل يسكبون الزيت على النار ما رأيك في حراسة مرمى الشباب هذا الموسم ؟ شاهدت الحارس ليمان في لقاء واحد ضد تاجنانت ولا يمكنني الحكم على مستواه في لقاء واحد . قسنطينة لم تعد تنتج الحراس مثل السابق، فماهو الحل حسب رأيك؟ الحل سهل وبسيط وهو الاهتمام بالشبان وإعطاء الفرصة لحراس الفئات الشبانية للأسف كلهم الآن يلعبون في الأقسام السفلى في أندية البلديات المجاورة.