اجراء ما بين 120 و 300 عملية تقويمية وترميمية شهريا كشفت رئيسة أطباء مصلحة الجراحة البلاستيكية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة بأن الطاقم الطبي الجراحي بالمصلحة يجري بين 120 و 300 عملية تقويمية وترميمية شهريا، 75% منها تتعلق بضحايا مضاعفات وآثار الحروق الخطيرة بالنار أو الماء المغلي. البروفيسور / ز.حزمون/ أوضحت للنصر بأن حوالي 50 بالمئة من الأشخاص الذين يصابون بحروق يحتاجون لعمليات بلاستيكية تساعدهم على استعادة مظهرهم الأصلي، الطبيعي وثقتهم بأنفسهم أو على الأقل يصبح مظهرهم مقبولا وغير منفر بعد تقويم التشوهات والقضاء تدريجيا على باقي الآثار والتشوهات بالأدوية وزرع الجلد ومختلف التقنيات الجراحية المتوفرة. وأضافت هذه الأخصائية الوحيدة في الجراحة البلاستيكية بقسنطينة والشرق الجزائري ككل، بان نصف عدد ضحايا الحروق المختلفة ومضاعفاتها الذين تستقبلهم المصلحة، أطفال في زهرة العمر، وحوالي 30 بالمئة من النساء اللائي تعرضن لحوادث منزلية.أما البقية فرجال تعرضوا لحوادث احتراق مهنية، مشيرة الى أن هذه المصلحة التي فتحت أبوابها للمرضى سنة 1996، تتوفر على 12 سرير فقط، مما يجعل "الاجتهاد" ضروريا مرفوقا بحسن التدبير والتخطيط المسبق من أجل تلبية الطلبات المتزايدة. واستطردت قائلة بأن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تتحكم في نوعية الاصابات وتصنيف الحالات... فمعظم المحروقين الذين يتم توجيههم للمصلحة من ضحايا موقد "الطابونة" المتعددة الاستخدامات لدى الأسر الجزائرية المحدودة الدخل، فالعديد من ربات البيوت لا يلتزمن بالحذر لدى استخدامه للطهي وتحضير "الكسرة" وتسخين الماء والتدفئة أحيانا.. ولا يراقبن تحركات ولعب أبنائهم الصغار حول النار... كما أن حمى المفرقعات والألعاب النارية التي تبلغ ذروتها في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ترفع عدد ضحايا الحروق ومضاعفاتها بين الأطفال. وقد سجلت المصلحة مؤخرا حالة الطفل شعيب، 8 سنوات الذي حولته "لعبة" كوكتيل مولوتوف إلى كرة نارية ملتهبة.. فالتصقت أطرافه السفلى ببعضها البعض وانصهر اللحم والشحم ولم يبق إلا العظم بها.. الحادثة هزت أركان مدينة تاجنانت، لكنها لم تضع حدا لولع أطفالها باللعب بالنار والبنزين.. وحذرت الطبيبة من القدور الضاغطة ذات النوعية الرديئة من صنع صيني التي تسببت مؤخرا في اصابة ثلاثة ربات بيوت بحروق ومضاعفات خطيرة، لدى انفجارها أثناء عملية الطهي. كما أشارت إلى استقبال المصلحة للعديد من ضحايا سخانات الماء والأدوات الكهرومنزلية والأجهزة الالكترونية الدقيقة، داعية الجميع إلى الحذر.