ماكينة الجرمان تحصد رأس مارادونا وتوقف رقصة الطانغو اقتطع أمس المنتخب الألماني تذكرة التأهل إلى المربع الذهبي بعد أن لقن نظيره الأرجنتيني درسا قاسيا وأذله برباعية أخرجت راقصي الطانغو عبر البوابة الخلفية للمونديال الثاني على التوالي. قمة أمس التي حسمها الجرمان بالنتيجة والأداء كشفت بوضوح عن ملامح بطل دورة جنوب إفريقيا، حيث أن الكتيبة الألمانية لم تترك أية فرصة لميسي ورفاقه الذين تعذر عليهم تخطي جدار برلين القوي والمتين، فكانت السيطرة ألمانية بالطول والعرض. تشكيلة "المهندس البارع" يواكيم لوف اعتمدت أمس خطة الصدمة والترويع فلم تمهل أشبال مارادونا فرصة التأقلم مع أجواء اللقاء وباغتتهم بهدف على "البارد" عند الدقيقة الثالثة بعد مخالفة عرضية نفذها شفاينشتايغر وحول مسارها برأسية الثعلب ميلر معلنا تفوق الألمان وباعثا الرعب والارتباك في نفوس أبناء القارة الأمريكية، الذين تبعثرت أوراقهم وتاهوا وسط صرامة منتخب ألماني تبين مع مرور الدقائق أنه جاهز للمعركة ودرس منافسه من كل الجوانب، تفوق أبناء لوف تجسد في السيطرة على المنطقة الإستراتيجية أين وجد سامي خضيرة وشفاينشتايغر القدرة على التحرك وربط خطوط التشكيلة وما سهل مهامهما عدم وجود الضغط المبكر من ميسي وماكسي رودريغيز، لتبدأ عجلة الهجمات الألمانية بالدوران بشكل جيد، خصوصا مع تحركات ميلر وبودولسكي من الأطراف ومحاولة مسعود أوزيل دعم رأس الحربة ميروسلاف كلوز. ورغم عودة الأرجنتين تدريجيا حين بدأ ميسي بالعودة إلى الوراء لاستلام الكرات ولعب دور القائد، وتحرك دي ماريا للجهة اليمنى وتحول رودريغيز لليسرى، وعمل هاينز وأوتامندي على التقدم في الرواقين لتحقيق الزيادة العددية، وتحركات تيفيز لم تتغير النتيجة لينتهي الشوط الأول بتقدم ألماني مستحق. عقب الاستراحة تحركت الآلة الأرجنتينية ورفع ميسي ودي ماريا وتيفيز والبقية نسق لعبهم ما افرز كرات ساخنة على مرمى الألمان الذين حصنوا المواقع الخلفية وسدوا كل المنافذ والمساحات والاعتماد على المرتدات السريعة لاستغلال اندفاع أشبال مارادونا وهو السلاح الذي أثبت نجاعته مع مرور الدقائق حيث ضاعف كلوزه متاعب الأرجنتين بهدف ثان (د67) ولم يتوقف الإبداع الجرماني عند هذا الحد فأسقط فردريخ المنافس أرضا بهدف ثالث (د74) أخرج ميسي ورفاقه من المونديال قبل نهاية اللقاء الذي شهد توقيع كلوزه هدفا رابعا وإثقال الفاتورة بنتيجة لن ينساها مارادونا وعشاق راقصي الطانغو لفترة طويلة. في حين أكد الألمان برباعية" مكررة" أمام بطلين سابقين (إنجلترا والأرجنتين) علو كعبهم وأحقيتهم في التربع على عرش الكرة العالمية، ومقابل دخول كلوزه التاريخ بمعادلته رقم مواطنه غيرد ميلر بمجموع 14 هدفا خرج الظاهرة ميسي برصيد خال من الأهداف.