ثلاثة أشقاء تعرضوا للتعذيب من طرف والدهم والطرد من المنزل العائلي عاش ثلاثة شبان أشقاء مأساة حقيقية بعد أن فروا بجلودهم من مدينة وهران إلى مدينة بوفاريك بالبليدة ،حيث طردهم والدهم من المنزل العائلي ولم يجدوا من مأوى سوى سيارة ذات قاطرة معطلة بحي" جيزويت" للمبيت فيها . قصة هؤلاء الشبان الذين كبيرهم يبلغ من العمر 19 سنة والثاني 17 سنة وصغيرهم 15 سنة تثير الشفقة عليهم والغرابة من جانب آخر على قسوة الأب على أبنائه خاصة وأنهم لم يطردوا فقط بل تعرضوا حتى للتعذيب بآلات حادة . ويذكر هؤلاء أن قصتهم طويلة ومعقدة وليست المرة الأولى التي يطردهم فيها والدهم من المنزل بعد زاوجه من امرأة ثانية وذلك بعد مرض والدتهم التي أصبحت مكفوفة ومعاقة ومقعدة في الفراش ،بحيث كثيرا ما كان والدهم يضربهم و يطردهم من المنزل وحينها كانوا يتوجهون إلى منزل جدتهم ببوفاريك للإقامة عندها حتى يعود والدهم إلى وضعه العادي ويعودون إلى المنزل العائلي لكن بعد وفاة جدتهم رفض أخوالهم البقاء عندهم . ومنذ أسبوع طردهم والدهم توجهوا إلى بوفاريك لكن الجدة الحنونة التي كانت تحتضنهم لم تعد موجودة هذه المرة وأخوالهم غلقوا في وجهوهم الأبواب وبذلك لم يجدوا من مأوى وبقوا يتجولون ليلا في مدينة بوفاريك حتى وجدوا سيارة ذات قاطرة معطلة بحي جيزويت فجعلوها مأوى لهم حتى تفطنت لهم سيدة تعود السيارة لشقيقها التي تركها أمام المنزل وبعد استفسارها عن أمرهم قص لها الطفل الصغير روايتهم. و أمام ذلك تأثرت هذه السيدة كثيرا لقصتهم واصطحبت معها الطفل الصغير البالغ من 11 سنة إلى منزلها وأطعمته رغم أن حالها هي الأخرى يحتاج لمن يعينها كون زوجها مريض بالقصور الكلوي ولها عشرة أبناء لا عمل قار لهم كما تقيم معهم في شقة من ثلاثة غرف ورغم كل هذه الظروف نظرت إلى هذا الطفل وإخوته بعين الشفقة والرحمة ونسيت حالها وقام أحد أبنائها بفتح غرفة في الطابق السفلي للعمارة وسلمها للشبان الثلاث للمبيت فيها كما تحول الطفل الصغير كأحد من أبنائها . وحسب هذه السيدة فإن الجهات الأمنية بعد علمها بأمر الشبان الثلاثة نسقت مع مصالح التضامن الاجتماعي وحول الطفل الصغير القاصر إلى مركز بئر خادم لحماية الطفولة المسعفة ،أما الشاب الثاني البالغ من العمر 17 سنة لا يزال يبيت في الطابق السفلي للعمارة وتقوم بإطعامه في منزلها ،أما شقيقهم الثالث فقد غادر المكان وحتى شقيقيه لم يعلما بالوجهة التي أخذها . وتذكر هذه السيدة أن الطفل الأصغر كشف لها عن وحشية والدهم بحيث لم يكتف بضربهم وطردهم فقط بل مارس عليهم كل أصناف التعذيب وآثار ذلك باقية على جسده دون أن تكون هناك أسباب تذكر لكل سلوكاته كما ذكر لها أن والدته لا تزال تقيم في البيت العائلي وزوجة والده هي التي تطعمها ، لكن حالتها الصحية تدهورت أكثر بعد طردهم .