التشكيلية نادية شيراك تبدع في رسم الرموز الأمازيغية على الزجاج و النحاس تبدع الفنانة التشكيلية نادية شيراك في نقل الرموز الأمازيغية التي تزين الأواني الفخارية و الزرابي، لترسمها على الزجاج و النحاس و السيراميك و غيرها من المواد بإتقان تام ، و تعتمد على مختلف الألوان المتناسقة و المتجانسة و التي تتنوع بين الأحمر و الأخضر و البرتقالي و الأصفر و الأزرق و غيرها ، لتخلق لنفسها لمسة فنية عصرية، و تشكل رموزا فنية جميلة ذات معان عميقة، كما أكدت في لقائها مع النصر، بمركز الترفيه العلمي و التسلية في تيزي وزو. و أوضحت السيدة شيراك بأن كل رمز له حكاية لا تفهمها إلا النساء في ما بينهن، لاسيما المرأة القبائلية التي كانت تستعمل هذه الرموز في الماضي لتمرير رسائل ذات دلالات و معان إلى والدتها، لتعبر من خلالها على أحاسيسها و حالتها النفسية، سواء كانت حزينة أو سعيدة في بيت الزوجية. و قالت محدثتنا أنها مولعة بالفن التشكيلي منذ الصغر، و بدأت تجربتها الفنية منذ أكثر من 20 عاما، رغم اختصاصها الجامعي في الاقتصاد و التسيير، فقد عملت بعد تخرجها لعدة سنوات في البنك الخارجي الجزائري بمدينة تيزي وزو، قبل أن تستقيل من مهنتها لتتفرغ لهوايتها و موهبتها في بيتها العائلي، حيث ترسم لوحاتها الفنية، سواء على النحاس أو الخشب أو السيراميك أو القماش، إضافة إلى الزجاج، مختلف الأشكال و الرموز. و أشارت إلى أن هذه الرموز أبدعتها المرأة الأمازيغية وهي من التراث الوطني، حيث نجدها في مختلف ولايات الوطن، مثل باتنة و تمنراست و غيرها ، و هي تعبير نسوي محض، تطلق من خلاله المرأة رسائل لها معنى، و اعتبرت هذه الرموز كنزا يجب المحافظة عليه من الاندثار. و أضافت أنها تعمقت في البحث عن معاني هذه الرموز و تحاول اكتشاف كل دلالاتها ، كما تسعى إلى إخراج مختلف الحرف التي تواجه النسيان من الظل إلى النور، لضمان استمراريتها و ديمومتها و تقوم أيضا بتشجيع الفنانين على إعادة بعث كل الحرف و الفنون التقليدية المنسية، لأنها من التراث الوطني الجزائري و يجب إحياؤها و إعادتها إلى الواجهة من جديد. الفنانة نادية شيراك ، قالت بأنّ انطلاقتها الحقيقية في مجال المعارض كانت من دار الثقافة مولود معمري لمدينة تيزي وزو، التي ساعدتها كثيرا على صقل موهبتها، كما شجعها المدير السابق لهذه الهيئة الهادي ولد علي وزير الشباب و الرياضة الحالي على الرسم، و أشارت إلى أنه فتح لها الأبواب على مصراعيها لتذهب بعيدا في ميدان الفن التشكيلي، كما أنه مدها بالإمكانيات اللازمة كغيرها من الفنانين الذين يطرقون باب دار الثقافة لتشجيعهم، و من هناك بدأت في إقامة معارض مختلفة بعد أن كانت ترسم في بيتها فقط. و أضافت محدثتنا بأنها شاركت في العديد من الصالونات و المعارض الوطنية و الدولية، سواء الفردية أو الجماعية و حظيت بإعجاب الجمهور، على غرار المعرض الفردي الذي نظمته على مستوى سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالجزائر، و معرض جماعي شاركت فيه في أروقة متحف عمر راسم بالجزائر العاصمة و وزارة الشؤون الخارجية، بالإضافة إلى سفرها إلى ولايات جيجل و قالمة و سطيف للمشاركة في معارض فنية. كما مثلت المرأة الجزائرية في مختلف المعارض بباريس و غيرها من الدول الأجنبية.