انطلاق تظاهرة أيام التراث الثقافي البحري من ميلة افتتحت مساء أمس بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مبارك بن صالح لولاية ميلة ، أيام التراث الثقافي البحري المنظمة من قبل المتحف الوطني العمومي البحري، وذلك من خلال معرض متنوع للتعريف بالتراث البحري المادي واللامادي، لتكون الانطلاقة الرسمية لهذه التظاهرة خلال هذا الموسم ( 2018-2017) من ولاية ميلة. واعتبرت مديرة المتحف الوطني البحري السيدة آمال بوكاري أن هذه التظاهرة تهدف للخروج بعادات وتقاليد الإنسان الجزائري المرتبطة بالبحر، من الصيد وطرق العيش بمحاذاته وغير ذلك، إلى الجزائر العميقة للتعريف بالموروث الثقافي البحري ، ما يعتبر من أهم الأدوار التي يلعبها المتحف البحري الفتي، كما وصفته، كونه دخل حيز الخدمة منذ سنة 2011. لهذا حملت هذه الأيام، حسب السيدة راضية شرفاوي ملحق بالحفظ بالمتحف الوطني العمومي البحري بأقبية خير الدين بربروس بأميرالية مدينة الجزائر، شعار "التراث الثقافي البحري، ذاكرة الأمة"، لتستمر التظاهرة بولاية ميلة إلى غاية يوم غد الخميس، من خلال معرض متنوع يتضمن كل ما من شأنه التعريف بالموروث الثقافي البحري ماديا كان أو لا ماديا.المعرض يضم لافتات تعريفية خاصة بالمتحف البحري، مجسمات متنوعة لأشهر سفن الأسطول البحري الجزائري ، نماذج عن الأسلحة البحرية كالبنادق، المسدسات و المدافع، و قد تم عرض كذلك أهم رايات البحرية الجزائرية كراية خير الدين بربروس، وراية الرياس والبحرية الجزائرية، بالإضافة إلى صور هؤلاء القادة كبابا عروج، الريس حميدو وخير الدين بربروس، وعرضت أيضا لوحات تاريخية لأدوات ومعدات الملاحة كالأسترولاب وهو آلة كانت تستعمل في الملاحة وتحديد الاتجاهات قبل اكتشاف البوصلة.وتمت الإشارة في المعرض للفرع المستحدث في المتحف البحري منذ ثلاث سنوات، من خلال لباس الغواص وكل المعدات والمستلزمات التي تتطلبها عملية الغوص والتنقيب عن الآثار تحت مائية ، حيث أن هذا الفرع يختص بعملية جرد واسترجاع ما أمكن من التراث البحري، من خلال فرقة الغواصين المتكونة من خمسة أفراد.وقدم فريق المتحف البحري للناشئة من الأطفال الزائرين للمعرض ورشة في صناعة الأواني الطينية وتلوينها، كونها فئة جديرة بالاستقطاب، ليحظى صاحب أحسن عمل من الأطفال المشاركين في الورشة بجائزة تكريمية. وأضاف ذات المصدر، أن التظاهرة انطلقت في هذا الموسم من ولاية ميلة لتجوب عدة ولايات داخلية أخرى، لأنها موجهة خصوصا لجمهور هذه المناطق بهدف تعريفه بالتراث الثقافي البحري الجزائري، و أهم مميزاته، وكذا التعريف بتاريخ البحرية الجزائرية التي استطاعت أن تفرض نظاما ملاحيا في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط طيلة ثلاثة قرون و أكثر، ما جعلها تلقب بجوهرة المتوسط.