سيرين طفلة ضحية مرض نادر بحاجة لعملية زرع نخاع عظمي تواجه الطفلة سيرين كريمي صاحبة الخمس سنوات، موتا بطيئا منذ حوالي سنة تقريبا بعدما توقف نخاعها العظمي عن إنتاج خلايا الدم الحمراء و البيضاء، بالإضافة إلى الصفائح الدموية، ما جعلها تعيش على أكياس الدم التي تحقن بها كل أسبوعين، في انتظار أن يتحقق أمل عائلتها في جمع مبلغ ملياري سنتيم (02 مليار) وهي التكلفة التي حددها مستشفى «جون دوفلاندر» بمدينة ليل الفرنسية، كثمن لإجراء عملية زرع نخاع جديد للطفلة، بعدما تعذر ذلك في الجزائر، بسبب عدم وجود بنك للتبرع بالأعضاء و عدم مطابقة أنسجة أفراد عائلتها لنسيجها العظمي. سيرين فاطمة الزهراء كريمي، المقيمة بمدينة الخروببقسنطينة، تنحدر من عائلة بسيطة، والدتها ماكثة في البيت و والدها سائق سيارة أجرة متعاقد، أصيبت في أفريل 2016 بالالتهاب اللوزتين ما تسبب في ارتفاع شديد غير مسبوق في درجة حرارة جسمها، ثم تطور الأمر إلى احتقان و انتفاخ على مستوى العنق، تطلب تحاليل معمقة، فتوصل الأطباء على مستوى مستشفى الخروب إلى تشخيص الحالة على أنها سرطان، لكن عدم استجابة سيرين للعلاج الذي وصفوه لها، جعلت الطاقم الطبي يرسلها إلى مصلحة طب الأطفال بمستشفى قسنطينة الجامعي، أين خضعت لمعاينات و فحوصات دقيقة كشفت في الأخير عن أن المشكل في الدم. في نهاية شهر ماي من نفس السنة، تم تشخيص إصابتها بمرض نادر يعرف باسم « آبلازي ميدولير» ، وهو مرض يصيب 10 أشخاص من أصل مليون شخص عبر العالم، و يتعلق بتوقف النخاع العظمي عن إنتاج الدم بمختلف مكوناته، و علاجه الوحيد هو إجراء عملية زرع لنخاع جديد. حياة مرهونة بأكياس الدم عائلة سيرين أكدت للنصر، بأن الطفلة التي بدت جد متعبة و شاحبة خلال تواجدنا في منزلها، تعيش على أكياس الدم التي تحقن بها كل أسبوعين إلى شهر تقريبا، علما بأن استجابتها للعلاج المؤقت أصبحت ضئيلة في الفترة الأخيرة، إذ كانت في البداية بحاجة إلى نقل الدم كل شهرين، لكنها لم تعد تقوى على التحمل مؤخرا، ما قلص الفترة إلى أسبوعين و أحيانا أسبوع واحد، كما أن الصغيرة تعاني من ضعف المناعة الشديد بسبب المرض وهو ما يجعلها معرضة لعدوى الفيروسات، ما يعقد وضعها الصحي في كل مرة، فضلا عن أنها تواجه خطر النزيف بسبب أبسط جرح قد تتعرض له، كون دمها غير قابل للتخثر.والدة سيرين، أشارت إلى أن العائلة بذلت قصارى جهدها لعلاج ابنتها في الجزائر، وقد حظيت باهتمام و متابعة جادة في المستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، حيث خضعت لكل أنواع الفحوصات، كما تم إرسال نسخة من ملفها الطبي و عينة من دمها و نخاعها إلى مركز «بيار و ماري كوري» لعلاج السرطان و الزرع في العاصمة، لدراسة إمكانية علاجها أو إخضاعها لعملية جراحية في الجزائر، لكن النتائج كانت سلبية، فقد اتضح، حسبما اطلعنا عليه من خلال ملفها الطبي، بأن نسيجها العظمي و زمرة دمها غير متطابقين مع أنسجة و زمر دم أشقائها و والديها. بناء على هذا التشخيص نصح الأطباء الوالدين قبل سنة، بإنجاب طفل آخر لتوسيع فرص التطابق و بعث إمكانية إجراء الزرع في الوطن، و بالفعل رزقت العائلة بطفلة، لكن نسيجها كذلك كان غير مطابق لنسيج شقيقتها سيرين، وهو ما دفع بأطباء مستشفى قسنطينة لنصح العائلة، حسب والدة الطفلة المريضة، بالسفر إلى الخارج للبحث عن متبرع، نظرا لعدم توفر بنك للمتبرعين بالأعضاء في الجزائر. مع العلم أن العلاج الوحيد المتوفر لهذا المرض في العالم، هو عبارة عن دواء قيد الاختبار، نصح الأطباء العائلة بعدم استعماله، رغم مجانيته، نظرا لآثاره الجانبية المحتملة و التي أخبرنا الوالد بأنها تمس الكبد. حملة تبرعات لتأمين ملياري سنتيم والدا سيرين بادرا مؤخرا، بالاتصال بأحد المستشفيات الفرنسية وهو المركز الاستشفائي الجهوي الجامعي جون دوفلاندر بمدينة ليل، الذي أكد وجود بنك أوروبي للزرع على مستواه، مع الإشارة إلى توفر زمرة الدم و النسيج المطلوبين، غير أن تكلفة العملية، حسب ما ورد في الفاتورة التي تضمنها ملف سيرين الطبي، تعادل ملياري(02) سنتيم، وهو المبلغ الذي تعذر على العائلة جمعه ، رغم أنه يعد الأمل الوحيد لإنقاذ حياة ابنتها. و قد أطلقت عائلة كريمي بناء على ذلك، حملة لجمع التبرعات من أجل إجراء العملية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، كما تواصلوا مع بعض الهيئات المحلية، بالإضافة إلى العديد من الجمعيات الخيرية عبر الوطن، لجمع المبلغ، لكن العملية لا تزال بطيئة، و لم يتجاوز المبلغ المتوفر إلى غاية الآن قيمة 50 مليون سنتيم، في وقت تنتظر جمعيات الحصول على تصريح بالنشاط من مصالح الولاية لمباشرة عملية جمع التبرعات، و تعذر على جهات أخرى المساعدة، نظرا لضخامة المبلغ.