اختارت نادية شراك أن تشارك كخزفية في فعاليات المهرجان الوطني لإبداعات المرأة الرابع المنظم هذه السنة على شرف الفخار ، الخزف ، الفسيفساء والنحت ، وقد عبرت الفنانة نادية عن بالغ سعادتها وهي تساهم في كتابة أبجديات الإبداع في هذا المهرجان الذي يحتفي بحواء ومبتكراتها الفنية في موقع جميل بامتياز هو تحفة في حد ذاته قصر رؤساء البحر - حصن 23 - ، ولم يكن بالإمكان أن تتغيب عن هذا الموعد رغم كثير الارتباطات الفنية فهي فنانة تشكيلية كما هو معلوم لا تكاد تنتهي من معرض حتى تفتتح آخر ، وترى في ملتقى إبداعات المرأة سانحة جدير اقتناصها خصوصا وأن المنظمين الساهرين على مجريات التظاهرة السنوية طلبوا وحرصوا على أن تكون الأعمال المشارك بها متميزة وإبداعية لها سمات التفرد ، وعن هذه المشاركة تقول نادية شراك " اخترت المشاركة في هذا الموعد كخزفية رغم أن الشائع أنني فنانة تشكيلية ، وقد راودتني فكرة ابتكار وإبداع شيء جديد تمثل في إدخال النحاس المضغوط في السيراميك " الخزفيات " ضمن لعبة فنية ماهرة تجمع بين التقليدي التليد والعصري المتجدد وهو مادعى ربما اللجنة المشرفة على المسابقة إلى قبول أعمالي ضمن الأعمال المتفردة ، وأنا جد فخورة بذلك " .تشارك نادية بمجموعة من الصحون عددها عشرون ، كلها تحف صاغتها بلمساتها السحرية ، صحون ذات أشكال عصرية وأخرى تحمل إشارات ورموز أمازيغية قبائلية تحيل إلى ثقافة المنطقة ، وقد أفردت جهدا استغرق سنتين للوصول إلى هذه الأعمال والرموز والإشارات ،وأحبت بعملها أن نظفي عليه بعدا جماليا آخر وعصرنتها وتلوينها وإعطائها معنى وأسطورة ، مع العلم أن هذه الرموز والإشارات لها دلالات تاريخية وأبعاد أسطورية ، لكنها قامت بعملية جمع ودمج هذه الرموز والإشارات حتى يتعرف عليها الجميع ، وصاغت وضربت لذلك مثلا عن " عين الحجلة " وهو من اجتماعيات المنطقة الأمازيغية القبائلية فقالت " عندنا المرأة لما يشرفها زوجها يلقبها ب" تيط نتسكورت " أو " عين الحجلة "، ومن أجل هذه الإشارة أعطيت لعملي الخزفي في الصحن شكل الطائر من خلال تجميع عديد الرموز والإشارات " أما عن اختيار الألوان فتبقى نادية شراك وفية للألوان الملونة المزركشة التي كلها حيوية تصنع المتعة البصرية تماما مثلما عهدناه وشاهدناه في لوحاتها العديدة ومعارضها المتجددة . تستوحي نادية شراك إبداعاتها من فنانين أمثال بيكاسو و" كانينسكي " و" ميرو " مبدية في الفن التشكيلي أوجها عديدة وبصمة فارقة متميزة ، ولا يمكن للملاحظ لجل أعمالها أن لا تجذبه أعمالها المشبعة بالألوان والأشكال التجريدية دات الرمزية المختلفة إلا رؤية التأثير الذي تمارسه انتماؤها الأمازيغي ، وتستلهم من التراث على غرار الحلي الفضية القبائلية وقطع الفخار المنتشرة والخط الامازيغي والأنسجة أيضا . لقد بدأت نادية مع الرسم على القماش واستخدمت مواد مختلفة ثم الرسم على الزجاج ورحلت إلى الخزف لتكتشف تقنية النحاس وإدماجه مع قطع من الخزف ، فكانت النتائج مبهرة ،ولقد أحبت نادية أن تبقى لصيقة للفن فأقامت قاعة عرض سمتها " أونس " مفتوحة للفن والإبداع . عدة خليل